خطبة عن رد الجميل

خطبة عن رد الجميل

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم الأخلاق التي حث عليها الإسلام هي رد الجميل، ورد الجميل هو أن يكافئ الإنسان من أحسن إليه بالإحسان إليه، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على رد الجميل في أحاديث كثيرة، ومنها قوله: “من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه”.

أهمية رد الجميل:

1. أداء الواجب: إن رد الجميل هو أداء للواجب تجاه من أحسن إلينا، فكما أن الإحسان إلينا واجب علينا، فإن رد الجميل هو واجب علينا أيضًا، قال تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}.

2. خلق نبيل: يعتبر رد الجميل من الأخلاق النبيلة التي تدل على حسن التربية والنشأة، فالشخص الذي يرد الجميل هو شخص كريم ومحبوب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب من عباده الشكورين”.

3. جلب المحبة: إن رد الجميل يجلب المحبة بين الناس، فحين يكافئ المرء من أحسن إليه بالإحسان إليه، فإنه بذلك يجعله يحبه أكثر ويحترمه أكثر، كما قال الشاعر:

تهادوا تحابوا، لا تكن في عطائكم كما البخلاء منكم أو أشد

أوجه رد الجميل:

1. الشكر: أولى درجات رد الجميل هي الشكر، قال تعالى: {وَأَنْتُمْ أَقَلُّ عَدَدًا وَرِزْقًا فَقُلْنَا ادْعُ رَبَّكُمْ يَزِدْكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}.

2. الثناء: الثناء على من أحسن إلينا من أوجه رد الجميل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صنع إليكم معروفًا فاشكروه، فإن لم تجدوا ما تشكرونه فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد شكرتموه”.

3. المكافأة: أعلى درجات رد الجميل هي المكافأة، وذلك بأن يكافئ المرء من أحسن إليه بالإحسان إليه، قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.

رد الجميل في الإسلام:

1. حث النبي صلى الله عليه وسلم على رد الجميل في أحاديث كثيرة، ومنها قوله: “من صنع إليكم معروفًا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه”، وقوله “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”.

2. جعل الله تعالى رد الجميل من أسباب دخول الجنة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَوْفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}.

3. ورد في السنة النبوية أن رد الجميل من علامات الإيمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.

رد الجميل عند العرب:

1. كان العرب قديمًا يقدرون على رد الجميل ويعتبرونه من أهم الأخلاق، ومن مظاهر رد الجميل عند العرب أنهم كانوا يكرمون ضيوفهم ويحسنون إليهم، ويردون إليهم الجميل مهما كان صغيرًا، ومن قصص العرب في رد الجميل قصة حاتم الطائي، الذي كان معروفًا بكرمه وجوده، وكان يرد الجميل لكل من أحسن إليه، حتى وإن كان عدوه.

2. كان العرب يعتبرون رد الجميل واجبًا مقدسًا، وكانوا يأنفون من أن يتركوا من أحسن إليهم دون أن يردوا له الجميل، قال الشاعر:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

3. كان العرب يتوارثون رد الجميل عن آبائهم وأجدادهم، وكانوا يعتبرونه من أهم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، ومن أقوال العرب في رد الجميل:

من لا يشكر الناس لا يشكر الله.

من عامل الناس بالمعروف عاش حميدًا ومات سعيدًا.

من رد الجميل فقد أدى الواجب، ومن لم يرد الجميل فقد خان الأمانة.

الخاتمة:

في نهاية هذه المقالة، نكون قد أوضحنا أهمية رد الجميل في الإسلام وعند العرب، كما أوضحنا أوجه رد الجميل وكيفية رد الجميل عند العرب، ونتمنى أن يكون هذا المقال قد حثكم على رد الجميل إلى من أحسن إليك، وأن تكونوا من الشاكرين المحبين للخير.

أضف تعليق