موضع دعاء القنوت في الوتر

موضع دعاء القنوت في الوتر

موضع دعاء القنوت في الوتر

مقدمة

يعتبر دعاء القنوت من الأدعية النبوية المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي تُقال في صلاة الوتر. وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل موضع دعاء القنوت في صلاة الوتر، على ضوء أقوال العلماء المختلفة.

أولاً: تعريف دعاء القنوت

دعاء القنوت هو دعاء يُقال بعد الركوع في صلاة الوتر، وقبل السجود.

سُمي القنوت باستجابة الله آمال الداعين له، أي ذلل ألسنتهم بالدعاء.

القنوت في اللغة العربية هو حرف الجيم والقاف والواو والطاء، بمعنى الاعتدال وعدم الجور.

ثانيًا: مشروعية دعاء القنوت

ثبتت مشروعية دعاء القنوت بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ورد في أحاديث صحيحة عن النبي أنه كان يدعو به، من ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو به.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يدعو في القنوت في كل ليلة من رمضان بما شاء من الدعاء، فيقول الله تعالى: وعزتي وجلالي لأعطينكما ما سألتماني”.

وقال الإمام النووي في شرح مسلم: “اتفق العلماء على مشروعية القنوت في الوتر في شهر رمضان”.

ثالثًا: موضع دعاء القنوت في صلاة الوتر

اختلف الفقهاء في موضع دعاء القنوت في صلاة الوتر، فبينما يرى الحنفية والمالكية أنه يُقال بعد الركوع في الركعة الأخيرة من الوتر قبل السجود، يرى الشافعية والحنابلة أنه يستحب أن يُقال بعد الركوع في الركعة الثانية.

الحنفية والمالكية: يرى الحنفية والمالكية أن موضع دعاء القنوت هو بعد الركوع في الركعة الأخيرة من الوتر قبل السجود، ويستحب لهم القنوت في الوتر كله، وليس في شهر رمضان فقط.

الشافعية والحنابلة: يرى الشافعية والحنابلة أن موضع دعاء القنوت هو بعد الركوع في الركعة الثانية من الوتر، ويستحب القنوت عند الجمهور في الوتر في رمضان وغير رمضان.

رابعًا: أقوال العلماء في موضع دعاء القنوت

اختلف العلماء في تحديد موضع دعاء القنوت في صلاة الوتر، وانقسموا إلى رأيين رئيسيين:

الرأي الأول: يرى هذا الرأي أن موضع دعاء القنوت هو بعد الركوع في الركعة الأخيرة من الوتر قبل السجود، ويستند هذا الرأي إلى عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو به في الركعة الأخيرة من الوتر.

الرأي الثاني: يرى هذا الرأي أن موضع دعاء القنوت هو بعد الركوع في الركعة الثانية من الوتر، ويستند هذا الرأي إلى عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما رواه البيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو به في الركعة الثانية من الوتر.

خامسًا: أدعية القنوت

وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية كثيرة في القنوت، من أشهرها:

“اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”.

“اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونتوب إليك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونهرول، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكافرين ملحق”.

سادسًا: آداب دعاء القنوت

هناك بعض الآداب التي يُستحب مراعاتها عند دعاء القنوت، منها:

استقبال القبلة.

رفع اليدين إلى الصدر.

جعل الدعاء بصوت منخفض.

الإكثار من الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

الدعاء بظهر الغيب.

سابعًا: الخاتمة

في ختام هذا المقال، نكون قد تناولنا بالتفصيل موضع دعاء القنوت في صلاة الوتر، على ضوء أقوال العلماء المختلفة، وذكرنا بعض الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت، كما تطرقنا إلى بعض الآداب التي يُستحب مراعاتها عند دعاء القنوت.

أضف تعليق