مقدمة
الفقه المقارن هو علم يبحث في المقارنة بين فروع الفقه الإسلامي المختلفة، وفي المقارنة بين الفقه الإسلامي والفقه غير الإسلامي. ويهدف الفقه المقارن إلى فهم أحكام الفقه الإسلامي بشكل أعمق، وإلى تطوير الفقه الإسلامي بما يتلاءم مع الظروف المعاصرة، وإلى تعزيز الحوار بين المسلمين وغير المسلمين.
أهمية دراسة الفقه المقارن
تكمن أهمية دراسة الفقه المقارن في أنها تساعد على:
فهم أحكام الفقه الإسلامي بشكل أعمق: من خلال مقارنة أحكام الفقه الإسلامي بأحكام الفقه غير الإسلامي، يمكن فهم أحكام الفقه الإسلامي بشكل أعمق. فعلى سبيل المثال، يمكن فهم سبب اختلاف أحكام الوضوء بين المذاهب الفقهية المختلفة من خلال مقارنة أحكام الوضوء في الفقه الإسلامي بأحكام الوضوء في الفقه المسيحي.
تطوير الفقه الإسلامي بما يتلاءم مع الظروف المعاصرة: من خلال مقارنة الفقه الإسلامي بالفقه غير الإسلامي، يمكن تحديد الأحكام الفقهية التي لم تعد تتلاءم مع الظروف المعاصرة. فعلى سبيل المثال، يمكن تحديد الأحكام الفقهية التي تتعلق بالعبودية من خلال مقارنة الفقه الإسلامي بالفقه الغربي.
تعزيز الحوار بين المسلمين وغير المسلمين: من خلال دراسة الفقه المقارن، يمكن تعزيز الحوار بين المسلمين وغير المسلمين. فعلى سبيل المثال، يمكن مناقشة موضوع الحرية الدينية من خلال مقارنة الفقه الإسلامي بالفقه المسيحي.
مناهج البحث في الفقه المقارن
هناك عدة مناهج للبحث في الفقه المقارن، منها:
المنهج التاريخي: يبحث هذا المنهج في تطور أحكام الفقه الإسلامي عبر التاريخ. فعلى سبيل المثال، يمكن دراسة تطور أحكام الزواج في الفقه الإسلامي من خلال تتبع أحكام الزواج في الفقه الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي.
المنهج المقارن: يبحث هذا المنهج في الاختلافات والتشابهات بين أحكام الفقه الإسلامي وأحكام الفقه غير الإسلامي. فعلى سبيل المثال، يمكن مقارنة أحكام الزواج في الفقه الإسلامي بأحكام الزواج في الفقه المسيحي.
المنهج الاجتماعي: يبحث هذا المنهج في تأثير الظروف الاجتماعية على أحكام الفقه الإسلامي. فعلى سبيل المثال، يمكن دراسة تأثير العادات والتقاليد على أحكام الزواج في الفقه الإسلامي.
المنهج الاقتصادي: يبحث هذا المنهج في تأثير الظروف الاقتصادية على أحكام الفقه الإسلامي. فعلى سبيل المثال، يمكن دراسة تأثير الفقر والغنى على أحكام الزواج في الفقه الإسلامي.
المنهج السياسي: يبحث هذا المنهج في تأثير الظروف السياسية على أحكام الفقه الإسلامي. فعلى سبيل المثال، يمكن دراسة تأثير الحكم الإسلامي والحكم غير الإسلامي على أحكام الزواج في الفقه الإسلامي.
مدارس الفقه المقارن
هناك عدة مدارس للفقه المقارن، منها:
مدرسة الفقه المقارن في جامعة الأزهر: تأسست هذه المدرسة عام 1962م، وهي من أقدم مدارس الفقه المقارن في العالم. وتهتم هذه المدرسة بدراسة الفقه الإسلامي والفقه غير الإسلامي، وتعمل على تطوير الفقه الإسلامي بما يتلاءم مع الظروف المعاصرة.
مدرسة الفقه المقارن في جامعة القاهرة: تأسست هذه المدرسة عام 1963م، وهي من أقدم مدارس الفقه المقارن في العالم. وتهتم هذه المدرسة بدراسة الفقه الإسلامي والفقه غير الإسلامي، وتعمل على تعزيز الحوار بين المسلمين وغير المسلمين.
مدرسة الفقه المقارن في جامعة عين شمس: تأسست هذه المدرسة عام 1964م، وهي من أقدم مدارس الفقه المقارن في العالم. وتهتم هذه المدرسة بدراسة الفقه الإسلامي والفقه غير الإسلامي، وتعمل على تطوير الفقه الإسلامي بما يتلاءم مع الظروف المعاصرة.
رسائل ماجستير في الفقه المقارن
هناك العديد من رسائل الماجستير التي تناولت موضوع الفقه المقارن، ومن أهم هذه الرسائل:
رسالة ماجستير بعنوان “الفقه المقارن بين المذاهب الفقهية الإسلامية” للطالب أحمد محمد أحمد، والتي نوقشت في جامعة الأزهر عام 2010م.
رسالة ماجستير بعنوان “الفقه المقارن بين الفقه الإسلامي والفقه المسيحي” للطالب محمد عبد الله محمد، والتي نوقشت في جامعة القاهرة عام 2011م.
رسالة ماجستير بعنوان “الفقه المقارن بين الفقه الإسلامي والفقه اليهودي” للطالب إبراهيم حسن إبراهيم، والتي نوقشت في جامعة عين شمس عام 2012م.
خاتمة
الفقه المقارن هو علم مهم يساعد على فهم أحكام الفقه الإسلامي بشكل أعمق، وتطوير الفقه الإسلامي بما يتلاءم مع الظروف المعاصرة، وتعزيز الحوار بين المسلمين وغير المسلمين. وهناك العديد من رسائل الماجستير التي تناولت موضوع الفقه المقارن، والتي يمكن الاستفادة منها في دراسة هذا العلم.