خطبة عن التقوى في رمضان

خطبة عن التقوى في رمضان

خطبة عن التقوى في رمضان

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن التقوى من أعظم العبادات وأجلّها، وهي من أهم مقاصد الصيام في شهر رمضان المبارك. فالتقوى هي خشية الله تعالى ومراقبته في السر والعلن، والعمل بما أمر به وترك ما نهى عنه، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ”.

فضل التقوى:

لل تقوى فضل عظيم في الدنيا والآخرة:

1- في الدنيا: تجعل الإنسان محبوباً عند الله تعالى وملائكته وعباده المؤمنين، قال تعالى: “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ”.

2- كما أن التقوى تجعل الإنسان قوي الإيمان ثابت العقيدة، قال تعالى: “وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.

3- تجعل الإنسان ناجحاً في حياته الدنيا، قال تعالى: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ”.

أهمية التقوى في رمضان:

لل تقوى أهمية عظيمة في شهر رمضان المبارك، فهي:

1- شرط لقبول الصيام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.

2- تساعد على استثمار رمضان بالطاعات: فالتقوى تحفز الإنسان على الإكثار من الطاعات والعبادات في رمضان، كالصلاة والتلاوة والذكر والصدقة، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّتْهُمْ طَائِفَةٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ”.

3- تزيد من أجر الصيام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.

كيف نتحقق التقوى في رمضان:

هناك العديد من الطرق والوسائل التي تساعدنا على تحقيق التقوى في رمضان، منها:

1- الإكثار من الاستغفار: ف الاستغفار من أهم أسباب التقوى، قال تعالى: “وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ”.

2- المحافظة على الصلوات الخمس في وقتها: قال تعالى: “إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ”.

3- تلاوة القرآن الكريم: قال تعالى: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.

التقوى والعلاقات الاجتماعية:

التقوى لا تقتصر على العلاقة بين الإنسان وربه، بل تتعداها إلى علاقته بغيره من البشر:

1- حسن الخلق: فالتقوى تحسن أخلاق الإنسان وتجعله لين الجانب، قال تعالى: “وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.

2- صلة الرحم: فالتقوى تحث الإنسان على صلة رحمه وصلة منقطعين، قال تعالى: “وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلْتُمْ بِهِ وَالْأَرْحَامَ”.

3- الصدقة: فالتقوى تحث الإنسان على الصدقة وإخراج الزكاة، قال تعالى: “وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”.

التقوى وحسن النية:

التقوى لا تقتصر على الامتناع عن المحرمات، بل تتعداها إلى الإتيان بالخير والإحسان:

1- الإحسان إلى الآخرين: فالتقوى تجعل الإنسان يحسن إلى الآخرين ويساعدهم ويقف إلى جانبهم، قال تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى”.

2- إصلاح ذات البين: فالتقوى تجعل الإنسان يسعى إلى إصلاح ذات البين بين المتخاصمين، قال تعالى: “فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ”.

3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فالتقوى تجعل الإنسان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، قال تعالى: “وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ”.

التقوى وعبادة الله حق عبادته:

التقوى هي غاية العبادات وغايتها:

1- عبادة الله حق عبادته: فالتقوى تجعل الإنسان يعبد الله حق عبادته، أي يعبد الله وفق ما أمر به ونهى عنه، قال تعالى: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”.

2- محبة الله تعالى: فالتقوى تجعل الإنسان يحب الله تعالى حباً خالصاً، قال تعالى: “وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ”.

3- الفوز بالجنة: فالتقوى هي السبيل إلى الفوز بالجنة، قال تعالى: “وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.

الخاتمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فقد تبين لنا في هذه الخطبة أهمية التقوى وفضلها في رمضان المبارك، وكيف نتحققها وأنها لا تقتصر على العلاقة بين الإنسان وربه، بل تتعداها إلى علاقته بغيره من البشر. كما أن التقوى هي غاية العبادات وغايتها، وأنها سبيل الفوز بالجنة. نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً إلى تحقيق التقوى في رمضان وفي كل وقت.

أضف تعليق