لا تسالوا عن اشياء ان تبدى

لا تسالوا عن اشياء ان تبدى

لا تسألوا عن أشياء إن تبدَ لكُم تسؤُكم

المقدمة:

في خضم الحياة اليومية، قد نواجه مواقف وأسئلة يفضل ألا نستفسر عنها تفصيليًا، لأن معرفة إجاباتها قد تسبب لنا الألم أو الحزن أو القلق. ومن هنا جاءت الحكمة العربية القديمة “لا تسألوا عن أشياء إن تبدَ لكُم تسؤُكم”. في هذا المقال، سنتعمق في هذه الحكمة، ونستكشف الأسباب التي تدفعنا إلى تجنب طرح أسئلة معينة، ونناقش العواقب المحتملة لمعرفة إجابات هذه الأسئلة.

1. الحماية الذاتية:

أحد الأسباب الرئيسية لتجنب طرح أسئلة معينة هو حماية الذات من الألم والمعاناة. عندما نسأل عن أمور قد تكون صعبة أو مؤلمة، فإننا نفتح الباب أمام احتمالية تلقي إجابات غير سارة أو صادمة. وهذا يمكن أن يسبب لنا الشعور بالألم أو الحزن أو القلق. على سبيل المثال، قد يتجنب الشخص المصاب بمرض مزمن طرح أسئلة عن توقعاته المستقبلية، خوفًا من تلقي إجابة سلبية.

2. الحفاظ على التوازن النفسي:

من الأسباب الأخرى لتجنب طرح أسئلة معينة هو الحفاظ على التوازن النفسي. عندما نواجه مواقف صعبة أو مؤلمة، فإننا نحاول غالبًا حماية أنفسنا من خلال تجنب التفكير فيها أو الحديث عنها. طرح أسئلة حول هذه المواقف قد يفتح الباب أمام مشاعر سلبية مكبوتة، مما قد يزعزع توازننا النفسي. على سبيل المثال، قد يتجنب الشخص الذي فقد أحد أحبائه طرح أسئلة عن ظروف الوفاة أو أسبابها، خوفًا من إثارة مشاعر الحزن والألم.

3. الخوف من المجهول:

الخوف من المجهول هو سبب آخر يدفعنا إلى تجنب طرح أسئلة معينة. عندما لا نعرف ما الذي يخبئه المستقبل، فإننا نشعر بالقلق وعدم اليقين. طرح أسئلة حول المجهول قد يزيد من هذا القلق ويجعلنا أكثر خوفًا. على سبيل المثال، قد يتجنب الشخص الذي يواجه مشاكل مالية طرح أسئلة عن مستقبله المالي، خوفًا من تلقي إجابة سلبية أو صادمة.

4. حماية الآخرين:

في بعض الأحيان، نتجنب طرح أسئلة معينة لحماية الآخرين من الألم أو الحزن. قد يكون لدينا معلومات حساسة أو مؤلمة عن شخص ما، ونخشى أن يؤثر الإفصاح عنها سلبًا على مشاعره أو علاقته بنا. على سبيل المثال، قد يتجنب الشخص الذي يعرف سرًا عن صديقه طرح أسئلة حول هذا السر، خوفًا من إحراج صديقه أو إيذائه.

5. احترام الخصوصية:

من الأسباب المهمة لتجنب طرح أسئلة معينة هو احترام خصوصية الآخرين. قد تكون هناك أمور شخصية أو سرية لا يرغب الآخرون في مشاركتها معنا. طرح أسئلة حول هذه الأمور قد يُعتبر انتهاكًا لخصوصيتهم ويسبب لهم الشعور بعدم الارتياح. على سبيل المثال، قد يتجنب الشخص طرح أسئلة عن الوضع المالي أو الديني لشخص آخر، احترامًا لخصوصيته وحقه في الحفاظ على أسراره.

6. الحفاظ على العلاقات الاجتماعية:

في بعض الأحيان، نتجنب طرح أسئلة معينة للحفاظ على العلاقات الاجتماعية الإيجابية. قد تكون هناك مواقف أو أسئلة قد تسبب الخلاف أو سوء التفاهم بين الأشخاص. تجنب طرح هذه الأسئلة يساعد على الحفاظ على الانسجام والتناغم في العلاقات الاجتماعية. على سبيل المثال، قد يتجنب الشخص طرح أسئلة حول آراء سياسية أو دينية مختلفة عن آرائه، خوفًا من إثارة جدال أو نزاع.

7. تجنب الإحراج:

أحد الأسباب الشائعة لتجنب طرح أسئلة معينة هو تجنب الإحراج. قد تكون هناك أسئلة قد نخشى طرحها لأننا نشعر أنها غبية أو ساذجة أو غير مناسبة. طرح هذه الأسئلة قد يسبب لنا الشعور بالخجل أو الإحراج أمام الآخرين. على سبيل المثال، قد يتجنب الشخص طرح سؤال عن معنى كلمة معينة، خوفًا من أن تبدو هذه الكلمة واضحة للآخرين وأنه الوحيد الذي لا يعرف معناها.

الخاتمة:

في الختام، فإن الحكمة العربية القديمة “لا تسألوا عن أشياء إن تبدَ لكُم تسؤُكم” تحمل معاني عميقة ودروسًا قيمة في الحياة. إن تجنب طرح أسئلة معينة قد يكون ضروريًا في بعض الأحيان لحماية الذات أو الآخرين أو الحفاظ على التوازن النفسي أو العلاقات الاجتماعية الإيجابية. ومع ذلك، من المهم أيضًا أن نعي أن هناك أسئلة يجب طرحها ومناقشتها من أجل حل المشاكل والتغلب على التحديات والنمو الشخصي. ولذا، علينا أن نميز بين الأسئلة التي من الأفضل تجنبها والأسئلة التي من الضروري طرحها من أجل فهم حياتنا وإيجاد السعادة والرضا فيها.

أضف تعليق