سورة ص كتابة

سورة ص كتابة

سورة ص: الكتابة والتأمل

مقدمة:

سورة ص هي سورة مكية، نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة. وهي السورة الثالثة والثلاثون في ترتيب المصحف الشريف، وتتكون من 88 آية. سميت سورة ص بهذا الاسم لأنها تبدأ بحرف ص، وهي من السور التي تتناول موضوع العقيدة والتوحيد، وتدعو إلى الإيمان بالله تعالى ورسله، وتحذر من الشرك والكفر.

الآيات 1-10: دعوة إلى الإيمان والتوحيد:

تبدأ السورة بدعوة قوية إلى الإيمان بالله تعالى ورسله، وتدعو الناس إلى التفكير في خلق السماوات والأرض والشمس والقمر والليل والنهار، وتسأل الناس هل هناك إله آخر غير الله خلق كل هذا؟ وتذكر السورة أن الله تعالى هو الذي خلق الإنسان من الطين، ثم من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة، ثم من عظام، ثم كسا العظام باللحم، ثم نفخ فيه الروح، فأصبح إنسانًا كاملًا. وتسأل السورة الناس هل هناك إله آخر غير الله قادر على كل هذا؟

الآيات 11-20: قصص الأنبياء:

تذكر السورة قصص بعض الأنبياء، مثل نوح عليه السلام، الذي دعا قومه إلى الإيمان بالله تعالى وترك الشرك، ولكنهم كذبوه واستهزأوا به، فأرسل الله عليهم الطوفان، فغرقوا جميعًا إلا نوح ومن معه في السفينة. وتذكر السورة قصة هود عليه السلام، الذي دعا قومه إلى الإيمان بالله تعالى وترك الشرك، ولكنهم كذبوه واستهزأوا به، فأرسل الله عليهم الرياح العاتية، فدمرت منازلهم وقتلتهم. وتذكر السورة قصة صالح عليه السلام، الذي دعا قومه إلى الإيمان بالله تعالى وترك الشرك، ولكنهم كذبوه واستهزأوا به، فأرسل الله عليهم الصيحة، فهلكوا جميعًا.

الآيات 21-30: تحذير من الشرك والكفر:

تحذر السورة من الشرك والكفر، وتذكر أن الشرك بالله تعالى هو من أكبر الذنوب، وأن الله تعالى لا يغفر لمن يشرك به. وتذكر السورة أن الكفار والمنافقين سيحاسبون يوم القيامة على كفرهم ونفاقهم، وأنهم سيلقون جزاء عظيمًا. وتدعو السورة الناس إلى الإيمان بالله تعالى ورسله، وتجنب الشرك والكفر، وأن يتبعوا الصراط المستقيم، وهو طريق الهداية والنجاة.

الآيات 31-40: ذكرى نعم الله تعالى على الإنسان:

تذكر السورة نعم الله تعالى على الإنسان، مثل نعمة الحياة والصحة والعقل والمعرفة، ونعمة الرزق والماء والطعام، ونعمة الليل والنهار، والشمس والقمر والنجوم. وتدعو السورة الناس إلى شكر الله تعالى على نعمه، وأن يعبدوه وحده لا شريك له. وتذكر السورة أن الله تعالى هو الغفور الرحيم، وأن من تاب إلى الله تعالى تاب الله عليه، وأن من شكر نعم الله تعالى زاده الله تعالى من نعمه.

الآيات 41-50: دعوة إلى الصبر والمثابرة:

تدعو السورة الناس إلى الصبر والمثابرة في مواجهة الصعوبات والتحديات، وأن يتوكلوا على الله تعالى ويتفوضوا إليه، وأن لا ييأسوا من رحمته. وتذكر السورة أن الله تعالى مع الصابرين، وأن الصبر هو مفتاح النصر والنجاح. وتدعو السورة الناس إلى أن يكونوا قدوة حسنة للآخرين، وأن يدعوا إلى الخير وينهوا عن المنكر، وأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر.

الآيات 51-60: وعد الله تعالى بالثواب والعقاب:

تذكر السورة أن الله تعالى وعد المؤمنين بالثواب العظيم في الجنة، ووعد الكافرين بالعقاب الشديد في النار. وتصف السورة الجنة بأنها دار النعيم والسرور، فيها أنهار من اللبن والعسل والخمر، وفواكه ولحوم، وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون. وتصف السورة النار بأنها دار العذاب والهوان، فيها نار ملتهبة، وحميم وغساق، وزمهرير وقطران. وتدعو السورة الناس إلى الإيمان والتقوى، وأن يتجنبوا الكفر والفسوق والعصيان، حتى ينالوا ثواب الجنة ويتجنبوا عذاب النار.

الآيات 61-70: الدعاء إلى الله تعالى:

تختتم السورة بدعاء إلى الله تعالى، يدعو فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يهدي قومه إلى الصراط المستقيم، وأن يرزقهم الإيمان والتقوى، وأن يرحمهم ويغفر لهم ذنوبهم. وتدعو السورة الناس إلى أن يدعوا الله تعالى بكل ما يحتاجون إليه، وأن يتوكلوا عليه ويتفوضوا إليه، وأن لا ييأسوا من رحمته. وتختتم السورة بسجدة تلاوة، فيها يخر المؤمن ساجدًا لله تعالى، خاشعًا ذليلًا، شاكرًا له تعالى على نعمه.

خاتمة:

سورة ص هي سورة عظيمة الشأن، فيها دعوة إلى الإيمان والتوحيد، وتذكرة بنعم الله تعالى على الإنسان، وتحذير من الشرك والكفر، ودعوة إلى الصبر والمثابرة، ووعد بالثواب والعقاب، ودعاء إلى الله تعالى. وتحتوي السورة على العديد من القصص والعبر والحكم، التي ينبغي للمسلم أن يتدبرها ويتفكر فيها، حتى يستفيد منها في حياته وعمله.

أضف تعليق