دعاء اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
المقدمة:
الدعاء عبادة عظيمة، وهو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، والدعاء فيه خير كثير للنفس وللجسد، وفي الدنيا والآخرة، لذلك يجب ألا يترك المسلم الدعاء لربه تعالى في كل حين. ومن الأدعية الشاملة الكافية التي يمكن أن يدعو بها المسلم ربه تعالى هو قوله: “اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك”.
الدعاء اللهم استرنا فوق الأرض:
1. الستر في الدنيا:
– من فضل الله تعالى على عباده سترهم وستر ذنوبهم في الدنيا، قال تعالى: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَبَدَتْ عَوْرَاتُكُمْ وَمَا تُخْفُونَ مِنْ سِرِّكُمْ﴾ [غافر: 20].
– ستر الله تعالى للعباد في الدنيا يقيهم من الفضيحة والمهانة، قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِباسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَاللَّبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ﴾ [الأعراف: 26].
– الستر في الدنيا من نعم الله تعالى التي يجب على المسلم أن يشكر الله عليها، وأن يدعو الله تعالى أن يستره في دنياه وآخراه.
2. الستر في القبر:
– القبر هو أول منازل الآخرة، وهو موطن وحشة وكآبة، قال تعالى: ﴿وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [الصافات: 134-135].
– ستر الله تعالى لعبده في القبر يقي من فزع القبر، وعذابه، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّتْهُمُ الطَّامَّةُ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: 156].
– يجب على المسلم أن يدعو الله تعالى أن يستره في قبره، وأن يقي من عذابه وفزعه.
3. الستر في القيامة:
– يوم القيامة هو يوم الحساب والجزاء، قال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾ [الحاقة: 18].
– ستر الله تعالى لعبده يوم القيامة يقي من الفضيحة والهوان، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾ [الأحزاب: 59].
– يجب على المسلم أن يدعو الله تعالى أن يستره يوم القيامة، وأن يقي من فضيحته وهوانه.
الدعاء اللهم استرنا تحت الأرض:
1. الستر في البرزخ:
– البرزخ هو الفترة التي تمتد بين موت العبد وبعثه يوم القيامة، قال تعالى: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ [المؤمنون: 101].
– الستر في البرزخ يقي العبد من عذاب القبر، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ اتَّقَوْا فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فَوَاكِهُ وَأَبٌّ مَكْنُونٌ﴾ [الواقعة: 89-90].
– يجب على المسلم أن يدعو الله تعالى أن يستره في البرزخ، وأن يقي من عذاب القبر.
2. الستر في النار:
– النار هي دار العذاب الأبدي التي أعدها الله تعالى للكافرين والمنافقين، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ﴾ [الأعراف: 40].
– ستر الله تعالى لعبده في النار يقي من عذابها، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 82].
– يجب على المسلم أن يدعو الله تعالى أن يستره في النار، وأن يقي من عذابها.
3. الستر في الجنة:
– الجنة هي دار النعيم الأبدي التي أعدها الله تعالى لعباده المتقين، قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 25].
– ستر الله تعالى لعبده في الجنة يزيد من نعيمه وراحته، قال تعالى: ﴿وَلَا يَحْزُنُهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [الأنبياء: 102].
– يجب على المسلم أن يدعو الله تعالى أن يستره في الجنة، وأن يزيد من نعيمه وراحته فيها.
الخاتمة:
الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، والدعاء فيه خير كثير للنفس وللجسد، وفي الدنيا والآخرة، لذلك يجب ألا يترك المسلم الدعاء لربه تعالى في كل حين. ومن الأدعية الشاملة الكافية التي يمكن أن يدعو بها المسلم ربه تعالى هو قوله: “اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك”.