بسم الله الرحمن الرحيم
سورة المرسلات مكتوبة
المقدمة:
سورة المرسلات هي سورة مكية، نزلت على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وهي السورة رقم 77 في ترتيب المصحف الشريف، وتقع في الجزء التاسع والعشرين، ويبلغ عدد آياتها 56 آية، وهي من السور المكية المتوسطة، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى لتنفيذ أوامره وإرادته.
أولاً: مضمون سورة المرسلات:
1. إثبات وجود الله تعالى ووحدانيته:
– تؤكد سورة المرسلات على وجود الله تعالى ووحدانيته، وتنفي عنه الشريك والنظير، وتصفه بأنه الخالق المدبر لكل شيء.
– تدل الآيات الأولى من السورة على عظمة الله تعالى وقدرته، حيث تقول: “والذاريات ذروا فالحاملات وقرا والجاريات يسرا فالمقسمات أمرا إن ما توعدون لآت وإن الدين لواقع”.
– كما تؤكد السورة على أن الله تعالى هو الرزاق الذي يرزق عباده من حيث لا يحتسبون، وتقول: “فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا”.
2. ذكر الملائكة ووظائفهم:
– تتحدث سورة المرسلات عن الملائكة ووظائفهم، وتصفهم بأنهم عباد مكرمون مطيعون لله تعالى.
– وتذكر السورة أن الملائكة موكلون بتنفيذ أوامر الله تعالى، وهم الذين يرسلون بالوحي إلى الأنبياء والرسل.
– كما تتحدث السورة عن دور الملائكة في يوم القيامة، وتقول: “وإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة يومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملائكة على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم ثمانية”.
3. وصف يوم القيامة وأهواله:
– تصف سورة المرسلات يوم القيامة بأنه يوم عظيم وهائل، وتقول: “يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد”.
– كما تصف السورة أهوال يوم القيامة، وتقول: “والشمس كورت والقمر كسف والنجوم انكدرت والجبال سيرت والسماء كشطت والبحار سجرت”.
– وتتحدث السورة عن مصير الكافرين في يوم القيامة، وتقول: “وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة”.
4. الدعوة إلى الإيمان والتقوى:
– تدعو سورة المرسلات إلى الإيمان والتقوى، وتقول: “وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون”.
– كما تحذر السورة من الكفر والضلال، وتقول: “ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين وما يكذب به إلا كل معتد أثيم”.
– وتحث السورة على الصبر والمثابرة في طاعة الله تعالى، وتقول: “يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه بشماله فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا”.
5. ذكر الرسل والأنبياء:
– تتحدث سورة المرسلات عن الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى إلى أقوامهم لهدايتهم وإرشادهم.
– وتذكر السورة أن الرسل والأنبياء واجهوا الكثير من الصعوبات والتحديات في دعوتهم، لكنهم صبروا وثابروا حتى بلغوا رسالاتهم.
– كما تحث السورة على اتباع الرسل والأنبياء والاقتداء بهم، وتقول: “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون”.
6. وصف الجنة والنار:
– تصف سورة المرسلات الجنة بأنها دار النعيم الأبدي، وتقول: “أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا”.
– كما تصف السورة النار بأنها دار العذاب الأبدي، وتقول: “أصحاب النار يومئذ شر مستقرا وأسوء مئيلا”.
– وتحث السورة المؤمنين على السعي إلى الجنة والنجاة من النار، وتقول: “سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين”.
7. التأكيد على حتمية البعث والجزاء:
– تؤكد سورة المرسلات على حتمية البعث والجزاء، وتقول: “وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت”.
– كما تحذر السورة من الاستهانة بيوم القيامة، وتقول: “وما يستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاؤهم العذاب وليأتيهم بغتة وهم لا يشعرون”.
– وتحث السورة المؤمنين على العمل الصالح والتقرب إلى الله تعالى، وتقول: “يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه بشماله فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا”.
الخاتمة:
سورة المرسلات سورة عظيمة مليئة بالمعاني والعبر، وتحث المؤمنين على الإيمان والتقوى، كما تحذرهم من الكفر والضلال، وتؤكد على حتمية البعث والجزاء، ووصف الجنة والنار، وذكر الرسل والأنبياء ووظائف الملائكة.