خطبة عن وَقُلِ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ

خطبة عن وَقُلِ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم ما حثنا الله -تعالى- عليه في كتابه الكريم هو العمل الصالح، فقد قال -سبحانه وتعالى-: ﴿وَقُلِ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 105]، وهذه الآية الكريمة تدل على أهمية العمل الصالح وأنه هو الذي سيحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فالعمل الصالح هو مفتاح النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة.

العمل الصالح واجب على كل مسلم

إن العمل الصالح هو واجب على كل مسلم ومسلمة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من عمل صالحًا فلنفسه، ومن أساء فعليها» [مسلم]، وقال -عليه الصلاة والسلام-: «إن الله كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، ونفس تشتهي وتتمنى، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه» [البخاري]، وقال -عليه الصلاة والسلام-: «من سره أن يحب الله ورسوله فليعمل بما أنزل الله، وليوال من والاه، وليعاد من عاداه» [مسلم].

أنواع العمل الصالح

للعمل الصالح أنواع كثيرة، منها:

1. العبادات: وهي كل ما أمر الله -تعالى- به عباده من أقوال وأفعال، مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة.

2. المعاملات: وهي كل ما يتعامل به الناس فيما بينهم، مثل البيع والشراء والإجارة والشركة والوكالة.

3. الأخلاق الحميدة: وهي كل ما حسن فعله عند الله والناس، مثل الصدق والأمانة والعدل والإحسان والكرم.

فضل العمل الصالح

للعمل الصالح فضل عظيم، منها:

1. مغفرة الذنوب: قال الله -تعالى-: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: 114].

2. رفع الدرجات في الجنة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون» [النحل: 97].

3. دخول الجنة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من دخل الجنة فهو فيها مخلد، ومن دخل النار فهو فيها مخلد، إلا ما شاء الله» [البخاري].

شروط قبول العمل الصالح

حتى يقبل الله -تعالى- العمل الصالح لابد أن يتوفر فيه الشروط التالية:

1. الإخلاص لله -تعالى-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» [البخاري].

2. متابعة سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» [مسلم].

3. الاستمرار على العمل الصالح: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» [البخاري].

أسباب ترك العمل الصالح

هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى ترك العمل الصالح، منها:

1. الكسل والتواني: قال الله -تعالى-: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [الأعراف: 42].

2. حب الدنيا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «حب الدنيا رأس كل خطيئة» [ابن ماجه].

3. الخوف من الناس: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تخاف في الله لومة لائم» [أحمد والترمذي].

الخاتمة

في الختام، فإن العمل الصالح هو مفتاح النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة، وهو واجب على كل مسلم ومسلمة، وللعمل الصالح فضل عظيم، ولكنه لابد أن يتوفر فيه الشروط حتى يقبله الله -تعالى-، وهناك أسباب كثيرة تؤدي إلى ترك العمل الصالح، ولكن يجب علينا أن نتغلب على هذه الأسباب ونستمر في العمل الصالح حتى ننال رضا الله -تعالى- وندخل الجنة.

أضف تعليق