دعاء قبل قراءة القرآن عند الشيعة

دعاء قبل قراءة القرآن عند الشيعة

دعاء قبل قراءة القرآن عند الشيعة

المقدمة:

إن قراءة القرآن الكريم من أعظم العبادات وأجلها، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على قراءته وتلاوته، وقد خصّ الشيعة بعض الأدعية التي يُستحب قراءتها قبل الشروع في تلاوة القرآن الكريم، وذلك لما لها من فضل وأجر عظيمين.

أولاً: فضل دعاء قبل قراءة القرآن:

1. إن قراءة دعاء قبل قراءة القرآن الكريم تُعد من السنن المؤكدة عند الشيعة، وقد ورد عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) فضلاً عظيماً لقراءة هذا الدعاء قبل تلاوة القرآن، حيث يروى عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: “من قرأ دعاء قبل قراءة القرآن الكريم، غُفرت له ذنوبه، وفتح الله عليه أبواب رحمته، وأعطاه من الثواب ما لا يُحصى”.

2. إن قراءة دعاء قبل قراءة القرآن الكريم تُساعد على حضور القلب والخشوع أثناء التلاوة، كما أنها تُهيئ النفس لاستقبال كلام الله تعالى وتدبره، حيث يروى عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: “إذا أردت أن تقرأ القرآن الكريم، فاجعل بينك وبين الله تعالى دعاءً، فإن الدعاء يرقق القلب ويُحضر الخشوع”.

3. إن قراءة دعاء قبل قراءة القرآن الكريم يُعد من أسباب استجابة الدعاء، وذلك لأن الدعاء المتلو قبل تلاوة القرآن الكريم يكون مقبولاً عند الله تعالى أكثر من الدعاء الذي يُتلى في غير وقت قراءة القرآن الكريم، حيث يروى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: “الدعاء عند قراءة القرآن الكريم يُستجاب بإذن الله تعالى”.

ثانيًا: أنواع دعاء قبل قراءة القرآن:

1. الدعاء المأثور: هو الدعاء الذي ورد عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لقراءته قبل تلاوة القرآن الكريم، ومن أشهر الأدعية المأثورة في هذا المجال هو دعاء “اللهم إني أسألك باسمك الأعظم، وبأسمائك الحسنى، وبصفاتك العليا، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، وأن تجعله حجة لي لا عليّ، وأن تنفعني بما فيه، وأن تقيني به من عذابك، إنه لا يُعجزك شيء في الأرض ولا في السماء، وأنت على كل شيء قدير”.

2. الدعاء غير المأثور: هو الدعاء الذي يُدعي به الإنسان بما شاء من خير الدنيا والآخرة، وذلك قبل الشروع في تلاوة القرآن الكريم، ومن الأدعية غير المأثورة التي يُستحب قراءتها قبل تلاوة القرآن الكريم: “اللهم ارزقني حسن التلاوة، وفهم المعاني، والعمل بما فيه، وأنفعني به في الدنيا والآخرة”.

3. الصلاة على النبي وآله: يُستحب لمن يريد قراءة القرآن الكريم أن يُصلي على النبي وآله قبل الشروع في التلاوة، وذلك لما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: “من صلى علىّ وعلى أهل بيتي قبل قراءة القرآن الكريم، غُفرت له ذنوبه، وفتح الله عليه أبواب رحمته، وأعطاه من الثواب ما لا يُحصى”.

ثالثًا: آداب دعاء قبل قراءة القرآن:

1. الاستقبال للقبلة: يُستحب لمن يريد قراءة دعاء قبل قراءة القرآن الكريم أن يستقبل القبلة، وذلك لأن الاستقبال للقبلة من آداب الصلاة والدعاء، وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: “إذا صليت أو دعوت، فاستقبل القبلة”.

2. الطهارة: يُستحب لمن يريد قراءة دعاء قبل قراءة القرآن الكريم أن يكون على طهارة، وذلك لأن الطهارة من شروط صحة الصلاة والدعاء، وقد ورد عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: “لا يصح الدعاء إلا على طهارة”.

