دعاء السمات مكتوبة
مقدمة
دعاء السمات هو من الأدعية المأثورة الواردة عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكان عليه السلام يكثر من الدعاء بها، وفيها خيرٌ كثيرٌ وبركةٌ عظيمة، ومن فوائدها تحقيق العبد للتقرب من ربه، وتحصيل القرب منه، فهي من الأدعية التي تكثر فيها عبارات التعظيم لله، والإقرار له بالوحدانية، والافتقار إليه، والتذلل إليه، فهي إذًا من أسباب حصول العبد للعزة والتمكين، وحفظ الله له من أي ضررٍ أو شرٍ قد يحيط به.
فضل دعاء السمات
1. من فضائل دعاء السمات أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكثر من الدعاء به، فكان إذا خرج لحاجته توضأ للخروج، ثم صلى ركعتين، ثم دعا بهذا الدعاء.
2. في دعاء السمات تقربٌ عظيمٌ من الله -عز وجل-، وخشوعٌ له، ففيه من عبارات التعظيم والتفخيم ما يقشعر له البدن، ففي كثير من عباراته تقديمٌ لله -عز وجل- في أفعاله وأسمائه وأوصافه على نفس العبد، فالأفعال التي تصدر من العبد كلها بأمر الله وإرادته، والأسماء التي اتصف بها العبد كلها بأمر الله ونعمته، والأوصاف التي اتصف بها العبد، مثل: “اللهم إنك ربي، وأنا عبدك، وأنت خلقتني، وخلقت سمعي وبصري وعقلي”، كل ذلك من نعم الله -عز وجل-، فالعبد في دعائه يعترف بهذه النعم ويذكرها.
3. في دعاء السمات إقرارٌ بالعبودية، والتذلل لله -عز وجل-، ففي قوله: “وأنت خلقتني، وخلقت سمعي وبصري وعقلي”، اعترافٌ صريحٌ بأنه عبدٌ مربوبٌ من الله -عز وجل-، فهو المالك لكل شيء، والمتصرف في كل شيء، والإله الذي لا معبود بحقٍ إلا هو.
أقسام دعاء السمات
ينقسم دعاء السمات إلى قسمين:
1. القسم الأول: دعاء السمات اليومي: وهو الدعاء الذي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو به كل يومٍ في الصباح والمساء.
2. القسم الثاني: دعاء السمات عند الحاجة: وهو الدعاء الذي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو به عند الحاجة، مثل: عند الخروج من المنزل، أو عند الدخول إلى المنزل، أو عند النوم، أو عند الاستيقاظ من النوم، أو عند السفر، أو عند المرض، أو عند الشدة، أو عند الكرب.
أذكار دعاء السمات
يتكون دعاء السمات من مجموعة من الأذكار والأدعية، ومنها:
1. الأذكار: تتضمن الأذكار الموجودة في دعاء السمات تعظيم الله -عز وجل-، وتسبيحه، وحمده، مثل: “اللهم إنك أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الأول، وأنت الآخر، وأنت الظاهر، وأنت الباطن، وأنت على كل شيءٍ قدير”.
2. الأدعية: تتضمن الأدعية الموجودة في دعاء السمات طلب العبد من الله -عز وجل- تحقيق ما فيه خيره في الدنيا والآخرة، مثل: “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، وأقضِ عني ديني، وأغنني من الفقر”.
فوائد دعاء السمات
1. تحقيق العبد للتقرب من ربه، وتحصيل القرب منه.
2. حصول العبد للعزة والتمكين، وحفظ الله له من أي ضررٍ أو شرٍ قد يحيط به.
3. شفاء العبد من الأمراض والأسقام، وتحسين صحته الجسدية والنفسية.
4. قضاء حوائج العبد وتيسير أموره، وتفريج كربه، وإزالة همه وحزنه.
5. حصول العبد على الرزق الوفير المبارك فيه، وزيادة أمواله وأرباحه.
6. حصول العبد على النصر والتمكين على أعدائه، ودفع شرهم عنه.
شروط قبول دعاء السمات
1. أن يكون العبد على يقينٍ تامٍ بأن الله -عز وجل- هو وحده القادر على تحقيق ما يدعو به، وأنه وحده هو المستجيب لدعاء المضطرين.
2. أن يكون العبد مخلصًا في دعائه لله -عز وجل-، فلا يدعو به لأجل الرياء أو السمعة أو تحقيق مصلحةٍ دنيوية.
3. أن يكون العبد مواظبًا على دعاء السمات، فلا يتركه إلا لعذرٍ شرعيٍ مقبول.
4. أن يكون العبد صابرًا منتظرًا لإجابة الله -عز وجل- لدعائه، فلا يستعجل الإجابة، ولا ييأس منها.
متى يُدعى بدعاء السمات؟
1. يُدعى بدعاء السمات عند الخروج من المنزل، وعند الدخول إليه.
2. يُدعى بدعاء السمات عند النوم، وعند الاستيقاظ من النوم.
3. يُدعى بدعاء السمات عند السفر، وعند العودة منه.
4. يُدعى بدعاء السمات عند المرض، وعند الشفاء منه.
5. يُدعى بدعاء السمات عند الشدة، وعند الكرب.
خاتمة
دعاء السمات من الأدعية العظيمة التي لها فضلٌ كبيرٌ، وفوائدٌ كثيرةٌ، وهو من الأدعية التي كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الدعاء بها، ويحث أصحابه على الدعاء بها، فينبغي للمسلم أن يحرص على الدعاء به في أوقات مختلفة، وأن يكون على يقينٍ بأن الله -عز وجل- سيستجيب لدعائه، ويحقق له ما يدعو به، إن شاء الله تعالى.