المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم الذنوب التي يرتكبها الإنسان هو الاستغفار، فالمستغفر هو الذي يستغفر الله تعالى من ذنوبه وخطاياه، ولا شك أن الاستغفار من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه وتجلب له مغفرته ورضاه.
فضل الاستغفار:
الاستغفار يمحو الذنوب والخطايا: قال تعالى: “وأنتم تستغفرون الله لذنوبكم يتوب الله عليكم” (غافر: 3).
الاستغفار يفتح أبواب الرزق والبركة: قال تعالى: “وإذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” (البقرة: 186).
الاستغفار يرفع العبد في الدرجات ويزيد من حسناته: قال تعالى: “والذين قالوا ربنا إنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار” (آل عمران: 193).
شروط الاستغفار:
الإخلاص لله تعالى: أن يكون الاستغفار خالصًا لله تعالى وحده، لا يريد به إلا وجه الله تعالى.
الندم على الذنوب والخطايا: أن يشعر العبد بالندم والألم على ما اقترفه من ذنوب وخطايا.
العزم على ترك الذنوب والخطايا: أن يعزم العبد على ترك الذنوب والخطايا والإقلاع عنها تمامًا.
الدعاء والتضرع إلى الله تعالى: أن يدعو العبد الله تعالى ويضرع إليه أن يغفر له ذنوبه وخطاياه.
أوقات الاستغفار:
يمكن الاستغفار في أي وقت من الأوقات، إلا أنه يوجد أوقات يكون فيها الاستغفار أفضل وأكثر فضلاً، ومن هذه الأوقات:
الثلث الأخير من الليل.
بعد صلاة الفجر.
بين الأذان والإقامة.
عند نزول المطر.
عند السفر.
عند المرض.
مسبحة الاستغفار:
مسبحة الاستغفار هي أداة يستخدمها المسلمون للعد عند الاستغفار، وهي عبارة عن حلقة من الحبات، كل حبة منها تمثل استغفارة واحدة.
يفضل استخدام مسبحة الاستغفار عند أداء الاستغفار، وذلك لأنها تساعد على التركيز والخشوع، وتمنع العبد من الانشغال بأمور أخرى أثناء الاستغفار.
لا يشترط استخدام مسبحة الاستغفار عند الاستغفار، ويمكن الاستغفار بدونها، إلا أنها تُعد من السنن التي ينبغي على المسلم أن يتبعها.
كيفية استخدام مسبحة الاستغفار:
يمسك المسلم مسبحة الاستغفار بيده اليمنى، ويبدأ بترديد الاستغفار، ويُفضل أن يكون الاستغفار بصوت خافت وخشوع.
عند الانتهاء من ترديد الاستغفار على حبة واحدة، ينقل المسلم سبابته إلى الحبة التالية، ويستمر في ترديد الاستغفار حتى ينتهي من جميع حبات المسبحة.
يمكن للمسلم أن يستخدم مسبحة الاستغفار في أي وقت من الأوقات، إلا أنه يُفضل استخدامها في الأوقات التي يكون فيها الاستغفار أفضل وأكثر فضلاً.
الخاتمة:
نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وخطايانا وأن يتقبل منا توبتنا، وأن يرزقنا حسن الخاتمة، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.