المقدمة:
الحياة لا تخلو من الصعوبات والمشاكل والتي قد تؤدي إلى الموت، لذلك يجب على المسلم أن يتحلى بالصبر عند الموت وأن يكون مستعداً له في أي وقت، فقد قال الله تعالى في سورة آل عمران الآية 185: “وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”. فهذا الصبر ليس بالأمر السهل، ولكن يجب أن يكون لدى المسلم الإيمان الكافي بالله تعالى، وأن يعلم بأن القضاء والقدر من عنده سبحانه وتعالى، وأن الإنسان لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، لذلك يجب على المسلم أن يرضى بقضاء الله تعالى وقدره، وأن يسلّم أمره إليه، وأن يكون صابراً محتسباً، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع من خلالها أن يتغلب على صعوبة الموت ويسلم أمره لله.
الفقرة 1 – أهمية الصبر عند الموت:
الصبر عند الموت له أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهو يجعله قادراً على مواجهة الموت بشجاعة وإيمان، دون خوف أو رهبة، كما أنه يجعله قادراً على تحمل آلام الموت وصعوباته، كما أنه يجعله قادراً على الاستعداد للموت بشكل جيد، من خلال توبة صادقة وتقوى الله تعالى، فالصبر عند الموت يجعل المسلم قادراً على الانتقال إلى الحياة الآخرة بسلام واطمئنان، كما أنه يجعله قادراً على مواجهة الصعوبات والمشاكل التي يصادفها في الحياة الدنيا بصبر وثبات، كما أن الصبر عند الموت يجعل المسلم قادراً على تخطي الحزن والألم الذي يصيبه جراء وفاة أحد أقاربه أو أصدقائه، وذلك لأنه يعلم بأن الموت حق على كل نفس، وأن الحياة الدنيا ليست إلا دار ابتلاء وامتحان.
الفقرة 2 – مكافآت الصبر عند الموت:
وعد الله تعالى الصابرين عند الموت بمكافآت عظيمة، فقد قال الله تعالى في سورة آل عمران الآية 102: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تحث على الصبر عند الموت، منها ما رواه الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من مات ولم يحمد الله تعالى رضي الله عنه، ومن مات ولم يصبر على ما أصابه غضب الله تعالى عليه”.
الفقرة 3 – قصص عن الصبر عند الموت:
وقد كان الصحابة والتابعون من أكثر الناس صبراً عند الموت، ومن أشهر القصص التي تحكى عن الصبر عند الموت قصة الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة، الذي استشهد في معركة مؤتة، حيث روى الإمام البخاري عن عبد الله بن رواحة أنه قال قبل أن يستشهد: “إني لأرجو أن ألقى الله تعالى غداً وأنا صابر محتسب، وإني لأرجو أن يجعلني مع الشهداء”. وقد كان عبد الله بن رواحة صابراً محتسباً حتى آخر لحظة من حياته، ولم يظهر عليه أي خوف أو رهبة من الموت، وذلك لأنه كان مؤمناً بالله تعالى وبقضائه وقدره، وكان يعلم بأن الموت حق على كل نفس.
الفقرة 4 – فضائل الصبر عند الموت:
يؤدي الصبر عند الموت إلى عدد من الفضائل، منها:
زيادة الإيمان بالله تعالى والتسليم بقضائه وقدره.
زيادة التقوى والحرص على طاعة الله تعالى.
التخلص من الخوف والقلق من الموت.
تحمل مصائب الحياة الدنيا بصبر وثبات.
مواجهة الموت بشجاعة وإيمان.
الاستعداد للموت بشكل جيد من خلال توبة صادقة وتقوى الله تعالى.
الفقرة 5 – الصبر عند الموت في القرآن الكريم:
ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على الصبر عند الموت، منها:
قال الله تعالى في سورة آل عمران الآية 159: “وَلا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”.
قال الله تعالى في سورة البقرة الآية 156: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”.
قال الله تعالى في سورة آل عمران الآية 102: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”.
الفقرة 6 – الصبر عند الموت في السنة النبوية:
ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تحث على الصبر عند الموت، منها:
روى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من مات ولم يحمد الله تعالى رضي الله عنه، ومن مات ولم يصبر على ما أصابه غضب الله تعالى عليه”.
روى الإمام البخاري عن عبد الله بن رواحة أنه قال قبل أن يستشهد: “إني لأرجو أن ألقى الله تعالى غداً وأنا صابر محتسب، وإني لأرجو أن يجعلني مع الشهداء”.
الفقرة 7 – الصبر عند الموت في أقوال العلماء:
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: “الصبر عند الموت من أعظم العبادات، وهو من علامات الإيمان، والصابر عند الموت هو الذي يرضى بقضاء الله تعالى وقدره، ويسلم أمره إليه، ولا يتذمر أو يتشكى من الموت”.
وقال الإمام ابن حجر الهيثمي رحمه الله: “الصبر عند الموت من أعظم الفضائل، وهو من علامات حسن الخاتمة، والصابر عند الموت هو الذي يواجه الموت بشجاعة وإيمان، ولا يخشاه ولا يرهبه”.
الخاتمة:
الصبر عند الموت من أهم الأمور التي يجب أن يتحلى بها المسلم، فهو يساعد المسلم على مواجهة الموت بشجاعة وإيمان، دون خوف أو رهبة، كما أنه يساعده على تحمل آلام الموت وصعوباته، كما أنه يساعد المسلم على الاستعداد للموت بشكل جيد، من خلال توبة صادقة وتقوى الله تعالى، فالصبر عند الموت هو السبيل الوحيد الذي يستطيع المسلم من خلاله أن ينتقل إلى الحياة الآخرة بسلام واطمئنان، فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين عند الموت، وأن يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا.