مقدمة
الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادة مالية واجبة على كل مسلم بالغ عاقل حر، ذكرًا كان أو أنثى، قادرًا على أدائها، وقد فرضت الزكاة في شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وسبب ذلك أن شهر رمضان هو شهر العطاء والسخاء، وهو فرصة لتنقية النفس من البخل والحرص، ولتعويدها على العطاء والإنفاق في سبيل الله.
أحكام الزكاة في شهر رمضان
1. وقت وجوب الزكاة في شهر رمضان:
– يجب إخراج الزكاة في شهر رمضان إذا كان المال قد بلغ النصاب الشرعي، وهو قيمة معينة من المال، ويختلف النصاب باختلاف نوع المال، فالنصاب في الذهب 20 مثقالاً، والنصاب في الفضة 200 درهم، والنصاب في الأوراق النقدية والأسهم والسندات هو ما يعادل قيمة النصاب في الذهب أو الفضة.
– يجب إخراج الزكاة في شهر رمضان إذا كان المال قد حال عليه الحول، والحول هو مرور عام كامل على المال منذ وجبت فيه الزكاة، فإذا كان المال قد مر عليه عام كامل منذ وجبت فيه الزكاة، وجب إخراج زكاته في شهر رمضان.
2. مقدار الزكاة في شهر رمضان:
– مقدار الزكاة في شهر رمضان هو ربع العشر، أي 2.5% من المال، ويجب إخراج الزكاة من أصل المال وليس من ربحه، فإذا كان عندك 1000 دولار، فيجب أن تخرج منها 25 دولارًا زكاة.
– إذا كان المال مستفادًا منه في التجارة أو الزراعة أو الصناعة، فيجب إخراج زكاته من ربحه وليس من أصله، فإذا كان عندك 1000 دولار تستفيد منها في التجارة، وحققت ربحًا قدره 200 دولار، فيجب أن تخرج منها 5 دولارات زكاة.
3. من تجب عليه الزكاة في شهر رمضان:
– تجب الزكاة في شهر رمضان على كل مسلم بالغ عاقل حر، ذكرًا كان أو أنثى، قادرًا على أدائها، فلا تجب الزكاة على الطفل الذي لم يبلغ الحلم، ولا على المجنون، ولا على العبد، ولا على الفقير الذي لا يملك المال الذي تجب عليه فيه الزكاة.
– تجب الزكاة على المسلم الذي يملك المال الذي تجب عليه فيه الزكاة، سواء كان هذا المال نقدًا أو عروضًا تجارية أو عقارات أو سلعًا زراعية أو صناعية، ولا يشترط أن يكون المال مدخرًا أو مستفادًا منه، فحتى لو كان المال معطلًا أو غير مستفاد منه، تجب فيه الزكاة.
4. ما يجب فيه الزكاة في شهر رمضان:
– تجب الزكاة في شهر رمضان في الأموال النامية، وهي الأموال التي يمكن استثمارها وتحقيق ربح منها، مثل الذهب والفضة والأوراق النقدية والأسهم والسندات والعقارات والسلع الزراعية والصناعية.
– لا تجب الزكاة في شهر رمضان في الأموال غير النامية، وهي الأموال التي لا يمكن استثمارها وتحقيق ربح منها، مثل الأثاث والملابس والأدوات المنزلية والسيارات.
5. كيفية إخراج الزكاة في شهر رمضان:
– يجب إخراج الزكاة في شهر رمضان إلى الفقراء والمساكين والغارمين واليتامى والأرامل وابن السبيل، ويجوز إخراج الزكاة إلى جمعية خيرية أو مؤسسة إسلامية أو إلى أي جهة أخرى يمكنها إيصال الزكاة إلى مستحقيها.
– يجب إخراج الزكاة نقدًا أو عروضًا تجارية أو عقارات أو سلعًا زراعية أو صناعية، ولا يجوز إخراج الزكاة بالدين أو بالخدمات أو بالأشياء التافهة.
6. فضل إخراج الزكاة في شهر رمضان:
– لإخراج الزكاة في شهر رمضان فضل عظيم، فقد روى النبي صلى الله عليه وسلم أن “صدقة رمضان تضاعف سبعين ضعفًا”، وهذا يعني أن إخراج الزكاة في شهر رمضان يعادل إخراج 70 ضعفًا من الزكاة في أي شهر آخر.
– إخراج الزكاة في شهر رمضان يطهر النفس من البخل والحرص، ويجعلها أكثر عطاءً وسخاءً، ويعودها على العطاء والإنفاق في سبيل الله.
– إخراج الزكاة في شهر رمضان يزيد من رزق المسلم وبركاته، ويجلب له الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
7. حكم تأخير إخراج الزكاة عن شهر رمضان:
– لا يجوز تأخير إخراج الزكاة عن شهر رمضان إلا لعذر شرعي، مثل المرض أو السفر أو النسيان، فإذا تأخر إخراج الزكاة عن شهر رمضان بسبب عذر شرعي، فلا حرج في ذلك، ويجب إخراج الزكاة متى زال العذر.
– إذا تأخر إخراج الزكاة عن شهر رمضان بدون عذر شرعي، فإن ذلك يعد إثمًا كبيرًا، ويجب على المسلم أن يتوب إلى الله ويخرج الزكاة فورًا.
خاتمة
الزكاة هي عبادة مالية واجبة على كل مسلم بالغ عاقل حر، ذكرًا كان أو أنثى، قادرًا على أدائها، وقد فرضت الزكاة في شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وسبب ذلك أن شهر رمضان هو شهر العطاء والسخاء، وهو فرصة لتنقية النفس من البخل والحرص، ولتعويدها على العطاء والإنفاق في سبيل الله.