خطبة عن عثمان بن عفان

No images found for خطبة عن عثمان بن عفان

الخطبة: عثمان بن عفان، الخليفة الثالث

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،،

فمن أعلام الصحابة رضوان الله عليهم وأجزل ثوابهم الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي ساهم في نشر الإسلام وترسيخ دعائمه، فكان من السابقين إلى الإسلام، والمهاجرين والأنصار، ومن المتمسكين بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وقد تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فحمل أمانة الحكم بعده، واجتهد في رعاية مصالح المسلمين، ونشر العدل والإنصاف، وسار على نهج الخلفاء الراشدين من قبله، فكان خير خلف لخير سلف.

أولًا: نسبه ونشأته:

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، ولد قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة، ونشأ في مكة المكرمة، في بيت من بيوت الشرف والنبل، وتعلم القراءة والكتابة في سن مبكرة، وكان من التجار الأثرياء، وقد عرف عنه صدقه وأمانته، وعفته وتقواه، وكان محبوباً عند قومه، ومشهوداً له بالصلاح والتقوى.

ثانيًا: إسلامه وهجرته:

أسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة السادسة من البعثة النبوية، وكان من السابقين إلى الإسلام، هاجر إلى المدينة المنورة مع زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من المشاركين في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن المقربين إليه، وقد تولى كتابة الوحي، وكان كاتب الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من أشد الناس تعلماً بالقرآن الكريم.

ثالثًا: خلافته:

تولى عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في عام 23هـ، وقد واجه العديد من التحديات والصعوبات خلال فترة خلافته، منها الفتوحات الإسلامية المتسارعة، واختلاف المسلمين حول بعض المسائل الفقهية، وقد بذل عثمان بن عفان رضي الله عنه جهودًا كبيرة في حل هذه المشكلات، وترسيخ دعائم الدولة الإسلامية، ونشر العدل والإنصاف، وقد كان عهده عهد رخاء وازدهار للمسلمين.

رابعًا: جهوده في نشر الإسلام:

كان عثمان بن عفان رضي الله عنه من أكثر الخلفاء الراشدين اهتمامًا بنشر الإسلام، فقد أرسل الجيوش الإسلامية إلى العديد من البلدان، وفتح الله عليهم بلاد فارس وخراسان وشمال إفريقيا، وقد اهتم عثمان بن عفان رضي الله عنه أيضًا بتعليم المسلمين وتثقيفهم، فقد أنشأ المدارس والجامعات، وأمر بجمع القرآن الكريم في مصحف واحد، وقد كان عهده عهد ازدهار للعلم والعلماء.

خامسًا: صفاته وأخلاقه:

كان عثمان بن عفان رضي الله عنه رجلاً تقياً ورعاً، وكان كثير العبادة والصلاة والصيام، وكان جواداً كريماً، يحب فعل الخير وإعانة المحتاجين، وكان شجاعاً مقداماً، لا يهاب الموت في سبيل الله، وكان حكيماً عادلاً، يحكم بين الناس بالحق والعدل، وكان رحيماً بالمساكين والضعفاء، وكان يحب العلماء والفقراء، وكان من أكثر الناس تواضعاً وليناً.

سادسًا: استشهاده:

استشهد عثمان بن عفان رضي الله عنه في عام 35هـ، في منزله في المدينة المنورة، على يد مجموعة من الخارجين عليه، وقد كان استشهاده حدثاً مأساوياً في تاريخ الإسلام، وقد ترك استشهاده أثراً عميقاً في نفوس المسلمين، وقد دفن عثمان بن عفان رضي الله عنه في البقيع في المدينة المنورة.

سابعًا: ثناء العلماء عليه:

أثنى العلماء على عثمان بن عفان رضي الله عنه وأشادوا بفضله وعلمه وعمله، فقال عنه الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “كان عثمان رجلاً صالحاً تقياً نقياً”، وقال عنه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “كان عثمان من أفضل الناس وأتقاهم”، وقال عنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “كان عثمان رجلاً رحيماً كريماً جواداً”، وقال عنه الحسن البصري رحمه الله: “كان عثمان رجلاً فاضلاً عالماً عاملاً زاهداً”.

الخلاصة:

كان عثمان بن عفان رضي الله عنه من أعلام الصحابة رضوان الله عليهم وأجزل ثوابهم، ومن السابقين إلى الإسلام، والمهاجرين والأنصار، ومن المتمسكين بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وقد تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فحمل أمانة الحكم بعده، واجتهد في رعاية مصالح المسلمين، ونشر العدل والإنصاف، وسار على نهج الخلفاء الراشدين من قبله، فكان خير خلف لخير سلف.

أضف تعليق