قصص عن المسارعة في الخيرات

قصص عن المسارعة في الخيرات

المقدمة: إنّ المسارعة في الخيرات من أهم ما يُميّز المؤمنين عن غيرهم، فهي تعني السعي إلى فعل الأعمال الصالحة والتسابق فيها، واغتنام الفرص من أجل زيادة الحسنات، ما يجعلها من الأمور التي يجب على المسلم أن يحرص عليها وأن يجعلها جزءاً لا يتجزأ من حياته.

1. فضل المسارعة في الخيرات:

1. تُعدّ المُسارعة في الخيرات من الأعمال الصالحة التي تُقرب العبد إلى الله، بدليل قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي: “وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَيَبْلُغُ عَبْدِي بِنَوَافِلِهِ أَنْ أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ…”

2. تُعدّ المسارعة في الخيرات إحدى وسائل نيل رضوان الله تعالى، والتي من شأنها أن ترفع من درجات المؤمن في الجنة، ويُؤجر عليها في الدنيا، وذلك بدليل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “سارعوا إلى الخيرات قبل أن تُشغلوا”.

3. إنّ المُسارعة في الخيرات سبب لزيادة الحسنات وتكفير السيئات، ولعل أهم ما قيل في هذا الصدد قول الله تعالى: “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ”.

2. أسباب المسارعة في الخيرات:

1. الإخلاص لله تعالى: أن يكون المسلم مُخلصاً في عمله ويبتغي وجه الله تعالى في كل ما يفعل، مُدركاً أن الله تعالى هو الذي يجزيه على أعماله ويعطيه أفضل الجزاء وأوفر الأجر.

2. الخشية من الله تعالى: أن يكون المسلم خائفاً من الله عز وجل، ويُدرك أنه سيسأله عن عمله ويُحاسبه على ما قام به من أعمال في الدنيا، ويُدرك أيضاً أن الله تعالى يُحب المُبادر إلى الخيرات.

3. المحبة والخوف من الله تعالى: أن يكون للمسلم محبة كبيرة لله عز وجل ويخافه كذلك خوفاً عظيماً، ويُدرك مدى عظمة الله وعلوه لذا يبادره بالطاعة والمسارعة في الخيرات لكونه تعالى يستحق كل ذلك.

3. آداب المسارعة في الخيرات:

1. أن يتم الحرص على اختيار أفضل الخيرات وأولاها وأعظمها أجراً، وأن يُبادر المسلم إلى فعلها دون استئذان من أحد أو استشارة من أحد من الناس.

2. أن يُبادر المسلم إلى الخيرات قبل أن تُشغله شواغل الدنيا وملذاتها عن أداء العبادات والتقرّب إلى الله، حيث يُمكن للمسلم أن يحرص على عن الاستيقاظ المُبكر والحرص على صلاة قيام الليل، كما يجب عليه أن يُبادر إلى قراءة القرآن الكريم ومدارسته وأن يُكثر من قول الأذكار.

3. أن يحذر المسلم من الاستعجال في الخيرات، فيجب أن يقوم بها بطمأنينة وهدوء، وأن يبتعد عن الشعور بالملل وعدم الاكتفاء بما قام به من أعمال صالحة.

4. حكم المسارعة في الخيرات:

1. تُعتبر المسارعة في الخيرات من السنن المؤكدة، ويُستحب للمسلم أن يُبادر إلى الخيرات وينافس غيره في فعلها، ولا يعني ذلك السهو عن بقية العبادات، فمثلاً يُستحب للمسلم أن يُسارع إلى صلاة القيام في العشر الآواخر من رمضان، وكذلك عليه أن يُسارع إلى قيام الليل في ليالي سائر السنة.

2. لا تعتبر المسارعة في الخيرات من فروض الكفاية، بل هي من فروض العين، أي أن كل مسلم مكلف بها، ويجب عليه أن يُبادِر إليها وليس أن ينتظر غيره لكي يُبادِر.

3. إنّ المسارعة في الخيرات من الأمور التي تتفاوت في حكمها حسب الظروف والأحوال، فقد يكون واجباً أحياناً ومندوباً أحياناً أخرى، وقد تكون واجبة على بعض الناس ومُندوبة على آخرين، بحسب الظروف والأوضاع التي يمر بها المسلمون.

5. نتائج المسارعة في الخيرات:

1. تُساعد المسارعة في الخيرات المسلم على نيل رضا الله عز وجل، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: “بادِرُوا بالأعمال الصالحة، فإنَّ فِتَنًا كقطع الليل المُظلم، يُصبح أحدكم مؤمناً ويمسي كافرًا، ويُمسي مؤمناً ويصبح كافرًا، يبيعُ دينَه بدنيا قليلة”.

2. تكون المسارعة في الخيرات سببًا في دخول المسلم الجنة، وبفعل المسلم للخير ينقلب حاله من الحال السيئ إلى الحال الحسن، فينقلب حاله من الشك إلى اليقين، وحاله من النفاق إلى الإخلاص.

3. تكون المسارعة في الخيرات سببًا في زيادة تحصيل المسلم للأجر والثواب، حيث إنّ الله تعالى تكرم على عباده المؤمنين وجعل لكل عمل من أعمالهم ثواباً مضاعفاً.

6. قصص عن المسارعة في الخيرات:

1. قصة الخليفة عمر بن عبد العزيز: فقد كان -رحمه الله- يُسارع إلى الخيرات ويحرص على أداء العبادات، ومن أهم القصص التي تُروى عنه في هذا المجال أنه كان يُوقظ أهل بيته في ليالي رمضان ويُصلي بهم ويُصلي صلاة التراويح.

2. قصة الصحابي أبي بكر الصديق: فقد كان -رضي الله عنه- يُسارع إلى الخيرات ويتنافس مع غيره في أداء العبادات، ومن أهم القصص التي تُروى عنه في هذا المجال أنه كان يحرص على أن يكون أول المصلين في المسجد النبوي.

3. قصة الصحابي سلمان الفارسي: فقد كان -رضي الله عنه- يُسارع إلى الخيرات ويتنافس مع غيره في أداء العبادات، ومن أهم القصص التي تُروى عنه في هذا المجال أنه كان يحرص على أن يوقظ أهله في ليالي رمضان ويُصلي بهم ويُصلي صلاة التراويح.

7. مواقف عملية للمسارعة في الخيرات:

1. الإسراع إلى صلاة الجماعة في المساجد.

2. الإسراع إلى الصدقة على الفقراء والمحتاجين.

3. الإسراع إلى الدعوة إلى الله تعالى ونشر الخير بين الناس.

الخاتمة: المسارعة في الخيرات من أهم الأعمال التي يجب على المسلم أن يُبادر إليها ويُسارع فيها، وذلك لما لها من فضائل كثيرة وأجر عظيم عند الله تعالى، وينبغي للمسلم أن يُسارع في الخيرات في كل وقتٍ وحين، وأن لا يتركها إلى وقت متأخر أو إلى وقت ما قد لا يأتي.

أضف تعليق