دعاء التوبة والرجوع إلى الله ابن باز

No images found for دعاء التوبة والرجوع إلى الله ابن باز

دعاء التوبة والرجوع إلى الله ابن باز

المقدمة:

التوبة إلى الله هي الرجوع إليه والإخلاص له بالعبادة، وهي واجبة على كل مسلم ارتكب ذنبًا أو معصية، وقد شرع الله سبحانه وتعالى لعباده التوبة ليتمكنوا من العودة إليه والتقرب منه، وقد أعد الله لمن تاب إليه مغفرة ورحمة وثوابًا عظيمًا، فالرجوع إلى الله واللجوء إليه وحده هو بداية الطريق إلى الفلاح، وإن العبد المؤمن مهما ارتكب من الذنوب والمعاصي وعصى ربه فلا ينبغي أن يقنط من رحمة الله تعالى، فباب التوبة مفتوح على الدوام، وقد حثنا المصطفى صلى الله عليه وسلم على التوبة والرجوع إلى الله بقوله: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.

أولاً: فضل التوبة إلى الله:

– التوبة إلى الله تحط الذنوب والخطايا وتغفرها، وهذا من فضل الله ورحمته على عباده المؤمنين، فمن تاب إلى الله تاب الله عليه، وهذا من أعظم النعم والخيرات التي أنعم الله بها على عباده.

– التوبة إلى الله ترفع العبد درجات في الجنة، فالتائب إلى الله يجازى على توبته خيرًا، وذلك أنه يتوب إلى الله ويرجع إليه ويقبل عليه، ويتقرب إليه بالأعمال الصالحة، وهذا مما يرفع درجاته في الجنة.

– التوبة إلى الله تفتح للعبد أبواب الرزق والبركة، فمن تاب إلى الله وعمل الصالحات فتح الله له أبواب الرزق والبركة، وذلك أن الله يبارك في رزق عباده التائبين، ويزيدهم من فضله ورحمته، وهذا من فضل الله ورحمته على عباده.

ثانيًا: شروط التوبة إلى الله:

– الإخلاص لله تعالى: فلا بد أن تكون التوبة خالصة لله تعالى، وأن لا تكون رياء ولا سمعة، وأن لا يقصد بها إلا التقرب إلى الله وحده.

– الندم على المعصية: لا بد أن يندم العبد على المعصية التي ارتكبها، وأن يتبرأ منها ويكرهها، وأن يعزم على ألا يعود إليها أبدًا.

– العزم على ترك المعصية: لا بد أن يعزم العبد على ترك المعصية التي ارتكبها، وأن لا يعود إليها أبدًا، وأن يجاهد نفسه على ذلك.

– رد المظالم إلى أصحابها: لا بد أن يرد العبد المظالم إلى أصحابها إن كان قد ظلم أحدًا، وأن يبرئ ذمته من كل مظلمة، وذلك بأن يعيد الحقوق إلى أصحابها، وأن يطلب منهم الصفح والعفو.

– التوبة قبل فوات الأوان: لا بد أن يتوب العبد قبل فوات الأوان، وقبل حلول أجل الموت، وذلك لأن التوبة بعد فوات الأوان لا تنفع، ولا تقبل من الله تعالى.

ثالثًا: علامات قبول التوبة إلى الله:

– الشعور بالسكينة والطمأنينة والراحة في القلب.

– الإقبال على الطاعات والعبادات وترك المعاصي والذنوب.

– الشعور بالمحبة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

– الشعور بالخشية من الله تعالى ومراقبته في السر والعلن.

– الإحسان إلى الآخرين وبذل الخير لهم.

رابعًا: أسباب التوبة إلى الله:

– الخوف من الله تعالى وعذابه.

– رجاء رحمة الله تعالى ومغفرته.

– محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

– الشعور بالذنب والندم على المعصية.

– الرغبة في العودة إلى الله تعالى والتقرب إليه.

خامسًا: آداب التوبة إلى الله:

– التوبة النصوح: وهي التوبة التي تكون خالصة لله تعالى، ولا تكون رياء ولا سمعة.

– التوبة الفورية: وهي التوبة التي لا يؤخرها العبد إلى وقت آخر.

– التوبة العامة: وهي التوبة من جميع المعاصي والذنوب، ولا تكون مقتصرة على معصية واحدة دون أخرى.

– التوبة المستمرة: وهي التوبة التي لا ينقطع العبد عنها، بل يستمر في التوبة والتضرع إلى الله تعالى طوال حياته.

سادسًا: دعاء التوبة إلى الله:

– “اللهم اغفر لي ذنوبي كلها صغيرها وكبيرها، وأولها وآخرها، وعلانيتها وسرها”.

– “اللهم توب علي توبة عبد ذليل خائف، توبة لا يغادر ذنبًا إلا محاه، ولا خطيئة إلا غفرها”.

– “اللهم إني تبت إليك من جميع ذنوبي فتقبل توبتي، وارحمني يا أرحم الراحمين”.

الخاتمة:

إن التوبة إلى الله هي من أعظم العبادات وأجل الأعمال، وهي واجبة على كل مسلم ارتكب ذنبًا أو معصية، وقد شرع الله سبحانه وتعالى لعباده التوبة ليتمكنوا من العودة إليه والتقرب منه، وقد أعد الله لمن تاب إليه مغفرة ورحمة وثوابًا عظيمًا، فالرجوع إلى الله واللجوء إليه وحده هو بداية الطريق إلى الفلاح.

أضف تعليق