المقدمة
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علماً، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو من أهم أسباب النجاة في الدنيا والآخرة، وقد حثنا الله تعالى ورسوله الكريم على الدعاء في كثير من المواضع، ومن أهم الأدعية التي يجب على المسلم أن يدعو بها هو دعاء الحفظ، وذلك لأن الحفظ من الأمور التي لا يستطيع الإنسان أن يحققها بنفسه، فهو بحاجة إلى من يحفظه من كل مكروه وسوء.
أولاً: الحفظ من شرور النفس
النفس البشرية جبلت على حب الخير والشر، وقد قال الله تعالى: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي).
ولذلك، فإن النفس قد تدفع الإنسان إلى ارتكاب المعاصي والذنوب، وهذا ما يجعله بحاجة إلى دعاء الحفظ من شرور النفس.
ومن أهم الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم للنجاة من شرور النفس هو قوله: (اللَّهُمَّ اكْفِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاحْمِنِي مِنْ سُوءِ أَعْمَالِي).
ثانياً: الحفظ من شرور الشيطان
إن الشيطان عدو للإنسان، وهو يتربص به في كل وقت ومكان، يحاول أن يغويه ويضله عن الطريق المستقيم.
ولذلك، فإن المسلم بحاجة إلى دعاء الحفظ من شرور الشيطان، حتى يجنبه الله تعالى كيده ووسوسته.
ومن أهم الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها للنجاة من شرور الشيطان هو قوله: (اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشَرِّ كَيْدِهِ وَشَرِّ وَسْوَسَتِهِ).
ثالثاً: الحفظ من شرور الناس
الإنسان قد يتعرض لأذى من الناس المحيطين به، وقد يكون هذا الأذى جسدياً أو نفسياً أو مادياً.
ولذلك، فإن المسلم بحاجة إلى دعاء الحفظ من شرور الناس، حتى يجنبه الله تعالى شرورهم ويكفيه أذاهم.
ومن أهم الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها للنجاة من شرور الناس هو قوله: (اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ النَّاسِ، وَأَسْأَلُكَ الْأَمْنَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي).
رابعاً: الحفظ من شرور الحوادث
قد يتعرض الإنسان لحوادث مختلفة في حياته، وقد تكون هذه الحوادث بسيطة أو خطيرة، وقد تؤدي إلى الوفاة أو الإصابة.
ولذلك، فإن المسلم بحاجة إلى دعاء الحفظ من شرور الحوادث، حتى يجنبه الله تعالى شرها ويحفظه من كل مكروه.
ومن أهم الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها للنجاة من شرور الحوادث هو قوله: (اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْحَوَادِثِ، وَأَسْأَلُكَ السَّلَامَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي).
خامساً: الحفظ من شرور الأمراض
قد يتعرض الإنسان لأمراض مختلفة في حياته، وقد تكون هذه الأمراض بسيطة أو خطيرة، وقد تؤدي إلى الوفاة أو الإعاقة.
ولذلك، فإن المسلم بحاجة إلى دعاء الحفظ من شرور الأمراض، حتى يجنبه الله تعالى شرها ويحفظه من كل مكروه.
ومن أهم الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها للنجاة من شرور الأمراض هو قوله: (اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْأَمْرَاضِ، وَأَسْأَلُكَ الشِّفَاءَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي).
سادساً: الحفظ من شرور الموت
الموت هو نهاية كل إنسان، وقد يكون الموت طبيعياً أو مفاجئاً، وقد يكون الموت سهلاً أو صعباً.
ولذلك، فإن المسلم بحاجة إلى دعاء الحفظ من شرور الموت، حتى يجنبه الله تعالى شر الموت وييسره عليه.
ومن أهم الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها للنجاة من شرور الموت هو قوله: (اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْمَوْتِ، وَأَسْأَلُكَ الْحَسَنَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي).
سابعاً: الحفظ من شرور النار
النار هي عذاب الله تعالى في الآخرة، وقد تكون النار شديدة الحرارة أو باردة شديدة البرودة، وقد تكون النار دائمة أو مؤقتة.
ولذلك، فإن المسلم بحاجة إلى دعاء الحفظ من شرور النار، حتى يجنبه الله تعالى شر النار ويحفظه من عذابه.
ومن أهم الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها للنجاة من شرور النار هو قوله: (اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ النَّارِ، وَأَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي).
الخاتمة
الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو من أهم أسباب النجاة في الدنيا والآخرة، وقد حثنا الله تعالى ورسوله الكريم على الدعاء في كثير من المواضع، ومن أهم الأدعية التي يجب على المسلم أن يدعو بها هو دعاء الحفظ، وذلك لأن الحفظ من الأمور التي لا يستطيع الإنسان أن يحققها بنفسه، فهو بحاجة إلى من يحفظه من كل مكروه وسوء.
ومن أفضل الأوقات لدعاء الحفظ هو وقت السحر، كما أوصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (اللَّهُمَّ بِكَ أَسْتَجِيرُ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ).
وجاء في الحديث النبوي الشريف: (مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ، حُفِظَ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ اللَّهُ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِيَ حُفِظَ بِهَا مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ اللَّهُ حَتَّى يُصْبِحَ).