صور سور القرآن الكريم
مقدمة:
يعتبر القرآن الكريم من أهم الكتب الدينية في العالم، وقد أرسله الله عز وجل إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على مدى 23 عامًا. يتكون القرآن الكريم من 114 سورة، كل سورة لها اسم خاص بها وعدد مختلف من الآيات. وفي هذا المقال سوف نتحدث عن صور سور القرآن الكريم، وهي التصنيفات المختلفة التي تنقسم إليها السور وفقًا لعدد من المعايير، مثل: مكان نزول السورة، وعدد آياتها، وموضوعاتها الرئيسية.
1. صور السور من حيث مكان النزول:
تنقسم صور السور من حيث مكان النزول إلى قسمين رئيسيين، هما:
– السور المكية: وهي السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل هجرته إلى المدينة المنورة، وعددها 86 سورة. ومن أشهر السور المكية: سورة الفاتحة، وسورة الإخلاص، وسورة الفلق.
– السور المدنية: وهي السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بعد هجرته إليها، وعددها 28 سورة. ومن أشهر السور المدنية: سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء.
2. صور السور من حيث عدد الآيات:
تنقسم صور السور من حيث عدد الآيات إلى خمسة أقسام رئيسية، هي:
– السور الطوال: وهي السور التي يزيد عدد آياتها عن 100 آية، وعددها 29 سورة. ومن أشهر السور الطوال: سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء.
– السور المتوسطات: وهي السور التي يتراوح عدد آياتها بين 50 إلى 100 آية، وعددها 35 سورة. ومن أشهر السور المتوسطات: سورة المائدة، وسورة الأنعام، وسورة الأعراف.
– السور القصارات: وهي السور التي يتراوح عدد آياتها بين 10 إلى 49 آية، وعددها 39 سورة. ومن أشهر السور القصارات: سورة يوسف، وسورة غافر، وسورة فصلت.
– السور المسبحات: وهي السور التي تبدأ بسبحان الله، وعددها أربع سور، هي: سورة الحشر، وسورة الصف، وسورة الجمعة، وسورة التغابن.
– السور المفصّلات: وهي السور التي تبدأ بفعل ماض، وعددها 36 سورة. ومن أشهر السور المفصّلات: سورة ق، وسورة النبأ، وسورة الأعلى.
3. صور السور من حيث موضوعاتها الرئيسية:
تنقسم صور السور من حيث موضوعاتها الرئيسية إلى أقسام عديدة ومتنوعة، ومن أهم هذه الأقسام:
– السور العقائدية: وهي السور التي تتحدث عن العقائد الإسلامية الأساسية، مثل: الإيمان بالله تعالى، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب السماوية، والإيمان باليوم الآخر. ومن أشهر السور العقائدية: سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس.
– السور الأخلاقية: وهي السور التي تتحدث عن الأخلاق الإسلامية الحميدة، مثل: الصدق، والأمانة، والعدل، والإحسان. ومن أشهر السور الأخلاقية: سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء.
– السور التشريعية: وهي السور التي تتحدث عن التشريعات الإسلامية، مثل: أحكام الزواج، وأحكام الطلاق، وأحكام الميراث. ومن أشهر السور التشريعية: سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء.
– السور التاريخية: وهي السور التي تتحدث عن التاريخ الإسلامي، مثل: قصة الخلق، وقصة آدم وحواء، وقصة نوح عليه السلام. ومن أشهر السور التاريخية: سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة الأعراف.
– السور النبوية: وهي السور التي تتحدث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ودعوته إلى الإسلام، وكفاحه في سبيل نشر الإسلام. ومن أشهر السور النبوية: سورة الكهف، وسورة النور، وسورة الأحزاب.
4. صور السور من حيث أسمائها:
تنقسم صور السور من حيث أسمائها إلى قسمين رئيسيين، هما:
– السور ذات الأسماء الصريحة: وهي السور التي تحمل اسمًا صريحًا يدل على موضوعها الرئيسي، مثل: سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء.
– السور ذات الأسماء الكناية: وهي السور التي تحمل اسمًا كناية عن موضوعها الرئيسي، مثل: سورة الفاتحة، وسورة الإخلاص، وسورة الفلق.
5. صور السور من حيث ترتيبها في المصحف الشريف:
ترتب السور في المصحف الشريف على حسب طولها، فالسور الطوال في أوله، والسور القصارات في آخره. وهناك بعض الاستثناءات لهذا الترتيب، مثل: سورة الفاتحة، وسورة الإخلاص، وسورة الفلق، فهي قصارات ولكنها وضعت في أول المصحف الشريف.
6. صور السور من حيث خصائصها اللغوية والبلاغية:
تتميز صور السور من حيث خصائصها اللغوية والبلاغية بما يلي:
– الفصاحة والبلاغة: تتميز سور القرآن الكريم بفصاحتها وبلاغتها العالية، فهي من أبلغ الكلام وأفصحه في اللغة العربية.
– الإيجاز والإطناب: تتسم سور القرآن الكريم بالإيجاز في بعض المواضع والإطناب في مواضع أخرى، وذلك حسب مقتضى الحال ومقتضيات البلاغة.
– التشبيه والاستعارة والكناية: يكثر في سور القرآن الكريم استخدام التشبيه والاستعارة والكناية، وذلك بهدف إيصال المعاني بأسلوب مؤثر وجذاب.
7. صور السور من حيث مقاصدها وغاياتها:
تتميز صور السور من حيث مقاصدها وغاياتها بما يلي:
– الهداية والإرشاد: يهدف القرآن الكريم إلى هداية الناس وإرشادهم إلى الصراط المستقيم، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
– التشريع والحكم: يتضمن القرآن الكريم العديد من التشريعات والأحكام التي تنظم حياة المسلمين في جميع جوانبها.
– تزكية النفوس وتهذيب الأخلاق: يهدف القرآن الكريم إلى تزكية نفوس المسلمين وتهذيب أخلاقهم، وحثهم على التحلي بالفضائل والابتعاد عن الرذائل.
خاتمة:
تتميز سور القرآن الكريم بتنوعها وتعدد صورها، وذلك وفقًا لعدة معايير، مثل: مكان النزول، وعدد الآيات، والموضوعات الرئيسية، والأسماء، والخصائص اللغوية والبلاغية، والمقاصد والغايات. وهذا التنوع في صور السور يساعد على تلبية احتياجات المسلمين المختلفة، ويوضح عظمة القرآن الكريم وإعجازه.