كيف نعرف أهل الحق في زمن كثرت فيه الفتن

كيف نعرف أهل الحق في زمن كثرت فيه الفتن

كيف نعرف أهل الحق في زمن كثرت فيه الفتن

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،

فإن مما ابتلي به المسلمون في هذا الزمن كثرة الفتن والاختلافات، حتى أصبح من الصعب معرفة أهل الحق من أهل الباطل. ولذلك، فقد كثرت الأسئلة عن كيفية معرفة أهل الحق في زمن كثرت فيه الفتن.

أولاً: الرجوع إلى الكتاب والسنة:

إن أول وأهم خطوة لمعرفة أهل الحق هي الرجوع إلى الكتاب والسنة. وذلك لأن الكتاب والسنة هما المصدران الرئيسيان للتشريع في الإسلام. وكل ما جاء فيهما فهو حق، وكل ما خالفهما فهو باطل.

1. التمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية:

قال تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه”.

2. فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة:

قال الإمام الشافعي رحمه الله: “لا ينبغي لأحد أن يفتي أو يتكلم في أمر الدين حتى يعلم الناسخ من المنسوخ، والعام من الخاص، والمطلق من المقيد، والمحكم من المتشابه، ثم يعلم الناسخ من المنسوخ، والعام من الخاص، والمطلق من المقيد، والمحكم من المتشابه، ثم يحفظ الأقوال في ذلك عن أهل العلم قبله”.

وقال الحافظ ابن تيمية رحمه الله: “إن من لازم الفهم الصحيح للكتاب والسنة، فهم سلف الأمة الصالح، فهم الذين فهموا الكتاب والسنة على وجهها الصحيح، وكانوا يعملون بهما، ويتعبدون بهما، ويدعون الناس إلى العمل بهما”.

3. الحذر من اتباع الهوى والشهوات:

قال تعالى: ﴿فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الشعراء: 21].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اتبع هواه أضله الله”.

ثانيًا: النظر في سيرة أهل الحق:

إن من أهم الأمور التي يجب النظر فيها لمعرفة أهل الحق هي سيرة هؤلاء الأشخاص. وذلك لأن السيرة هي المرآة التي تعكس حقيقة الإنسان. فإذا كانت سيرة الشخص صالحة، فهو أهل للحق. وإذا كانت سيرة الشخص فاسدة، فهو أهل للباطل.

1. النظر في أعمالهم وأخلاقهم:

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحجرات: 15].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

2. النظر في عبادتهم ومعاملاتهم:

قال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [البقرة: 43].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدين المعاملة”.

3. النظر في دعوتهم وأتباعهم:

قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: 33].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدال على الخير كفاعله”.

ثالثًا: النظر في مواقفهم من أهل الباطل:

إن من أهم الأمور التي يجب النظر فيها لمعرفة أهل الحق هي مواقف هؤلاء الأشخاص من أهل الباطل. وذلك لأن أهل الحق هم الذين يبينون الحق ويكشفون الباطل. وهم الذين ينكرون على أهل الباطل ويحذرون الناس منهم.

1. مواقفهم من أهل الباطل:

قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 76].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف”.

2. تحذيرهم من أهل الباطل:

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [التوبة: 34].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم وأصحاب البدع، فإنهم شر خلق الله”.

3. دعوتهم إلى الحق ونهيهم عن الباطل:

قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [النحل: 125].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”.

رابعًا: النظر في مدى صبرهم على الفتن:

إن من أهم الأمور التي يجب النظر فيها لمعرفة أهل الحق هي مدى صبر هؤلاء الأشخاص على الفتن. وذلك لأن أهل الحق هم الذين يصبرون على الفتن ولا يضلون عنها. وهم الذين يتمسكون بالحق ولا يتحولون عنه.

1. صبرهم على الفتن:

قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: 155-156].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصبر نصف الإيمان”.

2. عدم ضلالهم عن الحق:

قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *