ليلة القدر هل هي ثابتة ام متغيرة

ليلة القدر هل هي ثابتة ام متغيرة

ليلة القدر: هل هي ثابتة أم متغيرة؟

مقدمة:

ليلة القدر هي ليلة مباركة ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، وهي ليلة عظيمة القدر والشأن، وهي خير من ألف شهر، وهي ليلة ينزل فيها الملائكة والروح، وتتنزل فيها البركات والرحمات، وتستجاب فيها الدعوات. وقد اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، هل هي ثابتة أم متغيرة؟ وقد وردت في ذلك أقوال كثيرة، وفي هذا المقال سنتناول هذا الموضوع بالتفصيل.

أقوال العلماء في تحديد ليلة القدر:

اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، هل هي ثابتة أم متغيرة؟ وقد وردت في ذلك أقوال كثيرة، منها:

1. القول الأول: ذهب بعض العلماء إلى أن ليلة القدر ثابتة، وهي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، واستدلوا على ذلك بما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “ليلة القدر ليلة سبع وعشرين”.

2. القول الثاني: ذهب بعض العلماء إلى أن ليلة القدر متغيرة، وأنها تختلف من سنة إلى أخرى، واستدلوا على ذلك بما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر من رمضان، فلتحرصوا عليها”.

3. القول الثالث: ذهب بعض العلماء إلى أن ليلة القدر تكون في إحدى الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، وأنها لا تكون ليلة محددة، واستدلوا على ذلك بما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان”.

أدلة القائلين بثبات ليلة القدر:

استدل القائلون بثبات ليلة القدر بعدد من الأدلة، منها:

1. الأدلة القرآنية: قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، وقد ورد في هذه الآية أن ليلة القدر خير من ألف شهر، وهذا يدل على أنها ليلة عظيمة القدر والشأن، وهي ليلة تنزل فيها الملائكة والروح، وهي ليلة سلام، وهذا يدل على أنها ليلة مباركة.

2. الأدلة النبوية: ورد في السنة النبوية عدد من الأحاديث التي تدل على أن ليلة القدر ثابتة، منها ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “ليلة القدر ليلة سبع وعشرين”.

أدلة القائلين بتغير ليلة القدر:

استدل القائلون بتغير ليلة القدر بعدد من الأدلة، منها:

1. الأدلة القرآنية: قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، وقد ورد في هذه الآية أن الله تعالى أنزل القرآن في ليلة مباركة، ولم يحدد هذه الليلة، وهذا يدل على أنها ليلة متغيرة.

2. الأدلة النبوية: ورد في السنة النبوية عدد من الأحاديث التي تدل على أن ليلة القدر متغيرة، منها ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر من رمضان، فلتحرصوا عليها”.

أدلة القائلين بأن ليلة القدر في إحدى الليالي العشر الأواخر من رمضان:

استدل القائلون بأن ليلة القدر في إحدى الليالي العشر الأواخر من رمضان بعدد من الأدلة، منها:

1. الأدلة القرآنية: قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، وقد ورد في هذه الآية أن ليلة القدر خير من ألف شهر، وهذا يدل على أنها ليلة عظيمة القدر والشأن، وهي ليلة تنزل فيها الملائكة والروح، وهي ليلة سلام، وهذا يدل على أنها ليلة مباركة.

2. الأدلة النبوية: ورد في السنة النبوية عدد من الأحاديث التي تدل على أن ليلة القدر في إحدى الليالي العشر الأواخر من رمضان، منها ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان”.

الراجح في مسألة تحديد ليلة القدر:

الراجح في مسألة تحديد ليلة القدر هو القول بأنها متغيرة، وأنها تنتقل في العشر الأواخر من رمضان، ففي هذه الليالي العشر يكون المسلم أكثر حرصًا على العبادة والتقرب إلى الله تعالى، ويكون أكثر استعدادًا لنيل الأجر والثواب من الله تعالى.

الأعمال المستحبة في ليلة القدر:

هناك عدد من الأعمال المستحبة التي ينبغي للمسلم أن يقوم بها في ليلة القدر، منها:

1. قيام الليل: ينبغي للمسلم أن يقوم الليل في ليلة القدر، ويصلي لله تعالى، ويدعوه ويسأله من فضله ورحمته.

2. الدعاء: ينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى في ليلة القدر، ويسأله من فضله ورحمته، ويطلب منه المغفرة والرحمة.

3. تلاوة القرآن: ينبغي للمسلم أن يتلو القرآن الكريم في ليلة القدر، ويتدبر في معانيه، ويستفيد من حكمه وعظاته.

فضل ليلة القدر:

ليلة القدر هي ليلة عظيمة القدر والشأن، وهي خير من ألف شهر، وهي ليلة تنزل فيها الملائكة والروح، وهي ليلة سلام، وهذا يدل على أنها ليلة مباركة. وفي هذه الليلة يستجاب الدعاء، وتتنزل البركات والرحمات، ويغفر الله تعالى الذنوب، ويكتب الأقدار.

خاتمة:

ليلة القدر هي ليلة عظيمة القدر والشأن، وهي خير من ألف شهر، وهي ليلة تنزل فيها الملائكة والروح، وهي ليلة سلام. وقد اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، هل هي ثابتة أم متغيرة؟ والراجح في هذه المسألة هو القول بأنها متغيرة، وأنها تنتقل في العشر الأواخر من رمضان. وهناك عدد من الأعمال المستحبة التي ينبغي للمسلم أن يقوم بها في ليلة القدر، منها قيام الليل والدعاء وتلاوة القرآن. وليلة القدر فضل عظيم، فهي ليلة يستجاب فيها الدعاء، وتتنزل فيها البركات والرحمات، ويغفر الله تعالى الذنوب، ويكتب الأقدار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *