سامحني يا الله حين أبكي على قضائك

سامحني يا الله حين أبكي على قضائك

المقدمة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،

فإن الإنسان بطبيعته يحب الحياة ويرغب في البقاء، ويكره الموت والفناء. وقد قدر الله -تعالى- على الإنسان الموت، وأخبرنا بذلك في كتابه الكريم، فقال: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ”.

وعندما يواجه الإنسان الموت، فإن ذلك يسبب له حزنًا وألمًا شديدين، وقد يبكى ويضطرب، وقد ييأس ويقنط. وهذا أمر طبيعي، ولكن لا ينبغي أن يطول هذا الحزن، ولا ينبغي أن يسيطر على الإنسان، لأن الموت حق، وهو سنة الله في خلقه، ولا مفر منه.

البكاء على الميت

البكاء على الميت من الأمور المشروعة في الإسلام، ولكن لا ينبغي أن يزيد عن ثلاثة أيام، وذلك لأن البكاء بعد ذلك يعد من النياحة، وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن النياحة، فقال: “ثلاثٌ لا يحل لامرئٍ مسلم أن ينوح عليهن: حرق، ولطم، وشق جيب”.

وإذا أراد الإنسان أن يبكي على الميت، فلا حرج عليه في ذلك، ولكن يجب أن يكون بكاؤه بكاء حزن وأسى، لا بكاء جزع ويأس. ويجب أن يستغفر الله -تعالى- ويرض بقضائه، وأن يعلم أن الميت قد انتقل إلى دار خير من دار الدنيا.

الصبر على قضائ الله

الصبر على قضائ الله من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه -تعالى-. والصبر أنواع، منها الصبر على المصائب، ومنها الصبر على الطاعات، ومنها الصبر على المعاصي.

والصبر على المصائب من أعظم أنواع الصبر، وذلك لأن المصائب هي ابتلاءات من الله -تعالى- يبتلي بها عباده، لاختبار صبرهم ومدى إيمانهم به -تعالى-. فمن صبر على المصائب واحتسبها عند الله -تعالى-، فإن الله -تعالى- يجزيه خيرًا كثيرًا.

وإذا ابتلى الله -تعالى- الإنسان بمصيبة، فعليه أن يتذكر أن هذه المصيبة من عند الله -تعالى-، وأن الله -تعالى- حكيم في أفعاله، وأنه لا يفعل إلا ما فيه خير لعباده.

الرضى بقضاء الله

الرضى بقضاء الله من أعظم مقامات العبودية، وهو أعلى درجات الصبر. والرضى بقضاء الله يعني قبول ما قضاه الله -تعالى-، والتسليم لحكمه، والاعتراف بأن الله -تعالى- حكيم في أفعاله، وأنه لا يفعل إلا ما فيه خير لعباده.

والرضا بقضاء الله -تعالى- من الأمور الصعبة، ولكنها ليست مستحيلة. ويمكن للإنسان أن يتعلم الرضا بقضاء الله -تعالى- من خلال الإيمان بالله -تعالى- وبرسله، ومن خلال معرفة أسماء الله -تعالى- وصفاته، ومن خلال التدبر في القرآن الكريم.

وإذا رضي الإنسان بقضاء الله -تعالى-، فإن الله -تعالى- يرضى عنه، ويرزقه من فضله، ويدخله جنته.

الدعاء إلى الله

الدعاء إلى الله -تعالى- من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه -تعالى-. والدعاء هو طلب العبد من ربه -تعالى- ما ينفعه في دنياه وآخرته.

ويمكن للإنسان أن يدعو الله -تعالى- في أي وقت وأي مكان، ولكن هناك أوقات وأماكن أفضل للدعاء، منها: في الثلث الأخير من الليل، وفي يوم الجمعة، وفي شهر رمضان المبارك، وعند هطول المطر، وعند رؤية الكعبة المشرفة، وعند دخول المسجد الحرام.

ويجب على الإنسان أن يكون صادقًا في دعائه، وأن يلح في دعائه، وأن لا ييأس من دعائه، وأن يعلم أن الله -تعالى- قادر على كل شيء.

الحمد لله على كل حال

الحمد لله على كل حال من الأمور التي أمرنا الله -تعالى- بها، وذلك في قوله -تعالى-: “قُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْجَانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”.

والحمد لله على كل حال يعني أن يحمد الإنسان الله -تعالى- على ما أعطاه، وأن يحمد الله -تعالى- على ما منعه، وأن يحمد الله -تعالى- على ما قضاه له، وأن يحمد الله -تعالى- على ما قدره له.

وإذا حمد الإنسان الله -تعالى- على كل حال، فإن ذلك يدل على إيمانه بالله -تعالى-، وعلى رضاه بقضاء الله -تعالى-.

الدعاء والتضرع إلى الله

الدعاء والتضرع إلى الله -تعالى- من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه -تعالى-. والدعاء والتضرع هو أن يطلب العبد من ربه -تعالى- ما ينفعه في دنياه وآخرته، وأن يطلب من ربه -تعالى- أن يصرفه عن كل ما يضره في دنياه وآخرته.

ويمكن للإنسان أن يدعو الله -تعالى- في أي وقت وأي مكان، ولكن هناك أوقات وأماكن أفضل للدعاء والتضرع، منها: في الثلث الأخير من الليل، وفي يوم الجمعة، وفي شهر رمضان المبارك، وعند هطول المطر، وعند رؤية الكعبة المشرفة، وعند دخول المسجد الحرام.

ويجب على الإنسان أن يكون صادقًا في دعائه وتضرعه، وأن يلح في دعائه وتضرعه، وأن لا ييأس من دعائه وتضرعه، وأن يعلم أن الله -تعالى- قادر على كل شيء، وأنه -سبحانه- أكرم الأكرمين.

الخاتمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،

فإن الموت حق، وهو سنة الله في خلقه، ولا مفر منه. وعندما يواجه الإنسان الموت، فإن ذلك يسبب له حزنًا وألمًا شديدين، وقد يبكى ويضطرب، وقد ييأس ويقنط. وهذا أمر طبيعي، ولكن لا ينبغي أن يطول هذا الحزن، ولا ينبغي أن يسيطر على الإنسان، لأن الموت حق، وهو سنة الله في خلقه، ولا مفر منه.

ويجب على الإنسان أن يصبر على المصائب، وأن يرضى بقضاء الله -تعالى-، وأن يدعو الله -تعالى- ويتضرع إليه، وأن يحمده -تعالى- على كل حال. فإن ذلك من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه -تعالى-.

أضف تعليق