ما حكم مداعبة الزوجة اثناء الصيام

ما حكم مداعبة الزوجة اثناء الصيام

المداعبة الزوجية في نهار الصيام

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وقد شرع الله تعالى الصيام لكي يتقرب العباد إليه ويستشعروا معنى الابتعاد عن الشهوات والملذات، وينالوا الأجر والثواب من الله تعالى، والصوم عبادة مرتبطة بعلاقة العبد بربه تعالى، ولا يحق لأي شخص الاعتراض عليها أو انتقادها، وقد حدد الله تعالى أيام الصيام في شهر رمضان المعظم، وشرع أحكام الصيام التي يجب على المسلم الالتزام بها، ومنها الامتناع عن الأكل والشرب والجماع، وفي هذا المقال سوف نتناول حكم مداعبة الزوجة أثناء الصيام، وماهي الآراء الفقهية في ذلك، وما هي الأدلة الشرعية التي تؤيد كل رأي.

حكم مداعبة الزوجة أثناء الصيام:

اختلف الفقهاء في حكم مداعبة الزوجة أثناء الصيام على أقوال ثلاثة:

القول الأول: ذهب بعض الفقهاء إلى أن مداعبة الزوجة أثناء الصيام جائزة ولا تفسد الصوم، واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يباشر زوجاته في نهار رمضان، وأن الصحابة كانوا يفعلون ذلك أيضًا، وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وأنا صائمة، ويمص لساني، وأنا صائمة”.

القول الثاني: ذهب بعض الفقهاء إلى أن مداعبة الزوجة أثناء الصيام مكروهة ولا تفسد الصوم، واستدلوا على ذلك بأن مداعبة الزوجة من الأمور التي قد تؤدي إلى حدوث الجماع، وحدوث الجماع في نهار رمضان يفسد الصوم، ولذلك فإن مداعبة الزوجة مكروهة احتياطًا من الوقوع في الحرام.

القول الثالث: ذهب بعض الفقهاء إلى أن مداعبة الزوجة أثناء الصيام حرام وتفسد الصوم، واستدلوا على ذلك بأن مداعبة الزوجة من الأمور التي قد تؤدي إلى حدوث الجماع، وحدوث الجماع في نهار رمضان يفسد الصوم، ولذلك فإن مداعبة الزوجة حرام قطعًا، ومن فعل ذلك فعليه قضاء اليوم الذي جامع فيه زوجته.

أدلة القول الأول:

استدل القائلون بجواز مداعبة الزوجة أثناء الصيام بالآية الكريمة: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}، وقالوا إن هذه الآية تدل على إباحة الجماع في الليل، وبالتالي فإن مداعبة الزوجة التي لا تؤدي إلى الجماع جائزة في النهار أيضًا.

كما استدلوا بالحديث النبوي الذي رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وأنا صائمة، ويمص لساني، وأنا صائمة”.

أدلة القول الثاني:

استدل القائلون بكراهة مداعبة الزوجة أثناء الصيام بالحديث النبوي الذي رواه أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قبل امرأته وهو صائم فليعتق رقبة أو يصم شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكينًا”.

وقالوا إن هذا الحديث يدل على أن مداعبة الزوجة أثناء الصيام أمر مكروه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل كفارته عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينًا، وهذه كفارة عظيمة لا تشرع إلا في الأمور المكروهة.

أدلة القول الثالث:

استدل القائلون بحرمة مداعبة الزوجة أثناء الصيام بالحديث النبوي الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أو الذي يجامع في رمضان فكفارته عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكينًا”.

وقالوا إن هذا الحديث يدل على أن الجماع في نهار رمضان محرم، وبالتالي فإن مداعبة الزوجة التي قد تؤدي إلى الجماع محرمة أيضًا.

الرأي الراجح:

الرأي الراجح في حكم مداعبة الزوجة أثناء الصيام هو القول الثاني، أي أنها مكروهة ولا تفسد الصوم، وذلك لأن مداعبة الزوجة من الأمور التي قد تؤدي إلى حدوث الجماع، وحدوث الجماع في نهار رمضان يفسد الصوم، ولذلك فإن مداعبة الزوجة مكروهة احتياطًا من الوقوع في الحرام.

الخلاصة:

اختلف الفقهاء في حكم مداعبة الزوجة أثناء الصيام على أقوال ثلاثة: جائزة ومكروهة وحرام، والرأي الراجح هو القول الثاني، أي أنها مكروهة ولا تفسد الصوم، وذلك لأن مداعبة الزوجة من الأمور التي قد تؤدي إلى حدوث الجماع، وحدوث الجماع في نهار رمضان يفسد الصوم، ولذلك فإن مداعبة الزوجة مكروهة احتياطًا من الوقوع في الحرام.

أضف تعليق