المقدمة:
شهر رمضان هو شهرٌ مقدسٌ ورحيمٌ حثّ اللهُ تعالى في آياته المؤمنين على تعظيمه وعبادته وصيام أيامه. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أشد الناس تعظيماً لرمضان، فكان يجتهد في العبادة والطاعة لله فيه، ويحرص على اغتنام فضائله. ومن العبادات التي يحبها الله تعالى في رمضان حُسن العشرة بين الزوجين وترك ما يُكدِّر النفوس، فكيف يكون الطلاق في هذا الشهر الكريم الذي يفاضل الله فيه عباده، فهل الطلاق في رمضان حرام أم جائز؟ وما حكم طلاق الزوجة وهي صائمة؟ تابعونا للإجابة على هذه التساؤلات.
حكم الطلاق في رمضان:
– من أراد الطلاق فلا ينتظر حلول شهر رمضان ولا أي شهر أو يوم آخر، بل يطلّق زوجته متى أراد.
– جاء في “نيل الأوطار للشوكاني”: “والمختار أنه يجوز الطلاق في رمضان، ولا يكره”.
– إنّ الطلاق في رمضان لا حكم له من حيث الإباحة والتحريم، فمتى كان الطلاق بائناً كان نهائياً ولا يمكن الرجوع إلى الزوجة التي طلقت إلا بعقد ومهر جديد.
أسباب طلاق الزوجة في شهر رمضان:
1. عدم احترام الزوج لزوجته: إذا لم يحترم الزوج زوجته، فإنها لن تشعر بالأمان أو الحب في الزواج. وقد يؤدي ذلك إلى تراكم الاستياء والاستياء، مما قد يؤدي في النهاية إلى الطلاق.
2. عدم التواصل بين الزوجين: إذا لم يتواصل الزوجان بانتظام، يمكن أن يتباعدا ويبدآان في الرؤية بشكل مختلف. وقد يؤدي ذلك إلى سوء التفاهم وسوء الفهم، مما قد يؤدي في النهاية إلى الطلاق.
3. الخيانة الزوجية: إذا خان أحد الزوجين الآخر، فقد يكون من الصعب الاستمرار في الزواج. قد تؤدي الخيانة إلى الشعور بالألم والغضب وعدم الثقة، مما قد يؤدي في النهاية إلى الطلاق.
متى يصبح الطلاق في رمضان حراماً:
1. إذا كان طلاق الغضب: فإن طلاق الغضب هو طلاق يصدر عن الزوج في وقت الغضب الشديد، وهو طلاق غير جائز شرعا. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا طلاق في غضب”.
2. إذا كان الطلاق بدافع الانتقام: إذا طلق الزوج زوجته من أجل الانتقام منها أو لإلحاق الأذى بها، فهذا طلاق حرام شرعا. قال تعالى: “ولا تتخذوا آيات الله هزوا”.
3. إذا كان الطلاق بقصد الإضرار بالزوجة: إذا طلق الزوج زوجته بقصد الإضرار بها، مثل إلحاق الضرر النفسي أو المادي بها، فهذا طلاق حرام شرعا. قال تعالى: “ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن”.
حكم طلاق الزوجة وهي صائمة:
1. أجمع العلماء على أن الطلاق يقع في رمضان، سواء كانت الزوجة صائمة أو غير صائمة.
2. لا يوجد نص قرآني أو حديث نبوي يمنع الطلاق في رمضان، أو يثبت أن طلاق الزوجة وهي صائمة حرام.
3. يرى بعض العلماء أن طلاق الزوجة وهي صائمة مكروه، لما فيه من إيذاء لها وتكدير لصيامها.
حكم مراجعة الزوجة في رمضان:
1. إذا طلق الزوج زوجته في رمضان، فلا يجوز له مراجعتها إلا بعد انتهاء الشهر.
2. إذا طلق الزوج زوجته قبل رمضان، فيجوز له مراجعتها في رمضان إذا كانا لم يفترقا.
3. إذا طلق الزوج زوجته قبل رمضان، وافترقا ثم أرادا المراجعة، فيجوز لهما ذلك بعد انتهاء الشهر.
حكم طلاق الحامل في رمضان:
1. لا يجوز للزوج أن يطلق زوجته وهي حامل في أي شهر من شهور السنة، ومنها شهر رمضان.
2. يعتبر طلاق المرأة الحامل باطلاً شرعاً، ولا يقع إلا إذا تم تطليقها ثلاث مرات متتالية.
3. إذا طلق الزوج زوجته وهي حامل، فعليه أن يراجعها قبل الوضع، وإلا فعليه أن ينفق عليها وعلى الطفل حتى تضع حملها.
الخاتمة:
لقد تناولنا في هذا المقال حكم الطلاق في شهر رمضان، ورأينا أنه لا بأس به إذا كان للضرورة، وأنه مكروه إن كان بسبب غير شرعي. كما ذكرنا حكم طلاق الزوجة وهي صائمة، فرأينا أنه جائز، لكنه مكروه. وذكرنا كذلك حكم مراجعة الزوجة في رمضان، وحكم طلاق الحامل في رمضان. نرجو أن نكون قد قدمنا لكم الفائدة المرجوة، وأن نكون قد أجبنا على أسئلتكم.