شعر الخنساء في صخر

No images found for شعر الخنساء في صخر

شعر الخنساء في صخر

مقدمة

كانت الخنساء شاعرة عربية ما قبل الإسلام، اشتهرت بمراثيها المؤثرة عن أخيها صخر. ولدت الخنساء في نجد حوالي عام 575 م، وكانت ابنة لأحد قادة قبيلة بني سليم. تزوجت الخنساء في سن مبكرة وأنجبت أربعة أطفال، لكنها فقدت زوجها وأطفالها جميعاً في وقت مبكر من حياتها. بعد وفاة زوجها وأطفالها، كرست الخنساء حياتها للشعر ورثاء أخيها صخر، الذي قُتل في معركة.

شعر الخنساء في صخر

رثاء صخر:

تعتبر مراثي الخنساء في أخيها صخر من أشهر القصائد في الأدب العربي. رثت الخنساء صخرًا في العديد من القصائد، وأشادت بشجاعته وكرمه ومروءته. ومن أشهر مراثيها قصيدة “يا عين بكي صخرًا”، والتي تقول فيها:

يا عين بكي صخرًا فقدنا نبراسه

فمنا الذليل المرمل المختال

يا عين لا تحظى بغير دموعه

فاليوم يبكيه الضعيف والقوي

الفخر بقومها:

كما اشتهرت الخنساء أيضًا بالفخر بقومها وبني سليم، حيث كانت تعتز بنسبها وأصولها. ودافعت عن قومها في العديد من القصائد، وأشادت بمآثرهم وأفعالهم. ومن أشهر قصائدها في الفخر قصيدة “أنا الخنساء بنت عمرو”، والتي تقول فيها:

أنا الخنساء بنت عمرو من بني سليم

والفخر لي عز وفخر فيهم

أبي الذي علم السيادة والبأس

والكرم والشرف فإني ابنته

الاعتزاز بالنفس:

امتازت الخنساء بشخصيتها القوية وعزتها بنفسها. وكانت تعتز بنفسها وكرامتها، ولا ترضى بالذل والهوان. ومن أشهر قصائدها في الاعتزاز بالنفس قصيدة “لا أطلب العيش إلا عيش كريمة”، والتي تقول فيها:

لا أطلب العيش إلا عيش كريمة

أو الموت في عز وكرامة

والذل لا أرضاه في دنياهم

فالنفس لا ترضى الضعة والشقاء

الوصف والتشبيه:

تميز شعر الخنساء بالوصف والتشبيه الدقيق. وكانت تصف مالا تراه إلا بعيني مخيلتها فتعطيه حقائق الواقع فتراه حقيقة لا خيالا.

فقد صورت الخنساء المناظر الطبيعية في شعرها بطريقة حية وواقعية. ومن أشهر قصائدها في الوصف قصيدة “أرى السماكين”، والتي تقول فيها:

أرى السماكين قد غربا

وأنجم الليل قد ذرما

ولم يبق إلا النجوم الهالكة

والسماء قد لبست وشاح الكآبة

التأمل في الموت:

تُعد الخنساء من أوائل الشعراء الذين تناولوا موضوع الموت في شعرهم. تأملت الخنساء في الموت وطبيعته، وأشادت بالحياة الأبدية في الجنة. ومن أشهر قصائدها في تأمل الموت قصيدة “يا موت كن لي معينًا”، والتي تقول فيها:

يا موت كن لي معينًا على النجاة

فقد ضاقت بي الدنيا وأظلمت

أريد أن أرحل عن هذا العالم الفاني

إلى عالم الخلود والسعادة

الندب:

يتميز شعر الخنساء بالندب والمبالغة فيه. ومن أشهر قصائدها في الندب قصيدة “ألا أبلغ بني سليم”، والتي تقول فيها:

ألا أبلغ بني سليم رسالة

فقد فقدت أخي صخرًا وأهلًا

فيا للأسى والحزن الذي ألم بي

فقد ضاقت بي الدنيا وأظلمت

الحكمة والنصح:

تميز شعر الخنساء بالحكمة والنصح. وتُعد من أوائل الشعراء الذين تناولوا موضوع الحكمة في شعرهم. وكانت الخنساء تنصح الناس بالتمسك بالخير والفضيلة، وتحذّرهم من الشر والرذيلة. ومن أشهر قصائدها في الحكمة قصيدة “يا بني كن كريمًا”، والتي تقول فيها:

يا بني كن كريمًا في حياتك

والحكمة في أقوالك وأفعالك

فالكرم مروءة وشرف ورفعة

والحكمة نبراس يضيء طريقك

الخاتمة

تُعد الخنساء من أشهر الشعراء العرب في العصر الجاهلي. وتميز شعرها بالمراثي المؤثرة، والفخر بقومها، والاعتزاز بالنفس، والوصف والتشبيه الدقيق، والتأمل في الموت، والندب، والحكمة والنصح. وما زال شعر الخنساء يُدرس ويُتداول حتى يومنا هذا، ويُعتبر من كنوز الأدب العربي.