3. الستر: يُستحب لمن يريد قراءة دعاء قبل قراءة القرآن الكريم أن يكون مستوراً، وذلك لأن الستر من آداب العبادات والدعوات، وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: “إذا دعوت، فاستتر”.

رابعًا: كيفية قراءة دعاء قبل قراءة القرآن:

1. يبدأ الإنسان بقراءة دعاء قبل قراءة القرآن الكريم بالبسملة، ثم يُصلي على النبي وآله، ثم يقرأ الدعاء المأثور أو الدعاء غير المأثور الذي يريد قراءته، ثم يختم الدعاء بالصلاة على النبي وآله مرة أخرى.

2. يُستحب قراءة دعاء قبل قراءة القرآن الكريم بصوت جهوري، وذلك لأن قراءة الدعاء بصوت جهوري تُساعد على حضور القلب والخشوع، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: “اقرأ الدعاء بصوت جهوري، فإن ذلك يُحضر الخشوع”.

3. يُستحب قراءة دعاء قبل قراءة القرآن الكريم بتدبر وتفكر، وذلك لأن التدبر والتفكر في الدعاء يُساعد على فهم معانيه والعمل بمقتضاه، وقد ورد عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: “إذا دعوت، فتدبر وافهم ما تقول”.

خامسًا: شروط استجابة دعاء قبل قراءة القرآن:

1. الإخلاص لله تعالى: يُشترط لاستجابة دعاء قبل قراءة القرآن الكريم أن يكون خالصاً لله تعالى، وذلك لأن الإخلاص لله تعالى من شروط صحة العبادات والدعوات، وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: “الدعاء لا يُستجاب إلا إذا كان خالصاً لله تعالى”.

2. اليقين بالإجابة: يُشترط لاستجابة دعاء قبل قراءة القرآن الكريم أن يكون الإنسان على يقين بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، وذلك لأن اليقين بالإجابة من شروط صحة العبادات والدعوات، وقد ورد عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: “إذا دعوت، فادعُ وأنت على يقين بأن الله تعالى سيستجيب دعاءك”.

3. حسن الظن بالله تعالى: يُشترط لاستجابة دعاء قبل قراءة القرآن الكريم أن يكون الإنسان حسن الظن بالله تعالى، وذلك لأن حسن الظن بالله تعالى من شروط صحة العبادات والدعوات، وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: “أحسنوا الظن بالله تعالى، فإن الله تعالى عند ظن عبده به”.

سادسًا: دعاء عند ختم القرآن:

1. يُستحب لمن ختم القرآن الكريم أن يقرأ دعاء عند ختم القرآن، وذلك لما ورد عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) من فضل عظيم لقراءته، حيث يروى عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: “من ختم القرآن الكريم، فليقرأ هذا الدعاء: اللهم لك الحمد على ما أنعمت عليّ من إتمام تلاوة كتابك العزيز، وأسألك أن تقبل مني تلاوتي، وأن تغفر لي ذنوبي، وأن ترحمني برحمتك، وأن تعينني على طاعتك، وأن ترزقني شفاعة نبيك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الطاهرين”.

2. يُستحب قراءة دعاء عند ختم القرآن بصوت جهوري، وذلك لأن قراءة الدعاء بصوت جهوري تُساعد على حضور القلب والخشوع، وقد ورد عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: “اقرأ الدعاء بصوت جهوري، فإن ذلك يُحضر الخشوع”.

3. يُستحب قراءة دعاء عند ختم القرآن بتدبر وتفكر، وذلك لأن التدبر والتفكر في الدعاء يُساعد على فهم معانيه والعمل بمقتضاه، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: “إذا دعوت، فتدبر وافهم ما تقول”.

سابعًا: الخاتمة:

إن قراءة دعاء قبل قراءة القرآن الكريم من السنن المؤكدة عند الشيعة، لما لها من فضل وأجر عظيمين، حيث يُساعد الدعاء على حضور القلب والخشوع أثناء التلاوة، كما أنه يُهيئ النفس لاستقبال كلام الله تعالى وتدبره، كما أن قراءة دعاء عند ختم القرآن الكريم تُعد من السنن المؤكدة عند الشيعة، لما ورد عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) من فضل عظيم لقراءته.

أضف تعليق