كيف فرض الصيام

كيف فرض الصيام

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو أحد أفضل العبادات وأعظمها أجرًا، وهو فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر، وهو أحد الواجبات التي فرضها الله تعالى على عباده المؤمنين، وذلك بهدف تطهير النفس وتهذيبها، وتربيتها على الصبر والتقوى، وتقويتها على مواجهة الشدائد، وهو عبادة خاصة بالله تعالى، لا يجوز أن يوجه إلى غيره، ولا ينفع الصيام إلا إذا كان لله تعالى خالصًا.

الحكمة من فرض الصيام

1. تطهير النفس وتهذيبها: الصيام من أعظم العبادات التي تساعد على تطهير النفس من الذنوب والمعاصي، وتهذيبها من الأخلاق السيئة، وتنمية الأخلاق الفاضلة، وهو فرصة للتوبة والرجوع إلى الله تعالى.

2. اكتساب التقوى: الصيام يساعد على اكتساب التقوى، وذلك من خلال الامتناع عن شهوات النفس وملذاتها، والسيطرة عليها، والتقوى هي أحد أهم أركان الإيمان، وهي صفة المتقين الذين يتقون الله تعالى ويخافون عقابه.

3. تقوية الإرادة: الصيام يساعد على تقوية الإرادة، وذلك من خلال الامتناع عن الطعام والشراب والشهوات الأخرى، وهذا يساعد على تقوية العزيمة والصبر والمثابرة، وهي صفات مهمة جدًا في الحياة.

فضل الصيام

1. الصيام يكفر الذنوب: الصيام من أعظم العبادات التي تكفر الذنوب، وترفع الدرجات، وقد ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.

2. الصيام يرفع الدرجات: الصيام من العبادات التي يرفع الله بها درجات عباده، وقد ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: يا رب، منعته الطعام والشراب بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان”.

3. الصيام أحد أبواب الجنة: الصيام من العبادات التي تؤدي إلى الجنة، وقد ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “الصيام جنة من النار”، والجنة هي غاية المؤمنين، وهي دار النعيم المقيم.

شروط وجوب الصيام

1. الإسلام: يشترط للإلزام بالصيام أن يكون المسلم، فلا يجب الصيام على الكافر.

2. البلوغ: يشترط للإلزام بالصيام أن يكون المسلم بالغًا، فلا يجب الصيام على الصبي قبل احتلامه.

3. العقل: يشترط للإلزام بالصيام أن يكون المسلم عاقلًا، فلا يجب الصيام على المجنون.

4. القدرة: يشترط للإلزام بالصيام أن يكون المسلم قادرًا، فلا يجب الصيام على المريض الذي لا يستطيع الصيام، ولا يجب الصيام على المسافر الذي لا يستطيع الصيام.

أسباب وجوب الصيام

1. أمر الله تعالى: أول سبب لوجوب الصيام هو أمر الله تعالى، فقد فرض الله تعالى على عباده الصيام، وذلك في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.

2. سنة الرسول صلى الله عليه وسلم: ثاني سبب لوجوب الصيام هو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد صام الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمر أصحابه بالصيام، وأخبرهم أن الصيام واجب عليهم، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: “الصيام فريضة”.

3. إجماع المسلمين: ثالث سبب لوجوب الصيام هو إجماع المسلمين، فقد أجمع المسلمون على وجوب الصيام، وهذا الإجماع حجة شرعية ملزمة لجميع المسلمين.

سنن الصيام

1. السحور: السحور هو وجبة الطعام التي يتناولها المسلم قبل الفجر، وهو سنة مؤكدة في الصيام، وقد ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “تسحروا، فإن في السحور بركة”.

2. الإفطار: الإفطار هو وجبة الطعام التي يتناولها المسلم بعد غروب الشمس، وهو سنة مؤكدة في الصيام، وقد ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا غربت الشمس أفطر الصائم”.

3. الدعاء: الدعاء سنة مؤكدة في الصيام، وقد ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “الدعاء عند الفطر لا يرد”.

فرائض الصيام

1. النية: النية هي عقد القلب على فعل عبادة الصيام، وهي ركن من أركان الصيام، فلا يصح الصيام بدون نية، ويشترط أن تكون النية صحيحة، فلا يصح الصيام بنية غير صحيحة، مثل النية بصيام الكفارة أو النذر.

2. الامتناع عن الطعام والشراب والجماع: الامتناع عن الطعام والشراب والجماع هو ركن من أركان الصيام، فلا يصح الصيام إلا بالامتناع عن هذه الأمور، ويشترط أن يكون الامتناع كاملاً، فلا يصح الصيام إذا تناول المسلم طعامًا أو شرابًا أو جامع.

3. ستر العورة: ستر العورة هو ركن من أركان الصيام، فلا يصح الصيام إلا إذا ستر المسلم عورته، ويشترط أن يكون الستر كاملاً، فلا يصح الصيام إذا كشف المسلم عورته.

الخاتمة

الصيام عبادة عظيمة فرضها الله تعالى على عباده المؤمنين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فرصة عظيمة لتطهير النفس وتهذيبها، وتربيتها على الصبر والتقوى، وهو عبادة خاصة بالله تعالى، لا يجوز أن يوجه إلى غيره، ولا ينفع الصيام إلا إذا كان لله تعالى خالصًا، ويجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر أن يصوم شهر رمضان، ويتجنب المفطرات، ويترتب على الصيام الكثير من الفضائل والأجر والثواب عند الله تعالى.

أضف تعليق