ما حكم المرتد عن الاسلام

ما حكم المرتد عن الاسلام

المرتد عن الإسلام: حكمه وأسبابه وعقوبته

مقدمة:

الردة عن الإسلام هي ترك الإسلام بشكل علني وواضح بعد اعتناقه، وقد عُدَّت الردة في الشريعة الإسلامية من أكبر الكبائر، بل من أخطرها لما فيه من إنكار للحق الواضح وإبطال لدعوة الرسل أجمعين، وقد نص العلماء على أن المرتد يستتاب فإن رجع وإلا قتل.

أسباب الردة عن الإسلام:

هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الشخص إلى الارتداد عن الإسلام، ومنها:

الجهل بحقيقة الإسلام: قد يرتد البعض عن الإسلام بسبب الجهل بحقيقته، وعدم معرفة أصوله وفروعه، وقد يكون هذا الجهل ناتجًا عن قصور في التربية الدينية، أو عن تأثر الشخص بالثقافة الغربية، أو عن وجود شبهات وشكوك في ذهنه لم يجد لها إجابات شافية.

التأثر بالثقافة الأخرى: قد يرتد البعض عن الإسلام بسبب تأثره بالثقافات الأخرى، خاصة في الدول الغربية، حيث يرى أن الإسلام لا يتوافق مع نمط الحياة الغربي، وأن اتباعه يجعله غريبًا عن المجتمع الذي يعيش فيه.

الاضطهاد والظلم: قد يرتد البعض عن الإسلام بسبب تعرضه للاضطهاد والظلم من قبل بعض المسلمين، مما قد يجعله ينفر من الإسلام ويرى أنه دين لا يدعو إلى العدل والمساواة، بل إلى الظلم والقهر.

عقوبة الردة عن الإسلام:

اختلف العلماء في عقوبة المرتد عن الإسلام، فذهب جمهورهم إلى أن عقوبته القتل، واستدلوا على ذلك بالأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في ذلك، ومنها حديث: “من بدل دينه فاقتلوه”، وحديث: “لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: كفر بعد إيمان، أو زنا بعد إحصان، أو قتل نفس بغير نفس”.

وذهب بعض العلماء إلى أن عقوبة المرتد عن الإسلام هي الحبس، أو الجلد، أو النفي، واستدلوا على ذلك بأن القتل عقوبة شديدة، وأنها لا تُنفذ إلا في حالة الإصرار على الردة وعدم التوبة منها.

آثار الردة عن الإسلام:

للردة عن الإسلام آثار عديدة، منها:

الخلود في النار: قال الله تعالى: “ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون”.

سقوط جميع الأحكام الشرعية عن المرتد: فلا يقبل له صيام ولا صلاة ولا حج ولا عمرة ولا زكاة ولا أي عبادة أخرى، ولا يصح منه الزواج من مسلمة، ولا يرث من المسلمين ولا يرثونه، ولا يجوز دفنه في مقابر المسلمين.

جواز قتل المرتد: قال تعالى: “وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من بدل دينه فاقتلوه”.

كيفية التعامل مع المرتد عن الإسلام:

ينبغي على المسلم أن يتعامل مع المرتد عن الإسلام بالرفق واللين، وأن يحاول إقناعه بالرجوع إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا أصر على ردته ورفض التوبة منها، فإن الواجب على المسلم أن يبلغ عنه السلطات المختصة، والتي لها الحق في تنفيذ العقوبة عليه وفقًا للقانون.

الخلاصة:

الردة عن الإسلام من أكبر الكبائر، وهي تستوجب العقوبة في الدنيا والآخرة، وينبغي على المسلم أن يتعامل مع المرتد عن الإسلام بالرفق واللين، وأن يحاول إقناعه بالرجوع إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا أصر على ردته ورفض التوبة منها، فإن الواجب على المسلم أن يبلغ عنه السلطات المختصة، والتي لها الحق في تنفيذ العقوبة عليه وفقًا للقانون.

أضف تعليق