قصيدة المرجله

قصيدة المرجله

مقدمة:

الرجولة هي واحدة من أسمى الصفات التي يمكن أن يتحلى بها الرجل، وهي مفهوم شامل يضم مجموعة من القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة التي يجب أن يتحلى بها الرجل في حياته. وفي تراثنا العربي هناك العديد من القصائد التي تناولت موضوع الرجولة، ومن أشهر هذه القصائد قصيدة “المرجلة”، والتي ألفها الشاعر العربي الكبير “عنترة بن شداد”.

1. تعريف المرجلة:

المرجلة هي مجموعة من الصفات الحميدة والأخلاق النبيلة التي يجب أن يتحلى بها الرجل في حياته، وهي تتضمن الشجاعة والكرم والإقدام والإيثار والفروسية والوفاء بالعهد، وغيرها من الصفات التي تجعل الرجل رجلاً حقيقياً.

ومن أهم صفات المرجلة هي الشجاعة، وهي القدرة على مواجهة الصعوبات والتحديات في الحياة بموقف قوي، وعدم الخوف من المخاطر والمصاعب. والشجاعة ليست مجرد قوة بدنية، بل هي قوة عقلية ونفسية أيضاً، وهي التي تمكن الرجل من التغلب على مخاوفه والتصدي للظلم والعدوان.

والشجاعة الحقيقية ليست التهور والاندفاع، بل هي القدرة على تقدير الموقف والتفكير فيه بعقلانية قبل اتخاذ القرار المناسب، وهي أيضاً القدرة على التحكم في النفس والانفعالات وعدم الاستسلام للخوف أو الغضب.

2. شجاعة عنترة بن شداد:

كان عنترة بن شداد أحد أشهر الفرسان والشعراء في العصر الجاهلي، وقد عرف عنه شجاعته المفرطة وإقدامه في القتال. ولعل أشهر قصائده التي تناول فيها موضوع الرجولة هي قصيدة “المرجلة”، والتي يصف فيها خصاله وصفات الرجل الحقيقي.

فيقول في مطلع قصيدته:

أنا عنترةُ الفارسُ المشهورُ، والشيخُ المغوار، والبطلُ المظفور، والصمصامُ البتار، والأغرُ الأدهم، والأسدُ الضرغام.

ويقول عن شجاعته:

إذا ما الحربُ اشتدتْ ضراوتها، واشتدتْ نيرانُها، وارتفعتْ راياتُها، وتطايرتْ سهومُها، تقدمتُ في الصفوف الأولى، وقاتلت حتى الموت، ولم أخشى الموت، ولم أهرب من القتال.

3. كرم عنترة بن شداد:

لم يكن عنترة بن شداد شجاعاً فحسب، بل كان كريماً أيضاً، ولم يكن يبخل على أحد بماله أو طعامه أو شرابه. ويروى عنه أنه كان يخرج في الليل متنكراً، ويضع الطعام والشراب على أبواب الفقراء والمحتاجين.

ولعل من أشهر قصص كرمه أنه كان يمتلك فرساً أصيلة تُدعى “عبس”، وكان يحبها كثيراً، ولكن جاءه رجل فقير يطلب منه أن يعطيه فرسه، فوافق عنترة على الفور وأعطاه فرسه دون تردد.

وقال عنترة في ذلك: “إني لأكره الفقر، ولكن أحب الكرم، وإني لأحب الكرم، ولكني أكره الشح”.

4. إقدام عنترة بن شداد:

كان عنترة بن شداد من الرجال الذين لا يترددون في الإقدام على أي عمل فيه شرف أو مصلحة، وكان دائماً مستعداً للدفاع عن الحق والعدل، ومحاربة الظلم والعدوان.

ولعل من أشهر قصص إقدامه أنه كان في أحد الأيام في مجلس فيه كثير من الفرسان والشعراء، وكانوا يتحدثون عن شجاعتهم وإقدامهم، فقال عنترة: “أما أنا، فأنا أقدم على أي عمل فيه شرف أو مصلحة، ولا أخشى الموت”.

فاستهزأ الفرسان والشعراء بكلامه، وقالوا له: “أنت رجل أسود، وأنت عبد، كيف تقول أنك تقدم على أي عمل فيه شرف أو مصلحة؟!”. فغضب عنترة وقال: “أنا أسود، ولكني حر، وأنا عبد، ولكني فارس، وأنا أقدم على أي عمل فيه شرف أو مصلحة، ولا أخشى الموت”.

5. وفاء عنترة بن شداد:

كان عنترة بن شداد من الرجال الذين عرفوا بوفائهم الشديد لأصدقائهم وأحبابهم، وكان دائماً مستعداً للتضحية بنفسه من أجلهم.

ولعل من أشهر قصص وفائه أنه كان يحب فتاة تُدعى “عبلة”، وكان مستعداً للقيام بأي شيء من أجلها. وفي أحد الأيام اختطفت عبلة من قبل مجموعة من اللصوص، فذهب عنترة وتتبع اللصوص حتى وجدهم، وقتلهم جميعاً، وأنقذ عبلة.

وقال عنترة في ذلك: “أنا وفي لأصدقائي وأحبابي، وأنا مستعد للتضحية بنفسي من أجلهم، ولن أتخلى عنهم أبداً”.

6. إيثار عنترة بن شداد:

كان عنترة بن شداد من الرجال الذين عرفوا بإيثارهم الشديد للآخرين، وكان دائماً مستعداً للتخلي عن مصالحه الشخصية من أجل مصلحة الآخرين.

ولعل من أشهر قصص إيثاره أنه كان في أحد الأيام في رحلة تجارية، وكان معه الكثير من المال، وفي الطريق تعرض للصوص، فقاتلهم عنترة بشجاعة حتى هزمهم.

ولكن اللصوص كانوا كثيرين، وكانوا على وشك أن يقتلوا عنترة، فقام عنترة بتوزيع المال الذي كان معه على الفقراء والمساكين، حتى لا يترك شيئاً للصوص.

7. فروسية عنترة بن شداد:

كان عنترة بن شداد من الرجال الذين عرفوا بفروسيتهم الشديدة، وكان دائماً مستعداً للدفاع عن الضعفاء والمظلومين، ومحاربة الظالمين والمستبدين.

ولعل من أشهر قصص فروسيته أنه كان في أحد الأيام في مجلس فيه كثير من الفرسان والشعراء، وكانوا يتحدثون عن فروس

أضف تعليق