كيف بكم اذا فسق شبابكم

كيف بكم اذا فسق شبابكم

كيف بكم إذا فسق شبابكم؟

المقدمة:

الشباب هم مستقبل أي أمة، وهم عماد نهضتها وتطورها، فإذا صلح شبابها صلحت الأمة بأكملها، وإذا فسد شبابها فسدت الأمة بأكملها، فحماية الشباب من الفساد هي مسؤولية الجميع، ولا سيما الآباء والأمهات والمربين والمعلمين، فإذا أهملوا هذه المسؤولية، فإنهم سيكونون شركاء في فساد شبابهم.

مظاهر فساد الشباب:

1- الانحراف الأخلاقي: يتمثل في ارتكاب المعاصي والآثام، مثل الزنا واللواط والسرقة والرشوة، والاعتداء على الآخرين، واستهلاك المواد المخدرة، وإدمانها، وتجارتها.

2- الانحراف الفكري: يتمثل في تبني أفكار منحرفة مثل الإلحاد والزندقة، والتمرد على القيم والأخلاق الاجتماعية والدينية، واحتقار التقاليد والعادات، والتشكيك في الثوابت الدينية، والمبالغة في تقديس الحرية الشخصية.

3- الانحراف السلوكي: يتمثل في ارتكاب السلوكيات غير الأخلاقية والمنحرفة، مثل التدخين وشرب الخمر، وإيذاء النفس والآخرين، والهروب من المدرسة والمنزل، والتشرد.

4- الانحراف الاجتماعي: يتمثل في عدم الاندماج في المجتمع، وعدم الالتزام بقواعده وأعرافه، والانعزال عن الآخرين، وعدم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والخدمية، والعدوانية تجاه المجتمع.

5- الانحراف الاقتصادي: يتمثل في ارتكاب الجرائم الاقتصادية، مثل السرقة والنهب والاحتيال والتزوير، والاختلاس، وغسيل الأموال، والتجارة غير القانونية، والتهريب.

6- الانحراف السياسي: يتمثل في الانخراط في الأنشطة السياسية غير القانونية، مثل التظاهرات العنيفة، والتمرد المسلح، والإرهاب، والتخريب، والاغتيالات السياسية، وانقلابات عسكرية.

7- الانحراف البيئي: يتمثل في الإضرار بالبيئة وتلويثها، مثل تلوث الهواء والماء والتربة، وإزالة الغابات، والاتجار بالحياة البرية، والصيد الجائر.

أسباب فساد الشباب:

1- ضعف الوازع الديني: وهو أهم عامل في حماية الشباب من الفساد، فإذا ضعف الوازع الديني لدى الشاب، أصبح أكثر عرضة للانجراف وراء الشهوات والملذات، وأقل مقاومة للإغراءات والضغوط التي تدفعه إلى ارتكاب المعاصي والآثام.

2- التفكك الأسري: وهو من أهم العوامل التي تؤدي إلى فساد الشباب، فإذا تفككت الأسرة، أصبح الشاب فاقدًا للعاطفة والحنان، وأكثر عرضة للشعور بالوحدة والعزلة، ويبحث عن تعويض هذا النقص في الشارع، وقد يجد ضالته في الجماعات المنحرفة.

3- سوء التربية: إذا أهمل الآباء والأمهات تربية أبنائهم، أو إذا كانت تربيتهم خاطئة، فإن ذلك يؤدي إلى فسادهم، فإذا كان الآباء والأمهات متساهلين مع أبنائهم، فإن ذلك قد يؤدي إلى تمردهم عليهم، وإذا كانوا متشددين معهم، فإن ذلك قد يؤدي إلى كبت شخصياتهم.

4- ضعف التعليم: إذا كان التعليم ضعيفًا، فإنه لا يمكن أن يحصن الشباب من الفساد، بل قد يكون عاملاً في إفسادهم، فإذا كان التعليم يركز على التلقين والحفظ، فإنه لا ينمي لدى الشباب مهارات التفكير النقدي والتحليل، ولا يجعلهم قادرين على مواجهة التحديات التي يواجهونها في الحياة.

