خطبة عن عمر بن الخطاب للشيخ محمد حسان مكتوبة

خطبة عن عمر بن الخطاب للشيخ محمد حسان مكتوبة

خطبة عن عمر بن الخطاب للشيخ محمد حسان مكتوبة

المقدمة:

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، وجعلنا من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، خير أمة أُخرجت للناس، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

أما بعد، فإن من أعظم الصحابة الذين كان لهم دور كبير في نشر الإسلام وإعلاء كلمة الله، هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثاني الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد كان عمر بن الخطاب من أقوى الرجال وأشجعهم، ومن أشد الناس حباً للعدل، وكان زاهداً في الدنيا، وورعاً تقياً، وقد كان له العديد من المواقف البطولية التي سطّرها التاريخ، ومن أقواله المشهورة: “لو كان لي جبل من ذهب، لوددت أن أتصدّق به كله لله عز وجلّ”.

فضائل عمر بن الخطاب:

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أفضل الصحابة، ومن أكثرهم فضلاً، وقد روي عنه العديد من الأحاديث التي تدل على فضائله ومكانته العالية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الأحاديث:

1. عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو كان بعدي نبي لكان عمر”.

2. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أشدكم إيماناً بالله يوم القيامة عمر”.

3. وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني لأرى الشيطان يحذرك يا عمر”.

حكمته وعدله:

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أكثر الصحابة حكمة وعدلاً، وقد شهد له بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روي عنه أنه قال: “ما في الصحابة أحد أحب إلي أن أذاكره الحديث غير عمر”.

وكان عمر بن الخطاب شديداً على الظالمين، لا يخشى في الله لومة لائم، وقد قال عنه الإمام علي رضي الله عنه: “كان عمر يرى في الحق رضاء الله، وفي الباطل سخط الله”.

وتعددت مواقف عمر التي تدل على حكمته وعدله، ومن هذه المواقف:

قصة عمر بن الخطاب مع الصبي:

جاء صبي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال له: يا أمير المؤمنين، إن أبي سرق ثوباً من ثيابك.

فقال عمر: وما علمك أنه سرقه؟

فقال الصبي: رأيته يخرجه من بيتك ليلاً.

فأمر عمر باستدعاء أبي الصبي، فلما حضر قال له: هل سرقت هذا الثوب من ثيابي؟

فأنكر الرجل ذلك.

فقال عمر: يا غلام، أتحلف أن أباك سرق هذا الثوب؟

فقال الغلام: نعم.

فقال عمر للرجل: احلف أنك لم تسرقه.

فامتنع الرجل عن الحلف.

فأمر عمر بجلده، ثم قال له: اذهب فقد عفوت عنك.

قصة عمر بن الخطاب مع اليهودي:

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالساً في المسجد، إذ جاءه يهودي، وقال له: يا أمير المؤمنين، إن لي عندك حاجة.

فقال عمر: وما حاجتك؟

فقال اليهودي: إن لي على فلان مسلم دين، وهو يماطلني في أدائه.

فقال عمر: اذهب إليه، وقل له يحضر إليّ.

فذهب اليهودي إلى الرجل المسلم، وقال له: إن أمير المؤمنين أمرك أن تحضر إليه.

فخاف الرجل المسلم، وظن أن عمر غضب عليه، فذهب مسرعاً إلى المسجد، فلما رآه عمر قال له: ما لك؟

فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، ظننت أنك غضبت عليّ.

فقال عمر: ولم أتعرض لك؟

فقال الرجل: جاءني يهودي، وقال لي: إن أمير المؤمنين أمرك أن تحضر إليه.

فقال عمر: صدق، ألم تقترض منه ديناً؟

فقال الرجل: بلى.

فقال عمر: إذن لماذا لا تؤديه؟

فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، إنه يظلمني في قدره.

فقال عمر: كم هو قدره؟

فقال الرجل: مائة درهم.

فأمر عمر بإحضار اليهودي، فلما حضر قال له: هل تقبل أن يحلف أنه لم يظلمك؟

فقال اليهودي: نعم.

فقال عمر للرجل المسلم: احلف أنك لم تظلم هذا اليهودي في قدر الدين.

فأقسم الرجل على ذلك.

فقال عمر لليهودي: خذ مالك، واذهب.

فقال اليهودي: يا أمير المؤمنين، لقد أسلمت على يديك.

فقال عمر: الحمد لله الذي هداك للإسلام.

شجاعته وبسالته:

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد الرجال وأشجعهم، وقد شارك في العديد من المعارك والغزوات، وقد كان له دور كبير في نشر الإسلام وإعلاء كلمة الله، ومن أشهر معاركه:

1. معركة بدر الكبرى.

2. معركة أحد.

3. معركة الخندق.

4. معركة اليمامة.

5. معركة القادسية.

قصة عمر بن الخطاب مع أبي جهل:

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد الناس عداوة للإسلام، وكان يضطهد المسلمين وينال منهم، وقد كان يلقب بـ”الفاروق”، لأنه كان يفرق بين الحق والباطل.

وذات يوم، خرج عمر متوجهاً إلى دار الندوة، وكان أبو جهل جالساً فيها، فقال له: يا أبا الحكم، ما هذا الذي صنعتم؟

فقال أبو جهل: صنعنا الذي صنعنا.

فقال عمر: لقد أفسدتم مكة، وأفسدتم قريشاً، وأفسدتم العرب، والله لا أنام الليلة حتى أدخل في دين محمد.

فقال أبو جهل: أتقول هذا وأنت سيد قريش؟

فقال عمر: نعم، والله لأقولن هذا، ولأدخلن في دين محمد.

فقام أبو جهل غاضباً، وقال: والله لو لم تكن سيد قريش لقتلتك.

فقال عمر: اقتلني إن شئت، فلن تمنعني من دخول دين محمد.

فخرج عمر من دار الندوة، وتوجه إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، ودخل في الإسلام.

زهادته وورعه:

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أكثر الصحابة زهداً وورعاً، وقد روي عنه أنه قال: “ما تصدقت بدرهم قط، فنَدِمت عليه، ولا منعت أحداً شيئاً، فرأيت أني ظلمته”.

وكان عمر بن الخطاب شديداً في محاسبة نفسه، وكان يكثر من الاستغفار والتوبة، وقد روي عنه أنه قال: “لو أن لي بستاناً من ذهب، ثم ماتت لي دجاجة، لخشيت أن أكون ظلمتها في حقها”.

وفاته رضي الله عنه:

قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه غدراً، على يد المجوسي أبي لؤلؤة، وذلك في شهر ذي الحجة من عام 23 هـ، وقد صلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه، ودُفن في البقيع.

الخاتمة:

لقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أعظم الصحابة، ومن أكثرهم فضلاً، وقد كان له دور كبير في نشر الإسلام وإعلاء كلمة الله، وقد كان زاهداً في الدنيا، وورعاً تقياً، وقد كان له العديد من المواقف البطولية التي سطّرها التاريخ، وقد كان حكيماً عادلاً، وشجاعاً باسلاً، وقد مات شهيداً على يد المجوسي أبي لؤلؤة، رضي الله عنه وأرضاه.

أضف تعليق