خطبة عن القناعة كنز لا يفنى

خطبة عن القناعة كنز لا يفنى

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد، فإن القناعة من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، وهي كنز لا يفنى، بل هو كنز متجدد ينمو ويكبر كلما زادت قناعة الإنسان.

القناعة:

1. تعريف القناعة: القناعة هي الرضا بما قسمه الله للإنسان من رزق، واعتقاد جازم بأن ما قسمه الله له هو خير له، وأنه لا ينقصه شيئًا.

2. أسباب القناعة: أسباب القناعة كثيرة، ومنها:

معرفة الله تعالى والإيمان به، والإيمان بأن الله تعالى هو الرزاق، وأن جميع الخيرات بيده، وأن ما عند الله أفضل وأبقى مما عند الناس.

معرفة النفس، ومعرفة حقيقتها وحاجاتها، وعدم الانخداع بالشهوات والملذات الزائفة.

التأمل في نعم الله تعالى، والإحساس بها، والشكر لله تعالى عليها.

3. ثمار القناعة: ثمار القناعة كثيرة، ومنها:

الراحة النفسية والطمأنينة، لأن القناعة تجعل الإنسان لا يحزن على ما فاته، ولا يقلق على مستقبله.

السعادة، لأن القناعة تجعل الإنسان يشعر بالرضا عن حياته، ويكون أكثر سعادة من غيره.

البركة في الرزق، لأن القناعة تجعل الإنسان يشعر بأن رزقه كثير، وأن الله تعالى يبارك له فيه.

4. كيف نتحلى بالقناعة؟ هناك عدة طرق تساعدنا على التحلي بالقناعة، ومنها:

أن نربي أنفسنا على القناعة منذ الصغر، ونعلم أبناءنا القناعة.

أن نتأمل في نعم الله تعالى علينا، ونشكر الله تعالى عليها.

أن نبتعد عن الشهوات والملذات الزائفة، ونركز على الأشياء المهمة في الحياة.

5. موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من القناعة: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم -قدوة لنا في القناعة-، فقد كان زاهدًا في الدنيا، قانعًا بما قسمه الله له، لا يهمه الطعام ولا الشراب ولا الملابس ولا غير ذلك، كان كل همه دعوة الناس إلى الله، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.

6. موقف الصحابة رضوان الله عليهم من القناعة: لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم -مقتدين برسول الله صلى الله عليه وسلم في القناعة-، كانوا زاهدين في الدنيا، قانعين بما قسمه الله لهم، لا يهتمون بالمال ولا بالجاه ولا بالسلطان ولا غير ذلك، كان كل همهم عبادة الله تعالى، والجهاد في سبيله.

7. الفرق بين القناعة والرضا: القناعة هي الرضا بما قسمه الله للإنسان من رزق، والرضا هو الرضا بقضاء الله تعالى، سواء كان في الرزق أو في غيره. فالقناعة خاصة بالرزق، والرضا عام في جميع أمور الحياة.

الخاتمة:

إن القناعة كنز لا يفنى، وهي مفتاح السعادة والراحة النفسية، وهي من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان. نسأل الله تعالى أن يرزقنا القناعة والرضا، وأن يعيننا على التحلي بهذه الصفة الكريمة.

أضف تعليق