دعاء يأتي بها الله ان الله لطيف خبير

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فإن الدعاء من أعظم العبادات، وهو عبادة القلب واللسان، ووسيلة للتواصل مع الله تعالى وطلب فضله ورحمته. وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على الدعاء، وبشرنا بالإجابة، فقال عز وجل: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].

ومن الأدعية التي يستجيب لها الله تعالى قوله: “يأتي بها الله إن الله لطيف خبير”.

أولاً: معنى الدعاء “يأتي بها الله إن الله لطيف خبير”.

هذا الدعاء يعني أن الله تعالى قادر على تحقيق جميع مطالبنا وحاجاتنا، وأنه لطيف بنا، أي أنه يعاملنا بالرفق واللين، وهو خبير بأحوالنا وظروفنا، ويعلم ما يصلح لنا وما يضرنا.

ثانياً: سبب تسمية الدعاء بهذا الاسم.

سمي هذا الدعاء بهذا الاسم لأن الله تعالى هو الذي يأتي به إلينا، أي أنه ييسره لنا ويجعله سهلاً علينا، وذلك لطفا منه بنا ورحمة.

ثالثاً: فضل الدعاء “يأتي بها الله إن الله لطيف خبير”.

هذا الدعاء من الأدعية المستجابة، وقد ورد في فضله العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح: يا مؤمن يا مومن أنت وليي وأنا وليك فاستجب لي بحقك وحق محمد وذريته، اللهم إني أسألك خير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي، اللهم لا تجعلني ظالماً ولا مظلوماً، اللهم أعذني من شر ما خلقت، اللهم أعذني من شر كل نفس أو داعية داع إذا دعا، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين” (رواه الإمام أحمد).

رابعاً: شروط استجابة الدعاء “يأتي بها الله إن الله لطيف خبير”.

للاستجابة للدعاء “يأتي بها الله إن الله لطيف خبير” عدة شروط، منها:

1. الإخلاص لله تعالى، أي أن يكون الدعاء خالصًا لوجهه الكريم، لا يريد به إلا مراضاته.

2. اليقين بالإجابة، أي أن يكون الداعي على يقين بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، ولا يتردد في ذلك.

3. حضور القلب، أي أن يكون الداعي متضرعًا إلى الله تعالى، ومقبلًا عليه بقلبه ولسانه.

4. الدعاء بكلمات طيبة ودعاء حسن، والابتعاد عن الدعاء بكلمات سيئة أو دعاء قبيح.

5. اختيار وقت الدعاء المناسب، مثل وقت السحر، أو آخر الليل، أو بين الأذان والإقامة، أو يوم الجمعة، أو في شهر رمضان.

6. الدعاء في مكان طاهر، والابتعاد عن الأماكن النجسة أو المحرمة.

7. رفع اليدين إلى السماء عند الدعاء، والتوجه إلى القبلة.

خامساً: أوقات الدعاء “يأتي بها الله إن الله لطيف خبير”.

يستحب الدعاء بهذا الدعاء في جميع الأوقات، ولكنه يفضل الدعاء به في الأوقات التالية:

1. عند الاستيقاظ من النوم.

2. عند النوم.

3. بين الأذان والإقامة.

4. في وقت السحر.

5. آخر الليل.

6. يوم الجمعة.

7. في شهر رمضان.

سادساً: كيفية الدعاء “يأتي بها الله إن الله لطيف خبير”.

للدعاء بهذا الدعاء طريقة معينة، وهي:

1. أن يقول الداعي: “يا مؤمن يا مومن أنت وليي وأنا وليك”.

2. ثم يقول: “فاستجب لي بحقك وحق محمد وذريته”.

3. ثم يقول: “اللهم إني أسألك خير ما سألك عبدك ونبيك”.

4. ثم يقول: “وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك”.

5. ثم يقول: “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة”.

6. ثم يقول: “اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي”.

7. ثم يقول: “اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي”.

8. ثم يقول: “اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي”.

9. ثم يقول: “اللهم لا تجعلني ظالماً ولا مظلوماً”.

10. ثم يقول: “اللهم أعذني من شر ما خلقت”.

11. ثم يقول: “اللهم أعذني من شر كل نفس أو داعية داع إذا دعا”.

12. ثم يقول: “يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث”.

13. ثم يقول: “أصلح لي شأني كله”.

14. ثم يقول: “ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.

سابعاً: فوائد الدعاء “يأتي بها الله إن الله لطيف خبير”.

للدعاء بهذا الدعاء فوائد كثيرة، منها:

1. تقوية الإيمان بالله تعالى.

2. زيادة التوكل على الله تعالى.

3. جلب الرزق والبركة.

4. دفع الكرب والغم والحزن.

5. حفظ النفس من الشرور والفتن.

6. تحقيق الأمنيات والغايات.

7. حصول السعادة في الدنيا والآخرة.

الخاتمة

إن الدعاء “يأتي بها الله إن الله لطيف خبير” من الأدعية المستجابة، وقد ورد في فضله العديد من الأحاديث النبوية الشريفة. ولهذا الدعاء شروط وأوقات وكيفية محددة، ومن دعا به بإخلاص وحضور قلب ويقين بالإجابة، فإن الله تعالى سيستجيب دعاءه ويحقق له مطالبه وحاجاته.