خطب عن عذاب القبر

خطب عن عذاب القبر

خطبة عن عذاب القبر

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الحديث عن عذاب القبر من الأمور المهمة التي يجب على كل مسلم ومسلمة معرفتها والتحذير منها، فالقبر هو أول منزل من منازل الآخرة، وهو إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، والمؤمن الحق هو الذي يتقي الله في الدنيا ويخاف من عذابه في الآخرة، ويعد نفسه للقاء ربه الكريم.

أولاً: حقيقة عذاب القبر:

عذاب القبر هو عذاب يقع على الميت في قبره، وهو من أنواع العذاب التي حذر الله منها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وقد ورد في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده في الجنة ومقعده في النار، فيقال له: هذا مقعدك في النار لو عصيت ربك، وهذا مقعدك في الجنة لو أطعت ربك، فيقول: أي رب أرني عملي، فيرى عمله فيقال له: هذا الذي قدمته قبل هذا اليوم”.

والمراد بعذاب القبر ليس العذاب الجسدي فقط، بل يشمل العذاب النفسي أيضًا، فقد يعذب الميت بحرمانه من رحمة الله تعالى، وبتأنيب ضميره على ما اقترفه من ذنوب ومعاصي، وبالإحاطة به من الملائكة الموكلين بعذاب القبر.

ثانيًا: أسباب عذاب القبر:

هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى عذاب القبر، من أهمها:

– عدم الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه واليوم الآخر.

– الشرك بالله تعالى، وهو أعظم الذنوب وأكبرها.

– عدم أداء الفرائض الدينية، كالصلاة والصيام والزكاة والحج.

– ارتكاب المعاصي والذنوب، مهما صغرت.

– إيذاء الآخرين بالقول أو الفعل.

– عدم الإنفاق في سبيل الله تعالى.

– التكبر والغرور.

– الحقد والحسد.

ثالثًا: أنواع عذاب القبر:

هناك أنواع كثيرة من عذاب القبر، منها:

– عذاب العقرب: وهي عقارب من نار تلدغ الميت وتلسعه، كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

– عذاب الحيات: وهي حيات من نار تلتف حول الميت وتخنقه، كما ورد في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

– عذاب النار: وهي نار تحرق الميت وتلظى عليه، كما ورد في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

– عذاب الظلمة: وهو ظلام شديد يحبس الميت في قبره، كما ورد في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

– عذاب الضيق: وهو ضيق شديد يصيب الميت في قبره، كما ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

– عذاب الوحشة: وهو وحشة شديدة يشعر بها الميت في قبره، كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

– عذاب العذاب: وهو عذاب لا يعلمه إلا الله تعالى، كما ورد في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.

رابعًا: من يعفى من عذاب القبر؟

هناك من يعفى من عذاب القبر، منهم:

– الشهداء في سبيل الله تعالى.

– الأطفال الذين ماتوا وهم دون البلوغ.

– المجاهدون في سبيل الله تعالى.

– الحاج والمعتمر.

– الذي يقرأ القرآن الكريم.

– الذي يقوم الليل ويصلي.

– الذي يصوم النهار.

– الذي يتصدق بيده.

– الذي يكثر من الاستغفار.

– الذي يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

خامسًا: كيف ننجو من عذاب القبر؟

هناك عدة أمور تساعد على النجاة من عذاب القبر، منها:

– الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه واليوم الآخر.

– أداء الفرائض الدينية على الوجه الكامل.

– اجتناب المعاصي والذنوب.

– الإحسان إلى الآخرين.

– الإنفاق في سبيل الله تعالى.

– التواضع والتواضع.

– التوبة إلى الله تعالى من الذنوب والمعاصي.

– الدعاء إلى الله تعالى بأن ينجينا من عذاب القبر.

سادسًا: عذاب القبر في السنة النبوية:

وردت في السنة النبوية المطهرة العديد من الأحاديث التي تتحدث عن عذاب القبر، منها:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده في الجنة ومقعده في النار، فيقال له: هذا مقعدك في النار لو عصيت ربك، وهذا مقعدك في الجنة لو أطعت ربك، فيقول: أي رب أرني عملي، فيرى عمله فيقال له: هذا الذي قدمته قبل هذا اليوم”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن في القبر عقربًا أشد لسعة من الزنبور، وإنها لا تلدغ مؤمنًا أبدًا”.

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن في القبر ضغطة لو أن جبلًا وض

أضف تعليق