رب أرني كيف تحيي الموتى

No images found for رب أرني كيف تحيي الموتى

المقدمة

في الآية السابعة والعشرين من سورة آل عمران، ورد سؤال النبي إبراهيم عليه السلام لربه: “رب أرني كيف تحيي الموتى”. لقد كان هذا سؤالًا عميقًا ومفعمًا بالفضول، فمنذ خلق الحياة والموت هما حقيقتان مترابطتان لا يمكن فصلهما. والموت هو نهاية حتمية لكل كائن حي، ولكن فكرة إحياء الموتى كانت ولا تزال موضوعًا غامضًا ومثيرًا للدهشة.

قصة النبي إبراهيم عليه السلام مع الموتى

1. رؤية الموتى في المنام:

– في إحدى ليالي إبراهيم عليه السلام، رأى في منامه أربعة طيور مذبوحة، فأمره الله أن يقطعهن ثم يضعهن على رؤوس جبال مختلفة، ثم يناديهن فيأتينه، فلما فعل ذلك جاءت الطيور إليه وهي حية سليمة.

– كان هذا الحلم بمثابة اختبار لإيمان إبراهيم عليه السلام وإيمانه بقدرة الله تعالى على إحياء الموتى.

– لقد أظهر إبراهيم عليه السلام إيمانه القوي بالله تعالى وتسليمه لأوامره، فنفذ ما أمره الله به دون تردد.

2. إحياء الموتى في أرض بور:

– بعد أن هاجر إبراهيم عليه السلام إلى أرض بور، أصيب الناس فيها بالمجاعة والجوع، فمات الكثير منهم.

– دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يحيي الموتى ليرى كيف يحلوا هذه الكارثة، فأحياهم الله جميعًا.

– كان هذا إظهارًا واضحًا لقوة الله تعالى وقدرته على إحياء الموتى وإعادة الحياة إلى أجسادهم.

3. إحياء الموتى من أجل النبي موسى عليه السلام:

– عندما كان موسى عليه السلام غاضبًا على بني إسرائيل، أرسل الله عليه طاعونًا فمات الكثير من الناس.

– توسل موسى عليه السلام إلى ربه أن يحيي الموتى ليرى قدرته تعالى، فأحياهم الله جميعًا.

– كان هذا إظهارًا آخر لقدرة الله تعالى على إحياء الموتى وإعادة الحياة إلى أجسادهم.

أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على إحياء الموتى

1. القرآن الكريم:

– وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، منها قوله تعالى: “وأنتم أموات فأحياكم” (البقرة: 28)، وقوله تعالى: “إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم” (يس: 12).

– تدل هذه الآيات وغيرها على أن الله تعالى هو القادر على إحياء الموتى وإعادة الحياة إلى أجسادهم.

2. السنة النبوية:

– وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، منها حديث رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله يبعث الأموات يوم القيامة، وينشرهم في قبورهم، ثم ينفخ في الصور، فإذا هم قيام ينظرون”.

– تدل هذه الأحاديث وغيرها على أن الله تعالى هو القادر على إحياء الموتى في يوم القيامة.

أحاديث نبوية عن إحياء الموتى

1. حديث رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله يبعث الأموات يوم القيامة، وينشرهم في قبورهم، ثم ينفخ في الصور، فإذا هم قيام ينظرون”.

2. حديث رواه أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله تعالى يقول: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج من ذريتك بعثًا إلى الجنة، وبعثًا إلى النار، فيقول: كيف وأنا ميت؟ فيقول: إني أبعثك وأحييك”.

3. حديث رواه الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله تعالى يقول: يا إبراهيم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج من ذريتك بعثًا إلى الجنة، وبعثًا إلى النار، فيقول: كيف وأنا ميت؟ فيقول: إني أبعثك وأحييك”.

حكمة إحياء الموتى

1. إظهار قدرة الله تعالى:

– إن إحياء الموتى هو إظهار واضح لقدرة الله تعالى وعظمته، فهو القادر على إعادة الحياة إلى أجساد الموتى وإعادة الروح إليها.

– هذا الإظهار للقدرة الإلهية يهدف إلى إثبات وجود الله تعالى ووحدانيته، وإثبات قدرته على كل شيء.

2. العدل والحساب:

– سيحاسب الله تعالى الناس في يوم القيامة على أعمالهم، سواء أكانت خيرة أم شريرة.

– إحياء الموتى في يوم القيامة ضروري حتى يمكن محاسبتهم على أعمالهم، وإعطاء كل شخص جزاءه العادل.

3. النعيم والعذاب:

– بعد الحساب في يوم القيامة، سيذهب المؤمنون إلى الجنة، بينما سيذهب الكافرون إلى النار.

– إحياء الموتى ضروري حتى يمكن إدخالهم إلى الجنة أو النار، وإعطاء كل شخص ما يستحقه من نعيم أو عذاب.

الخاتمة

إن إحياء الموتى هو أمر ممكن وقوعه، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية أدلة كثيرة تدل على ذلك. حكمة إحياء الموتى هي إظهار قدرة الله تعالى وعظمته، وإثبات العدل والحساب، وإعطاء كل شخص جزاءه العادل من النعيم أو العذاب.

أضف تعليق