دعاء جميل في المطر
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المطر هو أحد أهم مظاهر قدرة الله سبحانه وتعالى، وهو رحمة من الله لعباده، ونعمة عظيمة، وقد حثنا نبينا الكريم – صلى الله عليه وسلم – على الدعاء عند نزول المطر، لقوله: “اللهم صيباً نافعاً” [مسلم].
أولاً: فضل الدعاء عند نزول المطر:
1. استجابة الدعاء: الدعاء عند نزول المطر مستجاب بإذن الله تعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاث دعوات مستجابات: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة عند هطول المطر” [ابن ماجه].
2. مغفرة الذنوب: يسأل الله العبد عند نزول المطر أن يغفر له ذنوبه، لقوله تعالى: “وأنزلنا من السماء ماء طهوراً لنُحْيِيَ به بلدةً ميتاً ونُسقِيَه مما خلقنا أنعاماً وأنفساً كثيراً” [النور: 40].
3. زيادة الرزق: يدعو العبد الله سبحانه وتعالى عند نزول المطر أن يزيده في رزقه، لقوله تعالى: “وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون فانشرنا به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون” [المؤمنون: 18-19].
ثانيًا: آداب الدعاء عند نزول المطر:
1. الرفع إلى السماء: يرفع العبد يديه إلى السماء عند الدعاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتم المطر فانشروا أيديكم إلى السماء وقولوا: اللهم صيباً نافعاً” [ الترمذي].
2. الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء خالصاً لوجه الله تعالى، ولا يُشرك به أحد، لقوله تعالى: “وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا” [الجن: 18].
3. ذكر الله تعالى والثناء عليه: يذكر العبد الله سبحانه وتعالى عند الدعاء، ويثني عليه، لقوله تعالى: “وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ” [الأعراف: 205].
ثالثًا: صيغ الدعاء عند نزول المطر:
1. الدعاء بصيغة الجمع: يدعو العبد الله تعالى بصيغة الجمع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم صيباً نافعاً” [مسلم].
2. الدعاء بصيغة المفرد: يمكن للعبد أن يدعو بصيغة المفرد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم اسقني” [مسلم].
3. الدعاء بما شاء العبد: يمكن للعبد أن يدعو بما شاء عند نزول المطر، بشرط أن يكون الدعاء خالصاً لوجه الله تعالى، وموافقاً لشرع الله تعالى.
رابعًا: مواطن استجابة الدعاء عند نزول المطر:
1. عند نزول أول قطرة من المطر: يدعو العبد الله تعالى عندما تنزل أول قطرة من المطر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يرى أول قطر المطر: اللهم صيباً نافعاً أعطاه الله تعالى ما سأل” [إسناده ضعيف].
2. عند اشتداد المطر: يدعو العبد الله تعالى عند اشتداد المطر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاث دعوات مستجابات: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة عند هطول المطر” [ابن ماجه].
3. عند زوال المطر: يدعو العبد الله تعالى عند زوال المطر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال حين ينقطع المطر: اللهم صيباً نافعاً سقيتنا غيثاً مغيثاً مِريعاً نافعاً غير ضار اللهم لا تجعله عذاباً ولا نقمةً إنك على كل شيء قدير” [الترمذي].
خامسًا: فوائد المطر:
1. إنبات النبات: يساهم المطر في إنبات النباتات والأشجار، لقوله تعالى: “وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ” [ق: 9].
2. إرواء الأرض: يروي المطر الأرض ويزيد من خصوبتها، لقوله تعالى: “وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ” [المؤمنون: 18-19].
3. ملء الأنهار والبحار: يملأ المطر الأنهار والبحار ويزيد من منسوب المياه الجوفية، لقوله تعالى: “وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنْفُسًا كَثِيرًا” [الفرقان: 48-49].
سادسًا: آثار المطر:
1. الانتعاش والراحة: يشعر الإنسان بالانتعاش والراحة عند نزول المطر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتم الغيث فقولوا: اللهم صيباً نافعاً” [مسلم].
2. زوال الغبار والأتربة: يزيل المطر الغبار والأتربة من الجو، ويجعل الهواء نقياً ومنعشاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا نزل المطر فقولوا: اللهم صيباً نافعاً” [مسلم].
3. نمو النباتات: يساعد المطر على نمو النباتات والأشجار، ويزيد من إنتاجها، لقوله تعالى: “وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ” [ق: 9].
سابعًا: الدعاء عند زوال المطر:
1. الدعاء بالخير: يدعو العبد الله تعالى بالخير عند زوال الم