خلفيات مكة المكرمة

خلفيات مكة المكرمة

مقدمة

يقع مدينة مكة المكرمة في غرب المملكة العربية السعودية، وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهي مهبط الوحي وشرف النبوة، وقد حباها الله عز وجل بمكانة عظيمة، وأجرى فيها منافع جمة، وجعل حرمها آمناً ومباركاً، وفيه المسجد الحرام الذي يضم الكعبة المشرفة، ومن مكة انطلق الإسلام إلى العالم أجمع.

1. الكعبة المشرفة

تعد الكعبة المشرفة أقدس مكان للمسلمين في العالم، وهي قبلتهم في الصلاة، وهي أول بيت وضع للناس، وقد بناها سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام بأمر من الله تعالى، وهي مكعب الشكل، وقد كساها سيدنا إسماعيل بالقماش، ثم كساها العرب بالثياب اليمانية، ثم كساها الرسول صلى الله عليه وسلم بالقباطي، ثم كساها الخلفاء من بعده، والكعبة الآن مكسوة بالحرير الأسود المطرز بالذهب.

يبلغ ارتفاع الكعبة المشرفة 15 متراً، وطول ضلعها 12 متراً، ولها باب واحد يقع في الجهة الشرقية، والباب مصنوع من الذهب الخالص، ويبلغ ارتفاعه 3 أمتار، وعرضه 2 متر، وهي تُفتح لتنظيف الكعبة مرة واحدة في السنة.

يوجد داخل الكعبة الحجر الأسود، وهو حجر أسود اللون، بيضاوي الشكل، ويقع في الركن الشرقي للكعبة، ويقال إنه أول ما خلق الله تعالى في الأرض، وقد وضعه سيدنا إبراهيم عليه السلام في ركن الكعبة بأمر من الله تعالى، وهو يعتبر من شارات الكعبة المشرفة.

2. المسجد الحرام

يقع المسجد الحرام في مدينة مكة المكرمة، وهو أول مسجد بني على وجه الأرض، وقد بناه سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام بأمر من الله تعالى، وقد كان المسجد الحرام في بادئ الأمر عبارة عن ساحة صغيرة حول الكعبة المشرفة، ثم توسع المسجد الحرام على مر العصور، حتى أصبح الآن أكبر مسجد في العالم، ويتسع لأكثر من مليونين من المصلين.

يوجد في المسجد الحرام العديد من المعالم المهمة، منها: مقام إبراهيم عليه السلام، وهو المكان الذي صلى فيه سيدنا إبراهيم عليه السلام أثناء بناء الكعبة المشرفة، وحجر إسماعيل عليه السلام، وهو المكان الذي صلى فيه سيدنا إسماعيل عليه السلام أثناء بناء الكعبة المشرفة، ومقام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المكان الذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء حجة الوداع.

يقام في المسجد الحرام العديد من العبادات والطقوس الإسلامية، منها: الصلاة، والطواف حول الكعبة المشرفة، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمرات في منى.

3. جبل الثور

يقع جبل الثور في مدينة مكة المكرمة، وهو جبل صغير يقع على بعد حوالي 6 كيلومترات من الكعبة المشرفة، وقد اشتهر جبل الثور بأنه المكان الذي اختبأ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه أثناء هجرتهما من مكة إلى المدينة المنورة.

يبلغ ارتفاع جبل الثور حوالي 700 متر، وهو جبل صخري شديد الانحدار، وقد كان جبل الثور في الماضي مكاناً مهجوراً، ولكن بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم أصبح من الأماكن المقدسة في الإسلام.

يزور جبل الثور حالياً الآلاف من الحجاج والمعتمرين كل عام، ويتسلقون الجبل إلى حيث اختبأ الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ويتذكرون هجرتهما إلى المدينة المنورة.

4. غار حراء

يقع غار حراء في جبل النور في مدينة مكة المكرمة، وهو غار صغير يقع على بعد حوالي 4 كيلومترات من الكعبة المشرفة، وقد اشتهر غار حراء بأنه المكان الذي نزل فيه الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم لأول مرة، وذلك في شهر رمضان المبارك من عام 610 ميلادية.

