بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى على الذنوب والخطايا التي اقترفها العبد، وهو من أهم العبادات التي أمرنا بها الله تعالى في كتابه الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد حثنا الله تعالى على الاستغفار في العديد من الآيات القرآنية الكريمة، ومنها قوله تعالى: “وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” (سورة البقرة: 199).
كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإكثار من الاستغفار في الأوقات المختلفة، فقال: “يا أيها الناس، توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة” (رواه مسلم).
1. فضائل الاستغفار:
للاستغفار فضائل كثيرة وعد بها الله تعالى عباده المؤمنين، ومن هذه الفضائل:
• غفران الذنوب: الاستغفار سبب لمغفرة الذنوب والخطايا التي اقترفها العبد، كما قال تعالى: “وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً” (سورة النساء: 110).
• دخول الجنة: الاستغفار سبب لدخول الجنة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب” (رواه أحمد).
• زيادة الرزق: الاستغفار سبب لزيادة الرزق، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكثر من الاستغفار كثُر ماله وولده” (رواه ابن ماجه).
2. شروط الاستغفار:
لكي يكون الاستغفار مقبولاً عند الله تعالى، يجب أن تتوفر فيه الشروط التالية:
• الإخلاص: يجب أن يكون الاستغفار خالصاً لوجه الله تعالى، لا يُقصد به إلا مرضاته سبحانه.
• الندم على الذنب: يجب أن يكون المستغفر نادماً على الذنب الذي اقترفه، وأن يكون عازماً على عدم العودة إليه مرة أخرى.
• الإقلاع عن المعصية: يجب أن يقلع المستغفر عن المعصية التي اقترفها، ويتوب عنها توبة نصوحاً.
3. أوقات الاستغفار:
يستحب الاستغفار في جميع الأوقات، إلا أنه يستحب بشكل خاص في أوقات معينة، منها:
• بعد الصلوات: يستحب الاستغفار بعد الصلوات المفروضة، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
• عند النوم: يستحب الاستغفار عند النوم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أويت إلى فراشك فقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قل: اللهم اغفر لي، فإن مت تلك الليلة مت على الفطرة” (رواه البخاري).
• عند الاستيقاظ من النوم: يستحب الاستغفار عند الاستيقاظ من النوم، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
4. صيغ الاستغفار:
هناك العديد من صيغ الاستغفار التي يمكن للمسلم أن يستخدمها، ومنها:
• “أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه”.
• “اللهم اغفر لي الذنوب التي تقدمت والتي تأخرت والتي أسررتها والتي أعلنتها والتي أنت أعلم بها مني، اللهم إني أتوب إليك منها وأستغفرك وأتوب إليك”.
• “ربي إني ظلمت نفسي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”.
5. الإكثار من الاستغفار:
حثنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الاستغفار، كما قال تعالى: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا” (سورة نوح: 10-12).
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار في اليوم والليلة، فقد كان يستغفر الله تعالى في اليوم أكثر من سبعين مرة.
6. فوائد الاستغفار:
للإكثار من الاستغفار فوائد كثيرة على المسلم، منها:
• غفران الذنوب: كما ذكرنا سابقاً، فإن الاستغفار سبب لمغفرة الذنوب والخطايا التي اقترفها العبد.
• صفاء القلب: الاستغفار سبب لصفاء القلب ونقائه من الحقد والحسد والكراهية وغيرها من الأمراض القلبية.
• زيادة الرزق: الاستغفار سبب لزيادة الرزق، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكثر من الاستغفار كثُر ماله وولده” (رواه ابن ماجه).
7. الخاتمة:
الاستغفار عبادة عظيمة لها فضائل كثيرة على المسلم، وقد حثنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على الإكثار منها.
نسأل الله تعالى أن يتقبل استغفارنا وأن يغفر لنا ذنوبنا وأن يرحمنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.