5- البطالة: إذا كان الشاب عاطلاً عن العمل، فإنه يكون أكثر عرضة للانجراف وراء الفساد، فالبطالة تدفعه إلى الشعور باليأس والإحباط، وقد يدفعه ذلك إلى ارتكاب الجرائم، أو الانضمام إلى الجماعات المنحرفة.

6- الفقر: إذا كان الشاب فقيرًا، فإنه يكون أكثر عرضة للانجراف وراء الفساد، فالفقر يدفعه إلى البحث عن المال بأي طريقة، وقد يدفعه ذلك إلى ارتكاب الجرائم، أو الانضمام إلى الجماعات المنحرفة.

7- وسائل الإعلام: إذا كانت وسائل الإعلام تنشر المحتوى الفاسد، فإن ذلك يؤدي إلى فساد الشباب، فإذا كانت وسائل الإعلام تروج للعنف والجريمة والمخدرات والرذيلة، فإن ذلك يؤثر على عقول الشباب، ويجعلهم أكثر عرضة للانجراف وراء الفساد.

عواقب فساد الشباب:

1- تدمير مستقبل الشباب: الفساد يضيع مستقبل الشباب، ويجعلهم غير قادرين على تحقيق طموحاتهم وأهدافهم في الحياة، ويحولهم إلى عبء على المجتمع.

2- تدمير المجتمع: فساد الشباب يؤدي إلى تدمير المجتمع، فالشباب الفاسدون هم مصدر للإنحراف والجريمة والفساد، وهم يهددون الأمن والاستقرار المجتمعي.

3- تدمير الأمة: فساد الشباب يؤدي إلى تدمير الأمة، فالشباب الفاسدون هم مستقبل الأمة، وإذا فسدوا، فإن الأمة بأكملها ستفسد.

الحلول:

1- تقوية الوازع الديني: يجب على الآباء والأمهات والمربين والمعلمين العمل على تقوية الوازع الديني لدى الشباب، وذلك من خلال تعليمهم تعاليم الدين الإسلامي، وحثهم على الالتزام بها، وإشعارهم بأنهم مسؤولون أمام الله عن أقوالهم وأفعالهم.

2- الحفاظ على الأسرة: يجب على الآباء والأمهات العمل على الحفاظ على الأسرة، وذلك من خلال توفير العاطفة والحنان لأطفالهم، والتواصل معهم، والاستماع إليهم، وحل مشاكلهم، وإشعارهم بأنهم محبوبون ومقدرون.

3- تحسين التربية: يجب على الآباء والأمهات والمربين والمعلمين العمل على تحسين التربية، وذلك من خلال الاعتماد على أساليب التربية الحديثة، والتي تعتمد على الحوار والتفاهم، وتنمية مهارات التفكير النقدي والتحليل لدى الشباب.

4- تحسين التعليم: يجب على الدول العمل على تحسين التعليم، وذلك من خلال تطوير المناهج التعليمية، وتوفير الموارد اللازمة للعملية التعليمية، وتدريب المعلمين، والتركيز على تنمية المهارات اللازمة لحياة الشباب.

5- مكافحة البطالة: يجب على الدول العمل على مكافحة البطالة، وذلك من خلال خلق فرص عمل جديدة، وتوفير التدريب المهني للشباب، وتمكينهم من إطلاق مشاريعهم الخاصة.

6- مكافحة الفقر: يجب على الدول العمل على مكافحة الفقر، وذلك من خلال توفير الدعم المالي للأسر الفقيرة، وتمكينهم من الحصول على فرص عمل، وتوفير الخدمات الأساسية لهم.

7- تنظيف وسائل الإعلام: يجب على الدول العمل على تنظيف وسائل الإعلام، وذلك من خلال سن القوانين التي تحظر نشر المحتوى الفاسد، ومراقبة المحتوى الذي ينشر في وسائل الإعلام، وإلزام وسائل الإعلام بتقديم محتوى إيجابي وبناء.

الخاتمة:

فساد الشباب هو خطر كبير يهدد مستقبل الشباب والأمة، ويجب على الجميع العمل على مواجهته، وذلك من خلال تقوية الوازع الديني، والحفاظ على الأسرة، وتحسين التربية والتعليم، ومكافحة البطالة والفقر، وتنظيف وسائل الإعلام.

أضف تعليق