يبلغ طول غار حراء حوالي 3 أمتار، وعرضه حوالي 2 متر، وارتفاعه حوالي متر واحد، وهو غار ضيق وصغير، ولكنه كان له مكانة عظيمة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.

يزور غار حراء حالياً الآلاف من الحجاج والمعتمرين كل عام، ويتوجهون إلى الغار ليروا المكان الذي نزل فيه الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم لأول مرة، ويتذكرون بدايات الدعوة الإسلامية.

5. بئر زمزم

يقع بئر زمزم في المسجد الحرام في مدينة مكة المكرمة، وهو بئر ماء عذب يقع بالقرب من الكعبة المشرفة، وقد اشتهر بئر زمزم بأنه الماء الذي تفجر من تحت قدمي سيدنا إسماعيل عليه السلام عندما كان رضيعاً، وقد ظل الماء يتدفق من البئر منذ ذلك الحين وحتى الآن.

يبلغ عمق بئر زمزم حوالي 30 متراً، وهو بئر محفور في الصخر، وكان الماء في الماضي يستخرج من البئر بواسطة الدلاء، أما الآن فيتم استخراجه بواسطة مضخات كهربائية.

يستخدم ماء بئر زمزم للشرب والتوضؤ للصلاة، ويعتقد المسلمون أن ماء بئر زمزم مبارك وله خواص علاجية، ويحرص الحجاج والمعتمرون على شرب ماء بئر زمزم والاغتسال به.

6. الصفا والمروة

يقع الصفا والمروة في المسجد الحرام في مدينة مكة المكرمة، وهما جبلان صغيران يقعان على بعد حوالي 400 متر من الكعبة المشرفة، وقد اشتهر الصفا والمروة بأنهما المكان الذي سعى فيه سيدنا إبراهيم عليه السلام وسيدتنا هاجر عليها السلام عندما كانت تبحث عن الماء لابنها سيدنا إسماعيل عليه السلام.

يبلغ ارتفاع الصفا والمروة حوالي 10 أمتار، وهما جبلان صخريان شديدا الانحدار، وكان الصفا والمروة في الماضي مكاناً مهجوراً، ولكن بعد سعي سيدنا إبراهيم عليه السلام وسيدتنا هاجر عليها السلام فيهما أصبحا من الأماكن المقدسة في الإسلام.

يزور الصفا والمروة حالياً الآلاف من الحجاج والمعتمرين كل عام، ويتسلقون الجبلين إلى حيث سعى سيدنا إبراهيم عليه السلام وسيدتنا هاجر عليها السلام، ويتذكرون سعيهما في البحث عن الماء لابنهم سيدنا إسماعيل عليه السلام.

7. منى

تقع منى في مدينة مكة المكرمة، وهي منطقة تقع على بعد حوالي 5 كيلومترات من الكعبة المشرفة، وقد اشتهرت منى بأنها المكان الذي يرمي فيه الحجاج الجمرات، وهي الحصى الصغيرة التي يرميها الحجاج على ثلاثة أعمدة من الحجر، تيمناً بسيدنا إبراهيم عليه السلام الذي رمى الشيطان بالجمرات عندما حاول منعه من ذبح ابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام.

يبلغ مساحة منى حوالي 10 كيلومترات مربعة، وهي منطقة صحراوية مغطاة بالحجارة الصغيرة، وقد تم تقسيم منى إلى عدة مخيمات لاستقبال الحجاج والمعتمرين.

يزور منى حالياً الآلاف من الحجاج والمعتمرين كل عام، ويقضون فيها أيام التشريق الثلاثة، وهي الأيام التي تلي يوم عيد الأضحى المبارك، ويقومون خلال هذه الأيام برمي الجمرات والصلاة والتكبير والذكر.

خاتمة

مكة المكرمة مدينة عظيمة ومقدسة لدي المسلمين، وهي مهبط الوحي وشرف النبوة، وقد حباها الله عز وجل بمكانة عظيمة، وأجرى فيها منافع جمة، وجعل حرمها آمناً ومباركاً، وفيه المسجد الحرام الذي يضم الكعبة المشرفة، ومن مكة انطلق الإسلام إلى العالم أجمع.

أضف تعليق