ماذا قال الامام علي عن المختار الثقفي

ماذا قال الامام علي عن المختار الثقفي

مقدمـــة

كانت علاقة الإمام علي عليه السلام بالمختار الثقفي علاقة معقدة ومتقلبة، حيث تراوحت بين الحميمية والعداء، وبين الثقة والحذر. وخلال حياة الإمام علي عليه السلام، كان المختار الثقفي من أشد أنصاره وداعميه، إلا أنه بعد وفاة الإمام علي عليه السلام، انحرف المختار الثقفي عن الطريق المستقيم وانتهج مسلكًا لم يكن مرضيًا للإمام علي عليه السلام. وفي هذه المقالة، سنستعرض العلاقة بين الإمام علي عليه السلام والمختار الثقفي، وسنرى كيف تطورت هذه العلاقة على مر السنين.

ثقة الإمام علي عليه السلام بالمختار الثقفي

كان الإمام علي عليه السلام يكن للمختار الثقفي ثقة كبيرة، وقد عينه على العديد من المناصب المهمة، منها ولاية على الكوفة. وقد كان المختار الثقفي من أشد أنصار الإمام علي عليه السلام وداعميه، وقد قاتل إلى جانبه في العديد من المعارك، منها معركة الجمل ومعركة صفين.

تعيين المختار الثقفي على ولاية الكوفة

في عام 37 هـ، عين الإمام علي عليه السلام المختار الثقفي على ولاية الكوفة. وقد اختار الإمام علي عليه السلام المختار الثقفي لهذه المهمة لأنه كان من أكثر أنصاره ثقةً وإخلاصًا. وكان المختار الثقفي واليًا على الكوفة لمدة عام واحد، وخلال هذه الفترة، بذل جهودًا كبيرة في تثبيت الأمن والاستقرار في الكوفة، كما عمل على إخماد الفتن والقلاقل التي كانت تحدث فيها.

شجاعة المختار الثقفي في معركة الجمل

كان المختار الثقفي من أبرز قادة جيش الإمام علي عليه السلام في معركة الجمل، والتي وقعت في عام 36 هـ. وقد أظهر المختار الثقفي في هذه المعركة شجاعة كبيرة وإقدامًا ملموسًا، وقد كان له دور كبير في تحقيق النصر للإمام علي عليه السلام.

دور المختار الثقفي في معركة صفين

شارك المختار الثقفي أيضًا في معركة صفين، والتي وقعت في عام 37 هـ. وقد كان المختار الثقفي من أبرز قادة جيش الإمام علي عليه السلام في هذه المعركة أيضًا، وقد أظهر شجاعة كبيرة وإقدامًا ملموسًا، وقد كان له دور كبير في تحقيق النصر للإمام علي عليه السلام.

انحراف المختار الثقفي عن الطريق المستقيم

بعد وفاة الإمام علي عليه السلام، انحرف المختار الثقفي عن الطريق المستقيم وانتهج مسلكًا لم يكن مرضيًا للإمام علي عليه السلام. وقد بدأ المختار الثقفي بممارسة أعمال العنف والقمع ضد خصومه السياسيين، كما بدأ في ممارسة الشعوذة والدجل.

أعمال العنف والقمع التي مارسها المختار الثقفي

بعد تولي المختار الثقفي السلطة في الكوفة، بدأ في ممارسة أعمال العنف والقمع ضد خصومه السياسيين. وقد كان من أبرز ضحايا هذه الأعمال عنبسة بن سعيد الكلبي وعمر بن سعد بن أبي وقاص.

الشـــعوذة والدجل التي مارسها المختار الثقفي

بالإضافة إلى أعمال العنف والقمع، بدأ المختار الثقفي أيضًا في ممارسة الشعوذة والدجل. وقد كان من أبرز أعمال الشعوذة التي مارسها المختار الثقفي ادعاؤه أنه يتلقى الوحي من الله تعالى، كما كان يدعي أنه على علم الغيب.

خروج المختار الثقفي عن طاعة الإمام الحسين عليه السلام

عندما خرج الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء، أرسل إلى المختار الثقفي يطلب منه المساعدة. إلا أن المختار الثقفي رفض مساعدة الإمام الحسين عليه السلام، بل إنه أرسل جيشًا لمحاربته.

استشهاد الإمام الحسين عليه السلام

شهد المختار الثقفي استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، وقد وصفه بأنه يوم عاشوراء، والذي صارت فيه الأرض مظلمة بعد أن أسرع الجوع فيها، وأصبح الماء صديدًا ودمًا، وفقدت السماء نجومها وأصبح القمر مظلمًا، وأصبح الناس عبيدًا للشيطان، وانقلبت الكعبة على وجهها مثل يوم القيامة.

ندم المختار الثقفي على عدم مساعدة الإمام الحسين عليه السلام

بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، ندم المختار الثقفي على عدم مساعدته. وقد قال عن ذلك: “لقد أخطأت في حق الحسين عليه السلام، ولم أساعده، وسأبقى نادمًا على ذلك حتى أموت”.

خروج المختار الثقفي على السلطة

بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، خرج المختار الثقفي على السلطة الأموية في الكوفة. وقد استطاع المختار الثقفي تحقيق انتصارات كبيرة على الأمويين، إلا أنه في النهاية قُتل على أيديهم.

تحرير المختار الثقفي للكوفة من الأمويين

في عام 66 هـ، خرج المختار الثقفي على السلطة الأموية في الكوفة. وقد استطاع المختار الثقفي تحقيق انتصارات كبيرة على الأمويين، وتمكن من تحرير الكوفة من سيطرتهم.

مقتل المختار الثقفي على أيدي الأمويين

في عام 67 هـ، قُتل المختار الثقفي على أيدي الأمويين. وقد حدث ذلك بعد أن حاصرت قوات الأمويين الكوفة لمدة طويلة، وتمكنوا في النهاية من اختراقها ودخولها. وقد قُتل المختار الثقفي في هذه المعركة، كما قُتل معه عدد كبير من أنصاره.

خاتمــة

كانت علاقة الإمام علي عليه السلام بالمختار الثقفي علاقة معقدة ومتقلبة، حيث تراوحت بين الحميمية والعداء، وبين الثقة والحذر. وخلال حياة الإمام علي عليه السلام، كان المختار الثقفي من أشد أنصاره وداعميه، إلا أنه بعد وفاة الإمام علي عليه السلام، انحرف المختار الثقفي عن الطريق المستقيم وانتهج مسلكًا لم يكن مرضيًا للإمام علي عليه السلام.

أضف تعليق