خطبة عن فضل شهر الله المحرم ويوم عاشوراء

خطبة عن فضل شهر الله المحرم ويوم عاشوراء

الخطبة: فضل شهر الله المحرم ويوم عاشوراء

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيّها الإخوة والأخوات، إنّنا في شهر الله المحرّم، شهر الله الحرام، شهر الرحمة والمغفرة، شهر التوبة والإنابة، شهر التكفير والعتق من النار، شهر الدعاء والإجابة، شهر الحج والعمرة، شهر الزيارة.

فضل شهر الله المحرم:

1. حرمة شهر المحرّم:

شهر الله المحرّم هو من الأشهر الحرم التي حرم الله فيها القتال والاعتداء، قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}[التوبة:36].

وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بحرمة شهر الله المحرم، فقال: “إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم: ثلاثة متواليات وواحد فرد، الثلاثة المتواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، والواحد الفرد: رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان”.

2. مضاعفة الحسنات في شهر المحرم:

شهر الله المحرم هو شهر مضاعفة الحسنات، فكل حسنة فيه بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من عشر ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء”.

قال الحسن البصري: “إنّ شهر الله المحرم هو شهر الله الحرام، شهر التوبة والمغفرة، فمن صام فيه يومًا احتسب له كصيام سنة، ومن قام ليلة فيه احتسب له كقيام ليلة القدر”.

3. التكفير والعتق من النار في شهر المحرّم:

شهر الله المحرم هو شهر التكفير والعتق من النار، فمن صام فيه يومًا كُفّر عنه ذنوب سنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام يوم عاشوراء كفّر الله له ذنوب سنة”.

قال ابن عباس: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام عاشوراء ويكفّر عنا السنة الماضية”.

4. الدعاء والإجابة في شهر المحرّم:

شهر الله المحرم هو شهر الدعاء والإجابة، فادعوا الله تعالى فيه بكل ما تريدون، فإنّه مجيب الدعاء، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة:186].

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”.

5. الحج والعمرة في شهر المحرّم:

شهر الله المحرم هو شهر الحج والعمرة، وهو من أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، قال تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}[البقرة:196].

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.

6. الزيارة في شهر المحرّم:

شهر الله المحرّم هو شهر الزيارة، وهو من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: “من زارني في المدينة كنت له شفيعًا يوم القيامة”.

قال الإمام الشافعي: “من زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم كان له شفاعة يوم القيامة”.

فضل يوم عاشوراء:

1. فضل صيام يوم عاشوراء:

يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وهو يوم عظيم الشأن عند الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يوم عاشوراء يوم مكفر للذنوب”.

قال ابن عباس: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام عاشوراء ويكفّر عنا السنة الماضية”.

2. قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون في يوم عاشوراء:

يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجّى الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده، قال تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}[الشعراء:63].

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يوم عاشوراء يوم نجّى الله تعالى فيه سيدنا موسى عليه السلام وقومه، فصامه موسى عليه السلام شكراً لله تعالى”.

3. استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء:

يوم عاشوراء هو اليوم الذي استشهد فيه الإمام الحسين عليه السلام في معركة كربلاء، قال الإمام الحسين عليه السلام: “إنّي لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برمًا”.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينًا، حسين سبط من الأسباط”.

خاتمة:

أيّها الإخوة والأخوات، إنّ شهر الله المحرم ويوم عاشوراء من الأيام العظيمة عند الله تعالى، فاستغلوا هذه الأيام الفضيلة في طاعته وعبادته، وتقربوا إليه سبحانه وتعالى بكل ما تقدرون عليه من عمل صالح، فإنّه خير مجيب.

أضف تعليق