عقوبة المرتد عن الإسلام

عقوبة المرتد عن الإسلام

العقوبة على الردة عن الإسلام

مقدمة

الردة هي الخروج عن الإسلام بعد الدخول فيه، وهي كبيرة من أكبر الكبائر، وقد توعد الله ومن اعتنق الإسلام ثم ارتد عنه بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة، وقد اختلف العلماء في عقوبة المرتد عن الإسلام، فمنهم من قال بالقتل، ومنهم من قال بالسجن المؤبد، ومنهم من قال بتعزيره، وسنناقش في هذا المقال عقوبة المرتد عن الإسلام بالتفصيل.

أولاً: تعريف الردة

الردة هي الخروج عن الإسلام بعد الدخول فيه، وهي نوعان:

الردة الصريحة: وهي أن يعلن الشخص صراحة خروجه عن الإسلام، مثل أن يقول “أنا لست مسلماً” أو “أنا كافر”.

الردة الضمنية: وهي أن يفعل الشخص أفعالاً تدل على خروجه عن الإسلام، مثل أن يسجد لصنم أو أن يعبد وثناً.

ثانياً: حكم الردة

الردة كبيرة من أكبر الكبائر، وقد توعد الله ومن اعتنق الإسلام ثم ارتد عنه بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة: 217).

ثالثاً: عقوبة المرتد

اختلف العلماء في عقوبة المرتد عن الإسلام، فمنهم من قال بالقتل، ومنهم من قال بالسجن المؤبد، ومنهم من قال بتعزيره.

1. القتل

جمهور العلماء يرون أن عقوبة المرتد هي القتل، واستدلوا بذلك على عدة أحاديث، منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من بدل دينه فاقتلوه” (رواه البخاري ومسلم).

2. السجن المؤبد

يذهب بعض العلماء إلى أن عقوبة المرتد هي السجن المؤبد، واستدلوا بذلك على عدة أحاديث، منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من ارتد عن الإسلام فلا تقتلوه، إلا أن يقاتلكم أو يسب الله ورسوله” (رواه أحمد والترمذي).

3. التعزير

ذهب بعض العلماء إلى أن عقوبة المرتد هي التعزير، أي عقوبة غير محددة، وترك مقدارها لاجتهاد الحاكم، واستدلوا بذلك على عدة أحاديث، منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من ارتد عن الإسلام فلا تقتلوه، إلا أن يقاتلكم أو يسب الله ورسوله” (رواه أحمد والترمذي).

رابعاً: شروط قبول توبة المرتد

إذا تاب المرتد عن ردته، فإن توبته تقبل منه، ويرجع إلى الإسلام، ويسقط عنه حكم الردة، ولكن اشترط العلماء للتوبة شروطاً، منها:

أن تكون التوبة نصوحاً، أي أن تكون خالصة لله تعالى، وأن يندم المرتد على ما فعله.

أن يعلن المرتد توبته أمام ولي الأمر أو القاضي.

أن يتبرأ المرتد من عقيدته السابقة.

خامساً: أسباب الردة

هناك أسباب عديدة قد تؤدي إلى ردة الشخص عن الإسلام، منها:

الجهل بالإسلام وأحكامه.

ضعف الإيمان.

الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام.

الانجذاب إلى ثقافة الغرب.

الاضطهاد الديني.

سادساً: خطر الردة

الردة خطر كبير على الإسلام والمسلمين، فهي تؤدي إلى انتشار الكفر والضلال، وتضعف الصف الإسلامي، وتشجع أعداء الإسلام على محاربته، لذلك يجب على المسلمين أن يتصدوا للردة بكل قوة، وأن يبينوا للناس خطرها، وأن يدعوا المرتدين إلى التوبة والرجوع إلى الإسلام.

سابعاً: كيفية حماية المسلمين من الردة

هناك عدة طرق لحماية المسلمين من الردة، منها:

تعليم المسلمين الإسلام وأحكامه وتعزيز إيمانهم.

الرد على شبهات أعداء الإسلام.

الحفاظ على الهوية الإسلامية للمسلمين.

الوقوف في وجه الاضطهاد الديني.

خاتمة

الردة هي كبيرة من أكبر الكبائر، وقد توعد الله ومن اعتنق الإسلام ثم ارتد عنه بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة، وقد اختلف العلماء في عقوبة المرتد عن الإسلام، فمنهم من قال بالقتل، ومنهم من قال بالسجن المؤبد، ومنهم من قال بتعزيره، ولكن جمهور العلماء يرون أن عقوبة المرتد هي القتل، وترك مقدارها لاجتهاد الحاكم، وإذا تاب المرتد عن ردته، فإن توبته تقبل منه، ويرجع إلى الإسلام، ويسقط عنه حكم الردة، ولكن اشترط العلماء للتوبة شروطاً، منها أن تكون التوبة نصوحاً، وأن يعلن المرتد توبته أمام ولي الأمر أو القاضي، وأن يتبرأ المرتد من عقيدته السابقة.

أضف تعليق