خطبة عن فضل العبادة

خطبة عن فضل العبادة

مقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فإن العبادة هي الركن الأساسي في حياة المسلم، وهي الوسيلة التي يتقرب بها إلى الله تعالى وينال رضاه. وقد حثنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على العبادة ورغبنا فيها، وبين لنا فضلها وأجرها العظيم.

فضل العبادة

العبادة تقرب العبد من الله تعالى:

العبادة هي الوسيلة التي يتقرب بها العبد من الله تعالى وينال رضاه ومحبته. قال الله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل”.

العبادة تكفر الذنوب والخطايا:

العبادة تكفر الذنوب والخطايا وتمحوها من صحيفة العبد. قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تطهر ثم أتى المسجد فصلى فيه ما كتب له، كانت له بكل خطوة يخطوها حسنة، وحط عنه بها خطيئة، ورفعت له بها درجة”.

العبادة ترفع العبد في الدرجات:

العبادة ترفع العبد في الدرجات عند الله تعالى وتجعله من المقربين إليه. قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} [النساء: 57]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة وأوسطها”.

العبادة تمنح العبد السعادة والطمأنينة:

العبادة تمنح العبد السعادة والطمأنينة والراحة النفسية. قال الله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من حزن على الدنيا فليصل ركعتين”.

العبادة تقوي الإيمان وتزيد اليقين:

العبادة تقوي الإيمان وتزيد اليقين في قلب العبد. قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 7]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إياكم والشك فإن الشك يهدي إلى الكفر”.

العبادة تجعل العبد من أهل الجنة:

العبادة تجعل العبد من أهل الجنة والفوز برضا الله تعالى. قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} [الكهف: 107]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من سأل الله الجنة ثلاث مرات قال الله تعالى: قد أعطيتك”.

العبادة تحمي العبد من شر نفسه ومن شر الشيطان:

العبادة تحمي العبد من شر نفسه ومن شر الشيطان. قال الله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “حصنوا أموالكم وأعراضكم بالذكر”.

العبادة في الإسلام

حدد الشريعة الإسلامية الكثير من العبادات والفرائض التي يجب على كل مسلم القيام بها ومنها:

الصلاة:

هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي صلة العبد بربه. قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43].

الصيام:

هو الركن الثالث من أركان الإسلام، وهو الامتناع عن الطعام والشراب والشهوات من الفجر إلى المغرب. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

الزكاة:

هي الركن الرابع من أركان الإسلام، وهي إخراج جزء من المال للمحتاجين والفقراء. قال الله تعالى: {وَآتُوا الزَّكَاةَ وَلْتَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: 9].

الحج:

هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة. قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97].

فضائل العبادة

العبادة وسيلة لغفران الذنوب:

قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 56].

العبادة سبب لدخول الجنة:

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} [الكهف: 107].

العبادة سبب لرفع الدرجات في الجنة:

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

شروط قبول العبادة

الإخلاص لله تعالى: أن يكون العبد مخلصًا في عبادته لله تعالى وحده لا شريك له. قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا الل

أضف تعليق