دعاء الحفظ من الشر

دعاء الحفظ من الشر

المقدمة

الحياة مليئة بالتحديات والمخاطر، ومن الضروري أن نلجأ إلى الله عز وجل بالدعاء من أجل الحماية والحفظ من أي شر أو أذى. وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأدعية التي يمكننا أن ندعو بها الله عز وجل للحفظ من الشر، وفي هذا المقال سنذكر بعضًا من هذه الأدعية.

أولا: دعاء الحفظ من الشر في القرآن الكريم

1. قال الله تعالى: “وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ” (المؤمنون: 97-98).

هذا الدعاء يطلب من الله عز وجل اللجوء إليه والاعتصام به من وساوس الشياطين التي تحاول إضلال الإنسان وإبعاده عن طريق الخير والتقوى.

2. قال الله تعالى: “وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ” (الفلق: 1-5).

هذا الدعاء يطلب من الله عز وجل اللجوء إليه والاعتصام به من كل شر خلقه، ومن شر الظلام عند غروب الشمس، ومن شر السحرة الذين ينفثون في العقد، ومن شر الحسد والحاسدين.

3. قال الله تعالى: “وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ يُضَلَّ عَلَيَّ أَوْ أَزِلَّ أَوْ يُزَلَّ بِي أَوْ أَظْلِمَ أَوْ يُظْلَمَ عَلَيَّ أَوْ أَفْتَقِرَ أَوْ يُفْتَقَرَ إِلَيَّ” (غافر: 77).

هذا الدعاء يطلب من الله عز وجل اللجوء إليه والاعتصام به من الضلال والإضلال، والزلل والتزلزل، والظلم والظلم، والفقر والافتقار.

ثانيا: دعاء الحفظ من الشر في السنة النبوية

1. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: “أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ” (مسلم).

هذا الدعاء يطلب من الله عز وجل اللجوء إليه والاعتصام به بكلماته التامة من كل شيطان وهامة (وهي الحية) ومن كل عين لامة (وهي العين الحاسدة).

2. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ” (البخاري).

هذا الدعاء يطلب من الله عز وجل اللجوء إليه والاعتصام به من زوال النعمة وتحول العافية وفجأة النقمة وجميع السخط.

3. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَفِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ” (مسلم).

هذا الدعاء يطلب من الله عز وجل اللجوء إليه والاعتصام به من عذاب القبر وعذاب النار وفتنة الحياة والموت وفتنة المسيح الدجال.

ثالثا: فضل دعاء الحفظ من الشر

1. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، لم يُصِبْهُ شَيْءٌ يَكْرَهُهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهَا” (الترمذي).

هذا الحديث يبين فضل دعاء الحفظ من الشر عند دخول السوق، حيث أنه يمنع من الإصابة بأي شيء يكرهه الإنسان حتى يخرج منها.

2. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ قَالَ قَبْلَ النُّومِ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا، لم يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يُصْبِحَ” (البخاري).

هذا الحديث يبين فضل دعاء الحفظ من الشر قبل النوم، حيث أنه يمنع من الإصابة بأي شيء يضر حتى الصباح.

3. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: “مَنْ دَخَلَ خَلَاءً فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ، لم يَرَهُ شَوْكَةٌ وَلَا حَيَّةٌ وَلَا عَقْرَبٌ” (الترمذي).

هذا الحديث يبين فضل دعاء الحفظ من الشر عند دخول الخلاء، حيث أنه يمنع من رؤية أي شيء يؤذي أو يضر، وذلك عن طريق الاستعاذة بالله من الخبث والخبائث.

رابعا: آداب دعاء الحفظ من الشر

1. الإخلاص لله عز وجل: أن يكون الداعي مخلصًا لله تعالى في دعائه، وأن يكون قلبه معلقًا به، وأن لا يدعو إلا إياه.

2. اليقين والإيمان: أن يكون الداعي موقنًا بالإجابة من الله تعالى، وأن لا يتطرق الشك إلى قلبه، وأن يكون مؤمنًا بأن الله تعالى قادر على كل شيء.

3. التضرع والخشوع: أن يكون الداعي متضرعًا وخاشعًا لله تعالى في دعائه، وأن يكون قلبه منكسرًا بين يديه، وأن لا يكون متكبرًا أو مستكبرًا.

4. الالتزام بالسنن: أن يلتزم الداعي بالسنة النبوية في الدعاء، وأن يدعو بما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.

5. الاجتناب عن المحرمات: أن يجتنب الداعي المحرمات، وأن يكثر من الطاعات والقربات، وأن يتوب إلى الله تعالى من ذنوبه ومعاصيه.

خامسا: شروط دعاء الحفظ من الشر

1. أن يكون الداعي على طهارة: أن يكون الداعي على طهارة من الحدث الأكبر والأصغر، وأن يكون قد توضأ وضوءًا صحيحًا.

2. أن يكون الداعي مستقبل القبلة: أن يكون الداعي مستقبل القبلة عند الدعاء، وأن لا يستدبر القبلة.

3. أن يكون الداعي رافعًا يديه: أن يكون الداعي رافعًا يديه عند الدعاء، وأن لا يضعهما على صدره أو خصره.

4. أن يكون الداعي متجردًا من الأذى: أن يكون الداعي متجردًا من الأذى، وأن لا يكون قد ظلم أحدًا أو أساء إليه.

5. أن يكون الداعي موافقًا لأمر الله تعالى: أن يكون الداعي موافقًا لأمر الله تعالى، وأن لا يدعو بشيء يخالف شرعه أو سنته.

سادسا: مواضع دعاء الحفظ من الشر

1. عند دخول المس

أضف تعليق