الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب عقلي شائع يتميز بأفكار ومخاوف غير مرغوب فيها ومزعجة (هواجس) وسلوكيات متكررة (طقوس قهريّة) يشعر الشخص أنه مجبر على القيام بها. هذه الأفكار والسلوكيات تستهلك الكثير من الوقت وتتداخل مع الأنشطة اليومية والعلاقات الاجتماعية.
أعراض الوسواس القهري
تشمل أعراض الوسواس القهري ما يلي:
أفكار وسواسية غير مرغوب فيها ومزعجة، مثل القلق بشأن التلوث أو الخوف من إيذاء النفس أو الآخرين.
طقوس قهريّة متكررة، مثل غسل اليدين عدة مرات في اليوم أو التحقق باستمرار من الأبواب والنوافذ للتأكد من أنها مغلقة.
القلق والتوتر بسبب الأفكار والطقوس الوسواسية.
قضاء الكثير من الوقت في أداء الطقوس القهريّة، مما قد يتداخل مع الأنشطة اليومية والعلاقات الاجتماعية.
محاولة مقاومة الأفكار والطقوس الوسواسية، ولكن دون جدوى.
أسباب الوسواس القهري
لا يوجد سبب واحد معروف للإصابة بالوسواس القهري، ولكن يُعتقد أن عوامل مختلفة تساهم في تطوير هذا الاضطراب، بما في ذلك:
العوامل الجينية: قد يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الوسواس القهري أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
العوامل البيولوجية: قد تلعب بعض التغيرات في الدماغ دورًا في الإصابة بالوسواس القهري.
العوامل النفسية: قد تؤدي بعض التجارب السابقة، مثل الصدمة أو الإساءة، إلى زيادة خطر الإصابة بالوسواس القهري.
أنواع الوسواس القهري
هناك عدة أنواع من الوسواس القهري، بما في ذلك:
الوسواس القهري المتعلق بالتلوث: الخوف من التلوث أو الجراثيم، مما قد يؤدي إلى طقوس قهريّة مثل غسل اليدين بشكل متكرر أو تجنب لمس الأشياء التي يُعتقد أنها ملوثة.
الوسواس القهري المتعلق بالنظام والترتيب: الحاجة الشديدة إلى التنظيم والترتيب، مما قد يؤدي إلى طقوس قهريّة مثل ترتيب الأشياء بطريقة معينة أو التماثل.
الوسواس القهري المتعلق بالتكرار: تكرار بعض الأفعال أو الأفكار، مثل العد أو الترديد، مما قد يؤدي إلى طقوس قهريّة مثل التحقق باستمرار من الأبواب والنوافذ للتأكد من أنها مغلقة.
الوسواس القهري المتعلق بالخوف: الخوف الشديد من شيء ما، مثل المرتفعات أو الأماكن المغلقة، مما قد يؤدي إلى طقوس قهريّة مثل تجنب هذه الأشياء أو الأماكن.
الوسواس القهري المتعلق بالأفكار الجنسية: الأفكار الجنسية غير المرغوب فيها أو المزعجة، مما قد يؤدي إلى طقوس قهريّة مثل محاولة إبعاد هذه الأفكار من الذهن أو تجنب المواقف التي قد تؤدي إلى هذه الأفكار.
مضاعفات الوسواس القهري
يمكن أن يؤدي الوسواس القهري إلى العديد من المضاعفات، بما في ذلك:
العزلة الاجتماعية: قد يميل الأشخاص المصابون بالوسواس القهري إلى الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية بسبب خوفهم من التلوث أو بسبب طقوسهم القهريّة المتكررة.
ضعف الأداء الأكاديمي أو الوظيفي: قد يتداخل الوسواس القهري مع الأنشطة اليومية، بما في ذلك الدراسة والعمل، مما قد يؤدي إلى ضعف الأداء الأكاديمي أو الوظيفي.
المشاكل الصحية: قد يؤدي الوسواس القهري إلى مشاكل صحية، مثل جفاف الجلد بسبب غسل اليدين المتكرر أو سوء التغذية بسبب تجنب تناول الطعام الملوث.
الاكتئاب والقلق: غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالوسواس القهري من الاكتئاب والقلق، مما قد يؤثر سلبًا على نوعية حياتهم.
تشخيص الوسواس القهري
يتم تشخيص الوسواس القهري من قبل الطبيب النفسي أو المعالج النفسي بناءً على معايير محددة، بما في ذلك:
وجود الأفكار الوسواسية والطقوس القهريّة لمدة لا تقل عن شهرين.
التسبب هذه الأفكار والطقوس في ضائقة كبيرة أو تداخل مع الأنشطة اليومية والعلاقات الاجتماعية.
عدم وجود سبب آخر لهذه الأفكار والطقوس، مثل اضطراب عقلي آخر أو تعاطي المخدرات.
علاج الوسواس القهري
يوجد نوعان رئيسيان من العلاج للوسواس القهري: العلاج الدوائي والعلاج النفسي.
العلاج الدوائي: يمكن استخدام بعض الأدوية، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ومثبطات استرداد السيروتونين والنورادرينالين (SNRIs)، للمساعدة في تقليل أعراض الوسواس القهري.
العلاج النفسي: يمكن أن يساعد العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، في تعليم الأشخاص المصابين بالوسواس القهري كيفية إدارة أفكارهم وسلوكياتهم الوسواسية.
الخلاصة
الوسواس القهري هو اضطراب عقلي شائع يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة الشخص المصاب به. ولكن مع العلاج المناسب، يمكن للأشخاص المصابين بالوسواس القهري إدارة أعراضهم والتحكم في حياتهم.