الخطبة
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،،،
فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم العبادات وأجلها، وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز على محبته فقال سبحانه: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) [التوبة:24].
ففي هذه الآية الكريمة أمرنا الله تعالى بحب رسوله صلى الله عليه وسلم أكثر من حب أنفسنا وأولادنا وأموالنا وأوطاننا، وجعل حب رسوله صلى الله عليه وسلم من علامات الإيمان.
فضائل محبة النبي صلى الله عليه وسلم
1. زيادة الإيمان ونوره:
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم تزيد من إيمان المسلم وتقويه، فهي من أعظم أسباب زيادة الإيمان ونوره في القلب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار”.
فالمسلم الذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من حبه لأي شيء آخر، ويحب الناس لله لا لحظوظ دنيوية، ويكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يلقى في النار، هذا المسلم وجد حلاوة الإيمان في قلبه.
2. شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم:
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم سبب في شفاعته للمسلم يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا، ومن سلم عليّ تسليمة واحدة سلم الله عليه بها عشرا”.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل أمتي الذين يشفعون ويُشفع فيهم”. فالمسلم الذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو له ويصلي عليه بكثرة، هذا المسلم من الذين يشفع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
3. دخول الجنة:
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم سبب في دخول المسلم الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحبني دخل الجنة”.
فالمسلم الذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من حبه لأي شيء آخر، هذا المسلم يبشر بدخول الجنة.
4. النجاة من عذاب النار:
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم سبب في نجاة المسلم من عذاب النار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مات على حب آل محمد دخل الجنة”.
فالمسلم الذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه، هذا المسلم يبشر بالنجاة من عذاب النار ودخول الجنة.
5. الرفقة مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة:
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم سبب في رفقة المسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحبني كان معي في الجنة”.
فالمسلم الذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم ويسعى على سنته، هذا المسلم يبشر برفقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.
6. الثبات على الحق:
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم سبب في ثبات المسلم على الحق وعدم انحرافه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يحشر الناس على نياتهم”.
فالمسلم الذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم وينوي السير على سنته، هذا المسلم يثبته الله على الحق ويوفقه لطاعته.
7. السعادة في الدنيا والآخرة:
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم سبب في سعادة المسلم في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحبني كان معي في الدنيا والآخرة”.
فالمسلم الذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم ويتبع سنته، هذا المسلم يسعد في الدنيا والآخرة.
الوسائل إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم
1. معرفة النبي صلى الله عليه وسلم:
لا يمكن أن نحب النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم نعرفه، ولذلك علينا أن نكثر من قراءة سيرته النبوية الشريفة ودراسة صفاته وأخلاقه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحبني فليتبعني”. فمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم عليه أن يتبعه في أقواله وأفعاله وأحواله.
2. الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم:
إن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم من أعظم وسائل محبته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء مع من أحب”.
فالمسلم الذي يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله، هذا المسلم يحبه النبي صلى الله عليه وسلم ويصحبه في الجنة.
3. الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم:
إن الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم من أعظم وسائل محبته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا”.
فالمسلم الذي يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، هذا المسلم يحبه النبي صلى الله عليه وسلم ويجزل له العطاء.
4. زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم:
إن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم وسائل محبته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من زار قبري وجبت له شفاعتي”.
فالمسلم الذي يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم، هذا المسلم يحبه النبي صلى الله عليه وسلم ويجزل له العطاء.
5. الصلاة في المسجد النبوي:
إن الصلاة في المسجد النبوي من أعظم وسائل محبة النبي صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام”.
فالمسلم الذي يكثر من الصلاة في المسجد النبوي، هذا المسلم يحبه النبي صلى الله عليه وسلم ويجزل له العطاء.
6. الإكثار من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم:
إن الإكثار من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم وسائل محبته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أذكروا الله عز وجل وادعوني وأكثروا من الصلاة عليّ”.
فالمسلم الذي يكثر من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، هذا المسلم يحبه النبي صلى الله عليه وسلم ويجزل له العطاء.
7. خدمة أهله وأصحابه:
إن خدمة أهله وأصحابه من أعظم وسائل محبة النبي صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحبني فليحب أهلي”.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء مع من أحب”. فالمسلم الذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم عليه أن يحب أهله وأصحابه ويتقرب إليهم.
الآثار المترتبة على محبة النبي صلى الله عليه وسلم
1. زيادة الإيمان:
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم تزيد من إيمان المسلم وتقويه، فهي من أعظم أسباب زيادة الإيمان ونوره في القلب.
2. شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم:
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم سبب في شفاعته للمسلم يوم القيامة.
3. دخول الجنة:
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم سبب في دخول المسلم الجنة.
4. النجاة من عذاب النار:
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم سبب في نجاة المسلم من عذاب النار.
5. الرفقة مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة:
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم سبب في رفقة المسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.
6. الثبات على الحق:
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم سبب في ثبات المسلم على الحق وعدم انحرافه.
7. السعادة في الدنيا والآخرة:
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم سبب في سعادة المسلم في الدنيا والآخرة.
الخاتمة
فيا أيها المسلمون، إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم العبادات وأ