خطبه عن العمل الصالح

خطبه عن العمل الصالح

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛

فإن خير ما يتقرب به العبد لربه هو العمل الصالح، الذي يرضى به ويقبل عنده، وهو عمل طيب يعمله الإنسان من أجل مرضاة الله تعالى، ويؤجر عليه في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “وَأَن تَعْمَلُوا الصَّالِحَاتِ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ وَأَعْظَمُ أَجْرًا”.

فضل العمل الصالح:

1. تقوى الله تعالى: العمل الصالح هو أحد أشكال تقوى الله تعالى، وهي أساس الإيمان، قال تعالى: “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن”.

2. نزول الرحمة: العمل الصالح يجلب الرحمة من الله تعالى، قال تعالى: “وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى وَنَحْمَلُهُ فِي الْبَطْنِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُهُ طِفْلًا ثُمَّ نُبْلِغُهُ أَشُدَّهُ وَكَانَ عَلَيْمًا خَبِيرًا”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.

3. علو الدرجات: العمل الصالح يرفع العبد درجات في الجنة، قال تعالى: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه الحكيم الحميد يوم القيامة يا عبدي أدخل الجنة”.

أنواع العمل الصالح:

1. عبادة الله: يشمل العمل الصالح كل ما يقرب العبد من الله تعالى، كالصلاة والصيام والزكاة والحج، قال تعالى: “وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين”.

2. الإحسان إلى الآخرين: يشمل العمل الصالح كل ما ينفع الآخرين ويحسن حالهم، كالصدقة والمساعدة والتعاون، قال تعالى: “مَا أَنفَقْتُم مِّنْ نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الناس أنفعهم للناس”.

3. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: يشمل العمل الصالح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: “الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”.

شروط قبول العمل الصالح:

1. الإخلاص لله تعالى: العمل الصالح لابد أن يكون خالصًا لله تعالى، لا يريد به العبد إلا وجه الله الكريم ومبتغاه مرضاته، قال تعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”.

2. اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: لابد أن يكون العمل الصالح متوافقًا مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدهما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه”.

3. الاستمرار على العمل الصالح: العمل الصالح لابد أن يكون مستمرًا، لا ينقطع، قال تعالى: “وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة”.

ثمار العمل الصالح:

1. السعادة في الدنيا والآخرة: العمل الص صالح يجلب السعادة للإنسان في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عمل صالحًا فلنفسه، ومن أساء فعليها، ولا تزر وازرة وزر أخرى”.

2. المغفرة والرحمة: العمل الصالح يكفر عن الذنوب والخطايا، ويجلب المغفرة والرحمة من الله تعالى، قال تعالى: “وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تاب من ذنب فكأن لم يذنبه”.

3. دخول الجنة: العمل الصالح هو مفتاح دخول الجنة، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة”.

ختام:

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من العاملين الصالحين، وأن يتقبل منا أعمالنا، وأن يدخلنا الجنة بغير حساب، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق