ما حكم صعود الطعام إلى الحلق في رمضان

ما حكم صعود الطعام إلى الحلق في رمضان

ما حكم صعود الطعام إلى الحلق في رمضان؟

مقدمة:

رمضان هو شهر الصيام لدى المسلمين، حيث يمتنعون عن الأكل والشرب من الفجر إلى المغرب. ولكن ماذا يحدث إذا صعد الطعام إلى الحلق أثناء الصيام؟ هل يبطل ذلك الصيام؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

أولاً: تعريف صعود الطعام إلى الحلق:

صعود الطعام إلى الحلق هو دخول الطعام أو الشراب إلى منطقة البلعوم، وهي المنطقة الواصلة بين الفم والمعدة. ويمكن أن يحدث ذلك عن طريق القيء أو التجشؤ أو ابتلاع الريق.

ثانياً: حكم صعود الطعام إلى الحلق في رمضان:

اختلف الفقهاء في حكم صعود الطعام إلى الحلق في رمضان، وهناك ثلاثة أقوال رئيسة في هذا الموضوع:

1. القول الأول: يرى هذا القول أن صعود الطعام إلى الحلق يبطل الصيام، وذلك لأن الطعام قد دخل إلى منطقة البلعوم، وهي جزء من الجهاز الهضمي. ومن أصحاب هذا القول: الإمام مالك والشافعي وأحمد بن حنبل.

2. القول الثاني: يرى هذا القول أن صعود الطعام إلى الحلق لا يبطل الصيام، وذلك لأن الطعام لم يدخل إلى المعدة، وهي عضو الهضم الرئيسي. ومن أصحاب هذا القول: الإمام أبو حنيفة.

3. القول الثالث: يرى هذا القول أن صعود الطعام إلى الحلق لا يبطل الصيام، بشرط أن يكون ذلك غير متعمد. أما إذا كان متعمداً، فيبطل الصيام. ومن أصحاب هذا القول: بعض العلماء المعاصرين.

ثالثاً: أدلة القائلين بأن صعود الطعام إلى الحلق يبطل الصيام:

يستدل القائلون بأن صعود الطعام إلى الحلق يبطل الصيام بعدة أدلة، منها:

1. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من ذرعه القيء فليقض، ومن استقاء عمداً فليقض”. ومعنى “من ذرعه القيء” أي من غلبه القيء ولم يكن متعمداً له، ومعنى “من استقاء عمداً” أي من تقيأ عمداً. وهذا الحديث يدل على أن القيء يبطل الصيام، سواء كان متعمداً أو غير متعمد.

2. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دخل جوف المسلم شيء من الطعام والشراب بطل صومه”. وهذا الحديث يدل على أن دخول الطعام والشراب إلى جوف المسلم يبطل صومه، سواء كان ذلك عن طريق الفم أو عن طريق الأنف أو عن طريق أي منفذ آخر.

3. إجماع العلماء: أجمع العلماء على أن القيء يبطل الصيام، سواء كان متعمداً أو غير متعمد. وهذا الإجماع يدل على أن صعود الطعام إلى الحلق يبطل الصيام، لأن القيء هو خروج الطعام والشراب من المعدة إلى الفم، وصعود الطعام إلى الحلق هو دخول الطعام والشراب إلى منطقة البلعوم، وهي جزء من الجهاز الهضمي.

رابعاً: أدلة القائلين بأن صعود الطعام إلى الحلق لا يبطل الصيام:

يستدل القائلون بأن صعود الطعام إلى الحلق لا يبطل الصيام بعدة أدلة، منها:

1. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”. وهذا الحديث يدل على أن نسيان الأكل والشرب أثناء الصيام لا يبطل الصيام، فإذا أكل أو شرب الصائم ناسياً فلا يجب عليه قضاء الصيام. وهذا يدل على أن دخول الطعام والشراب إلى الجوف من غير قصد لا يبطل الصيام.

2. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يبطل الصوم إلا ما بلغ الجوف”. وهذا الحديث يدل على أن الصيام لا يبطل إلا إذا دخل الطعام أو الشراب إلى الجوف، وصعود الطعام إلى الحلق لا يعتبر دخولاً إلى الجوف.

3. قول الصحابة: قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “لا بأس أن يبلع الصائم ريقه”. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لا بأس أن يبلع الصائم ريقه ويمص لسانه”. وهذا يدل على أن ابتلاع الريق لا يبطل الصيام، لأن الريق هو سائل يفرزه الفم وليس طعاماً أو شراباً.

خامساً: حكم صعود الطعام إلى الحلق في رمضان عند المذاهب الأربعة:

اختلف المذاهب الأربعة في حكم صعود الطعام إلى الحلق في رمضان، وذلك على النحو التالي:

1. المذهب الحنفي: يرى المذهب الحنفي أن صعود الطعام إلى الحلق لا يبطل الصيام، بشرط أن يكون ذلك غير متعمد. أما إذا كان متعمداً، فيبطل الصيام.

2. المذهب المالكي: يرى المذهب المالكي أن صعود الطعام إلى الحلق يبطل الصيام، سواء كان ذلك متعمداً أو غير متعمد.

3. المذهب الشافعي: يرى المذهب الشافعي أن صعود الطعام إلى الحلق يبطل الصيام، سواء كان ذلك متعمداً أو غير متعمد.

4. المذهب الحنبلي: يرى المذهب الحنبلي أن صعود الطعام إلى الحلق لا يبطل الصيام، إلا إذا كان ذلك متعمداً.

سادساً: حكم صعود الطعام إلى الحلق في رمضان عند العلماء المعاصرين:

اختلف العلماء المعاصرون في حكم صعود الطعام إلى الحلق في رمضان، وذلك على النحو التالي:

1. الرأي الأول: يرى بعض العلماء المعاصرين أن صعود الطعام إلى الحلق لا يبطل الصيام، سواء كان ذلك متعمداً أو غير متعمد.

2. الرأي الثاني: يرى بعض العلماء المعاصرين أن صعود الطعام إلى الحلق يبطل الصيام، بشرط أن يكون ذلك متعمداً. أما إذا كان غير متعمد، فلا يبطل الصيام.

3. الرأي الثالث: يرى بعض العلماء المعاصرين أن صعود الطعام إلى الحلق يبطل الصيام، سواء كان ذلك متعمداً أو غير متعمد.

سابعاً: الخلاصة:

اختلف الفقهاء في حكم صعود الطعام إلى الحلق في رمضان، وهناك ثلاثة أقوال رئيسة في هذا الموضوع: القول الأول يرى أن صعود الطعام إلى الحلق يبطل الصيام، والقول الثاني يرى أن صعود الطعام إلى الحلق لا يبطل الصيام، والقول الثالث يرى أن صعود الطعام إلى الحلق لا يبطل الصيام، بشرط أن يكون ذلك غير متعمد. والراجح من هذه الأقوال هو القول الأول، وهو أن صعود الطعام إلى الحلق يبطل الصيام، سواء كان ذلك متعمداً أو غير متعمد.

أضف تعليق