سورة الزخرف كاملة

سورة الزخرف كاملة

سورة الزخرف: الدرر والجواهر الإلهية

المقدمة:

سورة الزخرف هي السورة الثالثة والأربعون في القرآن الكريم، وهي من السور المكية، نزلت في مكة المكرمة قبل الهجرة النبوية، وتتكون من 89 آية، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى ذكر كلمة “الزخرف” فيها، والتي تعني الزينة والنقش الجميل.

1. عظمة الخالق وجلاله:

– تتجلى عظمة الله تعالى وجلاله في هذه السورة من خلال وصفه بأنه “الواحد القهار”، وهو الغالب على كل شيء، القادر على كل شيء.

– كما يصف السورة قدرة الله تعالى على إحياء الموتى وإعادة خلقهم من جديد، فيقول: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْجُلِهِمْ}، ويدل هذا على قدرته اللامتناهية.

– وتذكر السورة أن الله تعالى هو الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وهو ما يدل على عظمته وقدرته.

2. وحدانية الله تعالى:

– تؤكد سورة الزخرف على وحدانية الله تعالى وأنه هو الإله الوحيد الذي يستحق العبادة، فيقول: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وينفي وجود أي شريك أو ند له.

– كما تدعو السورة إلى عبادة الله وحده وعدم الإشراك به أحداً، وتتوعد المشركين بالعذاب الأليم في يوم القيامة.

– وتذكر السورة أن الله تعالى هو الغني الحميد، وهو الذي يرزق عباده بغير حساب، ولا يحتاج إلى شيء من خلقه.

3. القصص القرآني:

– تتضمن سورة الزخرف العديد من القصص القرآني التي تهدف إلى العظة والعبرة، منها قصة فرعون الذي ادعى الألوهية وتحدى نبي الله موسى عليه السلام، فسلط الله عليه العذاب وأغرقه في البحر.

– ومنها قصة أصحاب الكهف الذين آمنوا بالله تعالى ورفضوا الكفر به، فأدخلهم الله في كهف وأنامهم فيه لسنوات طويلة، ثم أخرجهم منها سالمين غانمين.

– كما تذكر السورة قصة سيدنا سليمان عليه السلام وكيف أنعم الله عليه بالملك والحكمة والسلطان، وجعل له تسخير الريح والجن والشياطين.

4. البعث والنشور:

– تؤكد سورة الزخرف على عقيدة البعث والنشور، وتبين أن الموتى سيبعثون من قبورهم يوم القيامة ليحاسبوا على أعمالهم في الدنيا.

– وتصف السورة أهوال يوم القيامة وشدة الحساب، وتدعو الناس إلى الاستعداد له والإكثار من الأعمال الصالحة التي تقربهم إلى الله تعالى.

– وتذكر السورة أن الله تعالى هو الذي يملك يوم القيامة، وهو الذي سيحكم بين الناس بالعدل والقسط.

5. الجنة والنار:

– تتحدث سورة الزخرف عن الجنة والنار، وتصف ما أعده الله لعباده المتقين من نعيم دائم في الجنة، وما أعده للكافرين والمشركين من عذاب أليم في النار.

– وتذكر السورة أن الجنة هي دار السلام والخلود، وأنها مليئة بالنعم واللذائذ التي لا تنقطع، وأنها لا يدخلها إلا من آمن بالله تعالى وعمل الصالحات.

– أما النار فهي دار العذاب الدائم، وأنها مليئة بأنواع مختلفة من العذاب، وأنها لا يدخلها إلا من كفر بالله تعالى وعمل السيئات.

6. الأخلاق الفاضلة:

– تحث سورة الزخرف على التحلي بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن الرذائل، وتدعو إلى التواضع والإنفاق في سبيل الله والرفق بالوالدين والإحسان إلى الجار.

– كما تدعو السورة إلى العدل والقسط في التعامل مع الناس، والابتعاد عن الظلم والعدوان، وتحث على الوفاء بالعهد والصدق في القول والفعل.

– وتذكر السورة أن من يتحلى بالأخلاق الفاضلة ويبعد عن الرذائل، فإنه سيُجزى عند الله تعالى خير الجزاء في الدنيا والآخرة.

7. الدروس والعبر:

– تتضمن سورة الزخرف العديد من الدروس والعبر التي يمكن الاستفادة منها في الحياة، منها أهمية الإيمان بالله تعالى وعبادته وحده دون إشراك به أحداً.

– كما تعلمنا السورة أهمية الاستعداد ليوم القيامة والإكثار من الأعمال الصالحة التي تقربنا إلى الله تعالى، وتبين لنا أن الله تعالى هو الذي سيحكم بين الناس بالعدل والقسط.

– كما تدعونا السورة إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن الرذائل، وتحثنا على التواضع والإنفاق في سبيل الله والرفق بالوالدين والإحسان إلى الجار.

الخاتمة:

سورة الزخرف هي سورة عظيمة مليئة بالدروس والعبر، وهي من السور التي يكثر تلاوتها في صلاة القيام وفي صلاة التراويح، وقد أجمع العلماء على أنها مكية واشتملت السورة على ذكر قصص الأخيار ويوقف السورة على موقف المشركين من القصص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *