مقدمة: “لبيك اللهم وإن لم أكن بين الحجيج ملبيا”
إنّ شعيرة الحج من أعظم العبادات الإسلامية التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين القادرين، وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”. ولأن الحج عبادة جماعية، فإنّ من لم يتمكن من أداء مناسك الحج بنفسه، فلا يزال بإمكانه أن يشارك في هذه العبادة الفريدة من نوعها بطريقة أخرى، وهي تلبية نداء الله سبحانه وتعالى بالحج، حتى وإن لم يكن بين الحجيج ملبيا.
1. تلبية نداء الله بالحج:
إنّ تلبية نداء الله سبحانه وتعالى بالحج هي استجابة لأمره تعالى، وهي دليل على إيمان المسلم ويقينه بأنّ الحج فريضة واجبة على كل مسلم قادر. وللتلبية صيغة معينة، وهي: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.
2. فضل تلبية نداء الله بالحج:
تتعدد فضائل تلبية نداء الله سبحانه وتعالى بالحج، ومنها:
– أنها سبب في مغفرة الذنوب، فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من لبي بالحج غفر له ما بينه وبين الحجة التي قبله”.
– أنها سبب في زيادة الحسنات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من لبى بالحج كتب الله له عشر حسنات”.
– أنها سبب في رفع الدرجات، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من لبى بالحج رفع الله به درجته”.
3. شروط تلبية نداء الله بالحج:
يشترط لتلبية نداء الله سبحانه وتعالى بالحج توفر عدة شروط، وهي:
– الإسلام، فلا تجوز تلبية غير المسلم للحج.
– البلوغ، فلا تجوز تلبية الطفل غير البالغ للحج.
– العقل، فلا تجوز تلبية المجنون أو المعتوه للحج.
– القدرة على أداء مناسك الحج، فلا تجوز تلبية من لا يستطيع أداء مناسك الحج بسبب المرض أو العجز أو عدم القدرة على تحمل مشاق السفر.
4. كيفية تلبية نداء الله بالحج:
تتم تلبية نداء الله سبحانه وتعالى بالحج من خلال قول صيغة التلبية بصوت جهوري، ويستحب للمسلم أن يرفع يديه عند التلبية وأن يكررها ثلاث مرات أو أكثر. ويمكن للمسلم أن يلبي بالحج في أي وقت ومكان، ولكن يفضل أن يلبي عند الإحرام للحج أو العمرة.
5. آداب تلبية نداء الله بالحج:
هناك جملة من الآداب التي ينبغي على المسلم مراعاتها عند تلبية نداء الله سبحانه وتعالى بالحج، ومنها:
– أن يكون المسلم متواضعا خاشعا منكسرا عند التلبية.
– أن يكون المسلم متطهرا عند التلبية.
– أن يكون المسلم مستقبل القبلة عند التلبية.
– أن يتجنب المسلم اللغو والعبث أثناء التلبية.
6. ثواب تلبية نداء الله بالحج:
يُعد تلبية نداء الله سبحانه وتعالى بالحج من الأعمال الصالحة التي لها ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من لبي بالحج كتب الله له عشر حسنات وعشر سيئات محوت عنه”.
7. دعاء تلبية نداء الله بالحج:
يدعو المسلم الله سبحانه وتعالى عند تلبية نداء الحج بأن يتقبل منه حجه وأن ييسر له أداء مناسكه وأن يغفر له ذنوبه وأن يرفع درجاته. ومن الأدعية المأثورة عند تلبية نداء الحج:
– “اللهم لبيك، اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.
– “اللهم تقبل مني حجي، ويسر لي أداء مناسكي، واغفر لي ذنوبي، وارفع درجاتي”.
– “اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، أتيتك داعيا لك مجيبا،أسألك باسمك الذي سميت به نفسك، وباسمك الذي تسميت به عبادك، وباسمك الذي لا يعلمه أحد غيرك، أن تجعل حجي هذا مبرورا وسعيا مشكورا”.
خاتمة:
تلبية نداء الله سبحانه وتعالى بالحج من الأعمال الصالحة التي لها ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وهي دليل على إيمان المسلم ويقينه بأنّ الحج فريضة واجبة على كل مسلم قادر. ويمكن للمسلم أن يلبي بالحج في أي وقت ومكان، ولكن يفضل أن يلبي عند الإحرام للحج أو العمرة. ويشترط لتلبية نداء الله سبحانه وتعالى بالحج توفر عدة شروط، كما أن هناك جملة من الآداب التي ينبغي على المسلم مراعاتها عند تلبية نداء الله سبحانه وتعالى بالحج.