المقدمة:
موسى عليه السلام أحد أنبياء الله ورسله، وهو من أكثر الأنبياء ذكرًا في القرآن الكريم، حيث ورد اسمه أكثر من مائة مرة، وقد أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل لإنقاذهم من ظلم فرعون وجبروته، وقد آتاه الله العديد من المعجزات التي ساعدته على إتمام مهمته، ومن أبرز هذه المعجزات: عصاه التي تحولت إلى ثعبان، وانشقاق البحر، وتحويل الماء إلى دم، وإخراج الماء من الصخرة.
نشأة موسى عليه السلام وحياته المبكرة:
– وُلد موسى عليه السلام في زمن فرعون، الذي كان يقتل كل مولود ذكر من بني إسرائيل خوفًا من أن ينشأ بينهم من يهدد حكمه، وقد ألقت أمه به في النيل خوفًا عليه من فرعون، ولكن الله تعالى نجاه وألقاه إلى ساحل النيل حيث وجدته ابنة فرعون وربته في قصره.
– كبر موسى عليه السلام وترعرع في قصر فرعون، وتعلم الكثير من العلوم والمعارف، وكان معروفًا بقوته وشجاعته، وقد تولى منصبًا مهمًا في بلاط فرعون، ولكنه سرعان ما ترك هذا المنصب بعد أن رأى ظلم فرعون وجبروته.
– فر موسى عليه السلام من مصر متجهًا إلى مدين، حيث تزوج من ابنة نبي الله شعيب عليه السلام، وعاش هناك لمدة عشر سنوات، ثم أمره الله تعالى بالعودة إلى مصر ودعوة فرعون إلى عبادة الله وترك الظلم والجبروت.
دعوة موسى عليه السلام إلى عبادة الله:
– عاد موسى عليه السلام إلى مصر ومعه أخوه هارون عليه السلام، ودعوا فرعون إلى عبادة الله وترك الظلم والجبروت، ولكن فرعون استكبر وأبى أن يؤمن، فأنزل الله تعالى عليه وعلى قومه العديد من الآيات والعذابات، منها: إرسال الجراد والضفادع والقمل والدم، وتحويل الماء إلى دم، وإغراق فرعون وجنوده في البحر.
– نجح موسى عليه السلام في إنقاذ بني إسرائيل من ظلم فرعون وجبروته، وقادهم في رحلة طويلة عبر الصحراء، واستقر بهم في أرض كنعان، وقد أنزل الله تعالى عليهم التوراة، وهي كتاب سماوي يحتوي على الوصايا والتشريعات الإلهية.
– عاش موسى عليه السلام مع بني إسرائيل لمدة أربعين عامًا، وعلمهم الكثير من العلوم والمعارف، وكانوا يطيعونه ويحترمونه، وقد تُوفي عليه السلام وهو في سن مائة وعشرين عامًا، ودُفن في مكان مجهول حتى لا يتخذه بنو إسرائيل مزارًا لهم.
معجزات موسى عليه السلام:
– عصاه التي تحولت إلى ثعبان: عندما ألقى موسى عليه السلام عصاه على الأرض، تحولت إلى ثعبان كبير، وقد أذهل هذا فرعون وسحرته، ولكنه لم يؤمن بموسى عليه السلام.
– انشقاق البحر: عندما وصل موسى عليه السلام وبنو إسرائيل إلى البحر الأحمر، أمره الله تعالى بضرب البحر بعصاه، فانشق البحر إلى نصفين، ونجا بنو إسرائيل من فرعون وجنوده الذين غرقوا في البحر.
– تحويل الماء إلى دم: عندما رفض فرعون الإيمان بموسى عليه السلام، حوَّل الله تعالى ماء النيل إلى دم لمدة سبعة أيام، وقد أصاب هذا العذاب فرعون وقومه بالخوف والذعر.
– إخراج الماء من الصخرة: عندما وصل موسى عليه السلام وبنو إسرائيل إلى الصحراء، لم يجدوا ماء للشرب، فضرب موسى عليه السلام صخرة بعصاه فخرج منها اثنتا عشرة عينًا من الماء، وقد شرب بنو إسرائيل من هذه العيون حتى ارتووا.
– مناجاة الله تعالى: كان موسى عليه السلام يتكلم مع الله تعالى مباشرة، وقد اختاره الله تعالى ليكون نبيًا ورسولًا، وقد أنزل عليه التوراة التي تحتوي على الوصايا والتشريعات الإلهية.
صفات موسى عليه السلام:
– كان موسى عليه السلام رجلاً قويًا وشجاعًا، لم يخف من فرعون وجبروته، ولم يتردد في مواجهته ودعوته إلى عبادة الله وترك الظلم والجبروت.
– كان موسى عليه السلام رجلاً حكيماً وعالماً، وقد تعلم الكثير من العلوم والمعارف في قصر فرعون، وقد استخدم هذه العلوم والمعارف في دعوته إلى عبادة الله ونشر رسالته.
– كان موسى عليه السلام رجلاً متواضعاً ولطيفاً، وكان يحب بني إسرائيل ويرعى مصالحهم، وقد نجح في قيادتهم وتحقيق النصر لهم على فرعون وجنوده.
دور موسى عليه السلام في التاريخ:
– كان لموسى عليه السلام دور كبير في تاريخ بني إسرائيل، فقد نجح في إنقاذهم من ظلم فرعون وجبروته، وقادهم في رحلة طويلة عبر الصحراء، واستقر بهم في أرض كنعان، وقد أنزل الله تعالى عليهم التوراة التي تحتوي على الوصايا والتشريعات الإلهية.
– كان لموسى عليه السلام دور كبير في نشر رسالة التوحيد، فقد دعا فرعون وقومه إلى عبادة الله وترك الظلم والجبروت، وقد أرسل العديد من الرسائل إلى الملوك والأباطرة يدعوهم إلى عبادة الله وترك الشرك بالله.
– كان لموسى عليه السلام دور كبير في تشكيل الثقافة والحضارة العبرية، فقد وضع العديد من القوانين والتشريعات التي نظمت حياة بني إسرائيل، وقد أثرت هذه القوانين والتشريعات على العديد من الحضارات الأخرى.
الخلاصة:
كان موسى عليه السلام نبيًا ورسولاً من عند الله تعالى، وقد أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل لإنقاذهم من ظلم فرعون وجبروته، وقد نجح موسى عليه السلام في مهمته، وقاد بني إسرائيل في رحلة طويلة عبر الصحراء، واستقر بهم في أرض كنعان، وقد أنزل الله تعالى عليهم التوراة التي تحتوي على الوصايا والتشريعات الإلهية، وقد كان لموسى عليه السلام دور كبير في نشر رسالة التوحيد، وتشكيل الثقافة والحضارة العبرية.