دعاء البخل

دعاء البخل

دِعاء البُخل

البُخل صفةٌ ذميمة يمقُتها الله -تعالى- ويُبغضها الناس، والبَخِيل هو من يُمسك عن إنفاق ما لديه من مالٍ أو غيره ممّا يُنتفع به، وهو من أبخل الناس وأدناهم منزلةً عند الله، وقد ذَمَّ الله -تعالى- البُخلاء في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 180].

ومن هنا فإنّ دعاء البخل هو الدعاء على من اتصف بهذه الصفة الذميمة، ودعاء البخل يكون على النحو التالي:

أولا : فضل الإنفاق في سبيل الله:

إن الإنفاق في سبيل الله هو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله –تعالى-، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان يناديان: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، واللهم أهلك ممسكًا تلفًا).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنفق، ولا تخشَ إقلالاً، فإن الله يخلف عليك).

وقد وعد الله -تعالى- المتصدقين بالأجر العظيم، فقال -تعالى-: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].

ثانيا : شُؤم البُخل:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة بخيل).

وقد ذم الله -تعالى- البُخلاء في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: {وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38].

ثالثا : التوبة من البُخل:

إن التوبة من البُخل واجبة على كل من اتصف بهذه الصفة الذميمة، والتوبة تكون بالندم على ما مضى من البخل والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل، والإكثار من الإنفاق في سبيل الله -تعالى-.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه).

رابعا : علاج البُخل:

الإكثار من ذكر الموت والآخرة.

التفكر في فضل الإنفاق في سبيل الله -تعالى-.

مجالسة أهل الخير والإحسان.

الدعاء إلى الله -تعالى- بأن يُعينه على التخلص من صفة البُخل.

خامسا : الدعاء على البخيل:

عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال: (اللهم إني أعوذ بك من البخل، فإن البخل من أخلاق اليهود، الذين لم يورثوا إلا الفقر والبخل).

عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: (اللهم إني أعوذ بك من البخل والجبن والشح).

عن عثمان بن عفان –رضي الله عنه- قال: (اللهم إني أعوذ بك من البخل والحرص والغضب).

سادسا: أسباب البخل:

الجشع: هو حب المال والحرص عليه وعدم الرغبة في إنفاقه.

الخوف من الفقر: يخشى البخيل أن ينتهي ماله ويبقى فقيرًا.

عدم الثقة بالله: لا يثق البخيل بالله ولا يعتقد أنه قادر على رزقه، لذلك يمسك عن الإنفاق.

حب الذات: يرى البخيل أن ماله هو حق له وحده ولا يحق لأحد أن يأخذ منه شيئًا.

التربية الخاطئة: قد يؤدي التربية الخاطئة التي تركز على توفير المال وتجنب الإنفاق إلى نشأة طفل بخيل.

سابعا : نتائج البخل:

الحرمان من حب الله ورحمته.

الحرمان من محبة الناس.

الفقر والفاقة.

دخول جهنم يوم القيامة.

الخاتمة:

البُخل صفةٌ ذميمة يمقُتها الله -تعالى- ويُبغضها الناس، والبَخِيل هو من يُمسك عن إنفاق ما لديه من مالٍ أو غيره ممّا يُنتفع به، وهو من أبخل الناس وأدناهم منزلةً عند الله، وقد ذَمَّ الله -تعالى- البُخلاء في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، ودعاء البخل يكون على النحو السابق ذكره، ويجب على من اتصف بهذه الصفة الذميمة أن يتوب إلى الله -تعالى- ويستغفره، وأن يُكثر من الإنفاق في سبيل الله -تعالى-.

أضف تعليق